رئيسة جمعية "الأمل" لمكافحة داء "السيدا" نوال لحلو لـ"المساء":
القضاء على "الآيدز" يبدأ بتقبل المرض

- 1304

شددت نوال لحلو، رئيسة جمعية "الأمل" لمكافحة داء السيدا، على ضرورة كسر الطابوهات التي يعاني منها المصابون بداء فقدان المناعة المكتسبة، مؤكدة أن المريض يعاني الألم أو ضعف التكفل، إلى جانب التهميش ونظرة الخزي، وهو ما يزيد من معاناته، ويزيد من نسبة الإصابة بسبب تخوف الفرد من الكشف عن مرضه أمام المجتمع.
يشكل التهميش والتمييز، أهم التحديات التي تواجه مرضى السيدا في مختلف المجتمعات العربية والغربية، تضييف رئيسة الجمعية، حيث لا يزال المصابون يجدون حرجا في الكشف عن مرضهم، لتفادي حملهم وصمة "العار" التي قد يوجهها لهم المجتمع، ويحكم عليهم بـ"الإعدام"، لتبلغ معاناتهم حينها الذروة جسديا ونفسيا.
أكدت المتحدثة أن القضاء على التمييز أصبح اليوم يشكل مواضيع ملتقيات دولية وعالمية، أكثر من موضوع البحث عن العلاج لدى بعض المجتمعات، التي لا تزال لم تبلغ حتى المرحلة الأولى من القضاء على الداء، والمتمثل في تقبل المرض لعلاجه، مضيفة أنه "اليوم تعمل الجمعيات المحلية والدولية بوصايا منظمة الصحة العالمية، من أجل الالتفات لهذا الداء، من خلال القضاء على كل ما يعانيه المريض المصاب بفيروس فقدان المناعة المكتسبة".
وقد أكدت المتحدثة، على ضرورة الارتقاء لمجابهة هذا المرض، من خلال العمل على تحسيس المجتمع كافة، سواء المصاب أو السليم، فيتم تحسيس المريض بضرورة الكشف والعلاج ومتابعة علاجه دون الشعور بالحرج، فضلا عن أهمية تنبيه الفرد السليم إلى الوقاية وحماية النفس، وكذا تقبل المريض ومساعدته على تخطي معاناته دون زيادة متاعب الحكم عليه، أو توجيه نظرة "عار" أو استحقار له أو غيرها، "فهذا مناف لمبادئنا كمسلمين وبشر"، تقول رئيسة الجمعية.
أضافت لحلو نوال، قائلة: "إن تكثيف حملات التحسيس الهادفة إلى حث المواطنين على إجراء الفحوصات، والتقرب من المصالح المختصة أكثر من ضرورة، بضمان سرية الفحوصات وعدم التخوف من كشفها، احتراما لرغبة المريض، للعلاج والحصول على التكفل اللازم في حالة الإصابة، والوقاية وأخذ الحيطة والحذر بالنسبة لغير المصابين".
لا تزال الجمعية تستقبل بصورة دورية عددا من شكاوى مرضى، أعربوا عن انزعاجهم من حالة الرفض والتمييز التي لا تزال تهدد راحتهم النفسية والاجتماعية، فإلى جانب الأزمة الصحية الجسدية التي يعيشونها، وكأنها لا تكفي، تقول، تضاف إليها المعاناة النفسية، رغم تحديات البعض في محاولة عبش حياة اجتماعية طبيعية.
أشارت المتحدثة، إلى أن الغموض الذي يشوب بعض الأمراض يؤدي إلى الخوف، وهو الحال بالنسبة لفيروس "الآيدز"، وهو يفعل دور الجمعيات للتعريف بالداء وإعطاء معلومات أوفى حوله، خصوصا في الجانب المتعلق بطرق الانتقال والكشف عن بعض الحقائق العلمية حول هذا الداء، الذي صنفه المجتمع على أنه مرض جنسي موصوم بالعار.
تشدد المتحدثة، على ضرورة تغيير الذهنيات، والنظر إلى داء السيدا على أنه مرض مزمن، كغيره من الأمراض، خاصة أن الأدوية أصبحت متوفرة للحد من انتقال الفيروس من المصاب إلى غير المصاب.
للإشارة، تنظم الجمعية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، يوما دراسيا تحسيسيا حول داء "الآيدز" اليوم، بفندق "السوفيتال" في الجزائر العاصمة، لتسليط الضوء على أهم سبل الوقاية من الفيروس، تحت شعار "معا للقضاء على فيروس نقص المناعة المكتسبة".