الدكتور محمد زروال مختص في الأمراض المعدية:

العزوف عن الكشف رفع حالات الإصابة بـ"السيدا"

العزوف عن الكشف رفع حالات الإصابة بـ"السيدا"
  • القراءات: 824
رشيدة بلال رشيدة بلال

قال الدكتور محمد زروال المختص في الأمراض المعدية: "رغم أن الجزائر لا تسجل، فقط، مرض الإيدز المعدي بل كذلك أنواعا أخرى من الأمراض المعدية؛ مثل السل والحمى المالطية والأمراض المتنقلة عن طريق المياه، إلا أن الإيدز هو الأكثر رعبا وسط عامة الناس"، مرجعا ذلك إلى طريقة انتقاله التي تختلف عن باقي الأمراض المعدية، وإلى جهل الناس أن "الإيدز" تحوّل بالنظر إلى التطور العلمي في مجال التكفل الصحي، إلى مرض مزمن، يسمح للإنسان بأن يعيش، ويمارس حياته بطريقة طبيعية. 

وحسب المختص في الأمراض المعدية الدكتور محمد زروال، فإن داء فقدان المناعة المكتسبة، يعرف تطورا كبيرا في مجال التكفل الصحي، وتوفير الأدوية التي ليس لها آثار جانبية، كالتي قُدمت للمرضى سابقا، في سنوات التسعينات، مضيفا: "وأكثر من هذا، فطريقة الكشف عنه أصبحت سهلة وبسيطة، غير أن الإشكال الذي يُعد بمثابة التحدي للمنظومة الصحية، هو عدم الرغبة في التقرب من المصالح المختصة من أجل القيام بالكشف"، مشيرا إلى أن الجهل واحد من أهم الأسباب الرئيسة التي جعلت هذا المرض لايزال ينتقل بين الناس؛ إذ يقوم المصاب بنقل الفيروس إلى الغير بدون علمه أصلا، بأنه مصاب، وبالنتيجة تسجيل أعداد جديدة.

وهو، حسبه، ما يتم تسجيله خاصة في مجال عقود الزواج؛ إذ نجد أن البعض من الشباب يعيشون حياتهم بكل حرية، ويدخلون في بعض العلاقات، وعندما يقررون الزواج لا يُجرون التحاليل، وبذلك ينقلون المرض إلى الزوجة، التي تنقله، بدورها، للأبناء؛ ما يخلق حالة صحية واجتماعية صعبة ومعقدة.

ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أنه رغم وجود ثقافة صحية نشطتها التكنولوجيا، إلا أنها لاتزال مقتصرة على فئة معيّنة؛ فنجد الكثيرين خاصة من الشباب، يرفضون الغوص في المواضيع المتعلقة بالصحة العمومية؛ الأمر الذي جعل الوعي غير مرتبط برغبة الأشخاص في التعلم، وبالتالي المواضيع الصحية لا تثير اهتمام الشباب تحديدا، مما جعل حالات الإصابة تسجَّل لدى فئة كبيرة منهم، مردفا: "فضلا عن المجتمع المدني أيضا، الذي لا يقوم بدوه في مجال التوعية كما يجيب"، ومشيرا في هذا السياق، إلى أن "هناك جمعيات حقيقية تنشط، إلا أنها تظل بحاجة إلى مرافقة الجهات الوصية، ببرامج؛ لأن الأمر لا يقتصر على موسم معيّن، وإنما هو عمل سنوي".

وعلى صعيد آخر، أوضح المختص في الأمراض المعدية أن عدد الإصابات بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، يعرف ارتفاعا في الجزائر، خاصة في أوساط الشباب، بينما يوحي البعض بأن هذا المرض غير موجود في الجزائر وإنما يؤتى به من خارج الجزائر، وهذا غير صحيح؛ لأن الواقع يشير، حسب المختص، إلى أن هذا "المرض استوطن في الجزائر، وأصبح يجري نقله من شخص إلى آخر بدون وعي". وقال إن الإحصائيات تؤشر إلى وجود 22 ألف حالة تخضع للمتابعة الصحية. أما الفئة غير المصرح بها ومؤكد أنها موجودة، فغير معروفة.