عادات وتقاليد راسخة لدى سكان البيبان في "يناير"

"الكسكس" وحكايات بنكهة الشاي

"الكسكس" وحكايات بنكهة الشاي
  • القراءات: 584
 آسيا عوفي آسيا عوفي

بدأ سكان ولاية برج بوعريريج يحضرون للاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، التي تصادف 12 يناير من كل سنة، والذي تقام فيه العديد من التقاليد والعادات التي توارثها جيل عن جيل من أبناء عاصمة البيبان، ولعل أهمها؛ الاستبشار بحلول سنة فلاحية جديدة، لهذا ارتأت "المساء"، أن تتطرق إلى بعض جوانب الموضوع وطقوسه بولاية برج بوعريريج في هذه المناسبة.

 

 "عشاء يناير" أو ما يسمى بالأمازيغية "إيمنسي أن يناير"، والمتمثل في طبق الكسكس، هو الطبق الرئيسي الذي تستعد النساء البرايجيات لتحضيره في هذا اليوم، والذي يجب أن يكون بالدجاج، وبحديثنا مع إحدى السيدات من شمال ولاية برج بوعريريج، أكدت لنا أنه في يوم 12 يناير، يقوم رب الأسرة بجلب دجاجة وتقوم المرأة بتنظيفها، وتحضير ما يلزم من الخضروات، على غرار الخرشف، اللفت والحمص، حتى يكون له نكهة طيبة، وفي المساء، يجتمع أفراد الأسرة، وفي بعض الأحيان يحضر الأقارب، حول مائدة واحدة، تكون مزينة بطبق الكسكس والسلطة والمشروبات الغازية، ويجتمع الكل حولها، حتى تكون هناك محبة على مدار أيام السنة، وكذا التضامن العائلي في السراء والضراء، في حين أكدت سيدة أخرى، أن عشاء هذا اليوم يكون تقليديا، حتى يكون هذا اليوم متميزا عن باقي الأيام.

الشاي والحلويات وقصص للأطفال في سهرة يناير

لا تنتهي الاحتفالات بيناير بانتهاء العشاء، بل تبقى السهرة متواصلة إلى الساعات الأولى من صبيحة 13 يناير، حيث تقوم العائلات البرايجية بدعوة الأقارب والأصدقاء، حيث تحضر لهم أكواب الشاي، وكمية من الفول السوداني، وكذا بعض الحلويات كـ"البقلاوة"،  تبركا بأن تكون كل أيام السنة حلوة مثل طعم هذه الحلويات، وخلال السهرة، يتجاذب كل أطراف الحديث، وحكاياتهم.

وحتى يبقى هذا اليوم راسخا في أذهان الأطفال، تقوم الجدات بجمع الأطفال حولهن، وسرد الحكايات التي تضم ضمنيا العديد من المعاني، على غرار قصة "بقرة اليتامى"، "الجدة الغولة" وغيرها، وفي غرفة أخرى، أو داخل المطبخ، تحضر الأمهات الحناء التي اقتنيها قبل أيام من حلول السنة الأمازيغية، على شكل ورق نبات وليس مسحوق، وتقوم هي بسحقها في المنزل، حتى تكون لها نكهة أخرى من جهة، وتكون بمثابة دروس للأجيال القادمة، خاصة فئة الإناث، وبعد تحضيرها يتم وضعها على أيدي الأطفال، في حين توضع على أيدي وأرجل الإناث، وينام الكل على أمل أن تكون هذه السنة حلوة ومليئة بالأفراح والأشياء الجميلة، وهكذا تحتفل العائلات البرايجية بهذه المناسبة، حتى تبقى راسخة في أذهان الأجيال المقبلة، وهو يوم مميز، لكنه متشابه في التحضير والاستعداد له عبر كل بلديات ولاية برج بوعريريج.