المختصة النفسية هاجر زروقي

المختص النفسي يلعب دورا أساسيا في الوسط المدرسي

المختص النفسي يلعب دورا أساسيا في الوسط المدرسي
  • القراءات: 1174
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تحدثت المختصة النفسية هاجر زروقي، من المؤسسة الاستشفائية العمومية برج الكيفان بدرقانة، لـ"المساء"، عن مشاكل الصحة النفسية التي تعترض الطفل في المسار الدراسي، على غرار التنمر، الانتحار في الوسط المدرسي، اضطرابات السلوك، اضطرابات التركيز والتفكك لمدرسي، مقدمة سبل العلاج المختلفة، مشيرة إلى الدور الأساسي الذي يلعبه المختص النفسي في الوسط المدرسي.

أكدت المختصة زروقي، أن من مهام المختص النفسي في المدارس، القيام  بجولة داخل الأقسام، مع العمل بالتنسيق مع كل أستاذ في قسمه، تقول: "وهو ما أقوم به في مهامي، حيث أتعرف على كل تلميذ، والمشكل الذي يعاني منه، كاكتشاف أي مشكل تعليمي لديه، وبحكم احتكاكنا بالتلاميذ، لاحظنا أن 90 بالمائة منهم مشاكلهم مرتبطة بالتفكك الأسري، وفي حالة مثل هذه، يقوم المختص النفسي باستدعاء أولياء الأمور، أي الأب أو الأم، الذين يحضرون للمكتب، فنعمل على استقبالهم يوم الثلاثاء، الذي نكون فيه موجودين على مستوى المؤسسات التربوية، ونفهم منهم المشكل الذي يعاني منه الطفل، وغالبا ما يعترف الولي بأن هناك مشاكل أسرية أو طلاق أو تفكك أسري أو ضرب أو تعنيف للطفل، وهنا بالضرورة، نجد أن الأب أو الأم، لديه علاقة بمشكل الطفل الدراسي، في هذه الحالة، نبدأ بالتشخيص أولا، حيث نقوم بدراسة الحالة مع الولي، الأب أو الأم، ونحاول التطرق إلى كامل الأسباب التي كانت وراء بلوغ الطفل هذه المرحلة، والتي تسببت في مشكل التحصيل العلمي".

أوضحت المختصة أنها معتادة على المشاركة في الحملات التحسيسية الصحية، كما هو حال لقائنا هذا، مؤكدة أن المختص يقف لعلاج عدة مشاكل نجدها في المدرسة مع الأستاذ ، التنمر المدرسي من قبل الزملاء، تقول: "نجد العديد من المشاكل التي تحتاج للحلول، وهنا يأتي دور المختص الذي يقوم، بالتنسيق مع الأب والأم ومدير المدرسة والأستاذ، لأنه متواصل معه بالدرجة الأولى في القسم، بالتالي يمكننا التوصل إلى المشكل الذي يعاني منه هذا الطفل، فإذا وجدناه يعاني من مشاكل أسرية مع الأب والأم، يظهر المختص للوالدين طرق معاملة الطفل، لأنها قد تكون معاملة خاطئة، كالضرب، التعنيف، الكلام الجارح، والإنقاص من قدره، كأن يقال له "ياحمار" أصدقاؤك أفضل منك"، وهنا نعمل على تصحيح هذا الخطأ، إذ نعمد إلى التوضيح للأباء، أن التربية ليست علما يعرفه الكل، إنما هي علم مكتسب".

وحيال التربية الصحيحة، قالت زروقي: "يعتقد الكثير من الأباء، أن إسقاط نفس نهج التربية الذي تلقاه الأب في الصغر نافع، ويعمل على تربية ابنه به، وهنا نوضح له، أن الطريقة غير ناجحة، لأنها لم تثمر مع ابنه، فترى الطفل يتعامل بعدوانية، بسبب مشاكله في البيت، والتي يخرجها معه، ليتشاجر في المدرسة ويضرب ويتم ضربه أيضا، وهنا نوضح للوالدين، أنه ليس عيبا أنك لم تعرف كيف تربي، لكن المشكل أنك لم تبحث في طرق التربية الصحيحة والسليمة للطفل، وهنا المختص النفسي يعطي برنامجا كاملا للأب والأم للعمل به".

وأشارت المختصة زروقي،  إلى أن المختص النفسي يعالج مشاكل عديدة، على غرار اضطرابات السلوك ، التركيز والتشتت، موضحة أنه خلال العمل الميداني، تم تحقيق نتائج مبهرة، تقول: "إذ يتقدم نحونا الأولياء بعد حل المشكل، شاكرين الجهود، حيث يتم الحديث عن طفل جديد محبوب، مع تحسن تحصيله الدراسي، إذ أصبح جيدا، فبعد أن كان يحصل على معدل 3 أو 4/10، أصبح يحصل على معدل 6 وأكثر، وخلال الفصل الثالث، مع المتابعة، يصل المعدل إلى 9/10". وهنا فتحت قوسا قائلة: "لابد أن يطبق الآباء ما ينصح به المختص، أي لابد من العمل بالنصائح والتوجيهات وطرق التطور في مجال التواصل مع الآخرين، والتعلم، فكلها أمور مكتسبة، ولابد أن يكون الآباء جاهزين، فالتلاميذ مثلا، الذين يجلسون لوقت طويل أمام التلفزيون، ليس لديهم برنامج يقومون به، وهذا خطا كبير يؤثر على تحصيلهم الدراسي، وهنا لابد أن يعرف المختص النفسي برنامج الطفل ويوجهه إلى ما يجب القيام به، وهنا يلعب الوالدان الدور الأكبر، لأن عملية تطبيق البرنامج والسهر عليه تكون تحت مراقبتهم، لأنه لابد أن يتم متابعة الطفل من بداية السنة إلى نهايتها، وأن لا يُحاسب فقط في نهاية الامتحانات عن النتائج".

قراءة القصة تمتص الطاقة السلبية لليوم الكامل وتجعل الطفل سعيدا ومرتاحا

أوضحت المختصة، أن متابعة الطفل من بداية السنة، تثمر خيرا، وتقول: "لابد أن يتابع الطفل من بداية العام الدراسي، وهذا ما نؤكد عليه، أي أن يدرس الطفل ساعتين في اليوم في البيت، لأن الانضباط في البيت هام جدا، فالسلوك الانضباطي أي وقت اللعب محدد والدراسة كذلك، إلى جانب عدم إغفال وقت القصة، فهو روتين يمر عليه الطفل، فمثلا لما يغسل الطفل أسنانه ليلا، ثم يجلس في فراشه، تقرأ له الأم قصة، إذا كان صغيرا، لأن هذا الفعل يساهم في تفريغ كل طاقة اليوم، فالقصة تعمل على تهدئته وتجعله مرتاح البال، ويتعود عليها بدوره، ليصبح محبا للمطالعة عندما يكبر".

فيما يخص المراجعة، قالت المختصة: "أوصي بالمراجعة اليومية، فمثلا في اليوم الذي لا يدرس الطفل، من حقه أن يلعب، لكن يباشر عملية المراجعة فور دخوله، وتتبع إلى غاية نهاية الأسبوع، ليجد الطفل نفسه قد قام بمراجعة كل الدروس، فلا يفوته منها أي شيء".