"المساء" ترصد واقع الشوارع إثر تراجع الوباء

الكمامة والمعقم والتباعد “في خبر كان...!”

الكمامة والمعقم والتباعد “في خبر كان...!”
  • القراءات: 691
روبورتاج: هدى. ن روبورتاج: هدى. ن

ناقلون : حركة الشوارع تؤشر إلى عودة الحياة إلى طبيعتها

مختصون: الالتزام بالوقاية خيار أم اختيار...؟

مواطنون: ارتداء الكمامة كان إجباريا... لكن...

الإدارات: لا رقيب ولا حسيب!..

يطبع تصرفات المواطنين والقائمين على مختلف الإدارات العمومية إلى جانب عدد من مصالح الجماعات المحلية بالعاصمة، تراجع في اعتماد التدابير الصحية المرتبطة بالوقاية من فيروس كورونا. ويُرجع السواد الأعظم من المواطنين، سبب ذلك إلى التراجع الملحوظ في عدد الإصابات المعلن عنها، والتي قاربت أدنى مستوى لها منذ ظهور الجائحة. 

يشهد عدد الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر، انخفاضا محسوسا يوما بعد يوم، يقابله انخفاض في عدد المرضى المتواجدين بمراكز العناية المركزة، وعدد الوفيات. وتوصف هذه المؤشرات العامة، والخاصة بالحالات المعلن عنها في مختلف ولايات الوطن، بالمطمئنة، والمؤكدة على بداية اضمحلال الفيروس، وانحصار عدواه.

ورغم ما هو مسجل من انخفاض في حلات الإصابة بـ “موفيد-19”، فإن المصالح الصحية في البلاد، ترفق نشرتها اليومية المرتبطة بالحالة الوبائية في البلاد، بدعوة المواطنين إلى الحرص واليقظة في الجانب المرتبط بإجراءات الوقاية، وتحثهم على الامتثال لقواعد الحجر الصحي، منها الارتداء الإلزامي للقناع الواقي، واحترام التباعد الجسدي في الأماكن التي تشهد تدفقا للمواطنين، والحفاظ على صحة الكبار في السن  لتجنيب نقل العدوى إليهم، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة. كما تؤكد نفس المصالح على ضرورة التلقيح، الذي يبقى، حسبها، الوسيلة الناجعة لمجابهة الفيروس، والوصول إلى القضاء عليه نهائيا.

وسائل النقل.. حديث خاص

بات المواطن في العاصمة يتفاعل بنوع من الاطمئنان حتى لا نقول التراخي، في اتخاذ تدابير الوقاية من فيروس كورونا، سواء كان ذلك على مستوى حركة الراجلين في  مختلف الشوارع، أو على مستوى مصالح الإدارة، ووسائل النقل المختلفة.

وحسب السيدة لطيفة التي اعتادت ركوب المترو، فإن إدارة هذا الأخير، لاتزال تجبر المسافرين على ارتداء الكمامة، وتمنع، حسبها، من لا يرتديها من الركوب على متنه. وتضيف أنها تضطر للالتزام بالأمر على عكس وسيلة النقل بالسكك الحديدية، التي تترك الركاب - حسبها - الخيار في ارتداء الكمامة من عدمه.

وفي السياق المرتبط بالنقل والخاص بنشاط سيارات الأجرة، بات أصحاب هذه الوسيلة لا يلتزمون بوضع الكمامة، ولا يفرضون، بطبيعة الحال، على المواطن ارتداءها.

وحسب تصريح صاحب سيارة أجرة لـ “المساء” يعمل على محور باب الوادي، التقيناه، تحديدا، بمحطة الساعات الثلاث، فإن حركة المواطنين في الشارع مؤشر على عودة الحياة إلى طبيعتها. وهي حركة، تؤكد حسبه، اندثار المرض، وزوال الخطر، وبالتالي فهو ليس بجاجة إلى معرفة ما آلت إليه الوضعية الصحية في البلاد، وهو لا يفرض ارتداء الكمامة على الزبائن. ويضيف مقارنا الوضع العام حاليا بالفترة التي كان فيها الفيروس في أوج انتشاره، خاصة بعد عيد الأضحى الماضي، يضيف أن الأمر تغيّر فعلا. والأكثر من ذلك، فإن الأمر لم يعد يستدعي الخوف، خاصة أن الدول التي تعرف انتشارا للمرض، لم تعد تفرض استعمال الكمّامات.

المرافق العامة والإدارات... حدّث ولا حرج

الإدارات العمومية، هي الأخرى، وحسبما وقفنا عليه، لم تعد تلتزم بفرض إجراءات الوقاية من الفيروس، حيث بات يُسمح للوافدين عليها، بدخولها بدون كمامة، وحتى العاملين بها لا يلتزمون بارتدائها، فما هو مسجل وواضح للعيان، تراجعُ مختلف هذه المرافق بشكل طوعي، عن فرض التدابير الصارمة، المرتبطة بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا. والأمر ينطبق على الأعوان العاملين بهذه المرافق، أو المترددين على مصالحها.

وحسب رأي أغلب المواطنين من الذين تحدثنا إليهم، فإن ارتداء الكمامة كان في عز الأزمة الصحية، ثقيلا نوعا ما، بنوع من الإكراه، فالجميع كان مجبرا على ذلك عند دخول مختلف المصالح الإدارية، يقول أحدهم، بالإضافة إلى فرض احترام مسافة التباعد الجسدي بين الموطنين، لكن الأمر تغير. ونلاحظ بنوع من الارتياح والطمأنينة، عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور هذا الفيروس.

البلديات... حديث آخر

لم تحد مصالح الجماعات المحلية عن دائرة المتراخين في اعتماد إجراءات الوقاية، فالانخفاض المسجل في عدد المصابين، يكون المرجع الوحيد في التدابير المستحدثة، حيث بات البعض، حسبما لمسنا، يتساهل في هذا الجانب.

وعلى الرغم من كون مصالح الحالة المدنية بمختلف البلديات، تُعد من أكثر المصالح التي تشهد إقبالا وتدفقا للمواطنين من مختلف الأعمار، إلا أن إجراءات العمل بتدابير الوقاية من الفيروس، مغيّبة فيها، بالنظر إلى ما هو في الواقع.    

وما لاحظناه في الميدان على مستوى عدد من هذه المرافق، عدم فرض ارتداء الكمامة عند دخول مختلف مقراتها، ولجوء الحاجب إلى تنظيم دخول المواطنين، وتحديد العدد الذي يسمح له بذلك، ويكون الأمر بتوجيه من أحد أعوان الإدارة بحجة تفادي الاكتظاظ.

آراء متباينة

يؤكد السيد “أحمد. ن«، وهو تاجر من بلدية باب الوادي، أن ارتداء الكمامة لم يعد تصرفا تلقائيا، مثلما كان عليه قبل أشهر. والسبب، حسبه، يعود إلى الانخفاض المسجل في عدد الإصابات بالمرض. وما يلاحظه محدثنا في إطار نشاطه التجاري، التزام النساء دون الرجال بارتداء الكمامة. ويضيف أن هذا لا يعني وجود التزام كلي من النساء، ولكن يطرح الأمر من باب المقارنة لا غير.

وترى الآنسة نادية، وهي عاملة بإحدى المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة، أن خوفها من المرض يجعلها لا تتردد يوميا في استعمال الكمامة في الشارع، ولن يكون العدول عن ذلك، حسبها، إلا في حال تسجيل صفر إصابة، “لأن الأمر لا يرتبط بالحالات المعلن عنها، فهناك حالات إصابة يبقى أصحابها خارج الإحصاء لأسباب ترتبط بعدم ترددهم على المصالح الاستشفائية العمومية أو الخاصة. ويفضّل أصحاب هذه الفئة عند شعورهم بأي عرض مرضي، البقاء في البيت للتداوي، وهنا تكمن الخطورة”، مضيفة في هذا الشأن: “وهنا لا يمكن درء الخطر”.