لهذه الأسباب يحبه الأطفال والمراهقون...

العثور على أصدقاء، التباهي وحصد "الجام"

العثور على أصدقاء، التباهي وحصد "الجام"
  • القراءات: 1383
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

رغم الرقابة الجزئية التي يفرضها موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" من خلال اشتراط سن معين للتواصل من خلاله، إلا أنه ليس صارما ولا حاسما في قبول الرواد الجدد، إذ يمكن التسجيل فيه وفق بيانات ترضي "اللوجسيال"، قوامها السن الراشد ولو كذبًا. تختلف أسباب تعلّق الأطفال والمراهقين بشبكة "الفايسبوك"، بين قضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء الحقيقيين والتواصل معهم في كل الأوقات وإن كانت متأخرة، إلى جانب الأصدقاء الافتراضين والمنافسة على الألعاب المختلفة الخاصة بالموقع، مثل "المزرعة السعيدة"، "صابواي"، "كيندي" و«كايس" التي يتم التنافس عليها من خلال جمع أكبر عدد من النقاط. في حين يستمتع فريق آخر بالدردشة عبر المجموعات التي يتم استحداثها وإطلاق اسم مقصود عليها يعكس ميول أعضائها مثل "احنا في حنا"، "ضحك وأمبيونص" و«أولاد اليوم" الذين يقضون بدورهم أوقاتا طويلة فيها، يتبادلون أطراف الحديث إلى ساعات متأخرة من الليل قد تصل حتى الفجر، خصوصا خلال أيام عطلة الأسبوع وغالبا ما تزيّن الدردشة بطاقات معبرة يتبادلها الأصدقاء، أو "سمايلات" تحمل مدلولات الحب، الاحترام، التقدير والشوق، حيث أكدت مجموعة من تلاميذ المتوسط الذين التقتهم "المساء"، أنهم فرضوا على آبائهم شراء لوحات رقمية حتى يتسنى لهم التواصل مع أصدقائهم في كل الأوقات.

تقول هدى (12 سنة)، بأنها تملك حسابا على "الفايسبوك" وقد قامت والدتها بفتحه، وهي ضمن قائمة أصدقائها، وترى أن التواصل مع صديقاتها يشعرها بالسعادة لأنها تحبهن كثيرا، كما يتبادلن من خلاله أطراف الحديث عن الموضة، المسلسلات  وحتى يومياتهن في المتوسطة. وكم كانت مفاجأتنا كبيرة عندما تحدثنا إلى منال (14 سنة) وعرفنا أنها تملك أربعة حسابات فيه، ولكل واحد ميزاته، فهناك الخاص بالزملاء في المدرسة، وآخر للعائلة وثالث للصديقات، أما الرابع فتسمح لنفسها من خلاله التعرف على الأغراب من الجنسين، مبررة ذلك بقولها إنها تود اكتشاف الحياة والناس، مضيفة أنها تقضي أزيد من سبع ساعات يوميا في التصفح والدردشة ومتابعة أخبار الفنانين والموضة والتعليق على ما ينشره أصدقاؤها عبر الصفحات الأربع، سألناها إذا كانت عائلتها تعرف ما هي فاعلة، فردت قائلة بأنها تمتع بالحرية التامة، إلا أنها لم تفصح لعائلتها سوى عن صفحتين. أما رياض (15 سنة)، فيجد في صفحته الشخصية فضاء خضبا للتعريف بذاته، حيث يلتقط صور "السلفي" في كل الأماكن والأوقات دون كلل أو ملل، مثلا في البيت، وبمحلات "الفاست فود" لدى تناوله قطع البيتزا، وحتى لدى مضغه للعلكة وفرقعتها ويقول "الفايسبوك عالم مختلف، بل مذهل يمكن من خلاله أن تجد أصدقاء كثر، وهم من زملاء المدرسة وآخرون يربطك بهم الموقع من خلال اقتراحهم عليك، شخصيا لدي 500 صديق أدردش مع بعضهم، وأحب جمع أكبر قدر ممكن من "الجام" لأنها تشعرني بالأهمية، خاصة من قبل الفتيات. كما أتواصل مع زملائي في المدرسة ونتحدث عن الفرق الرياضية الكبيرة التي نعشقها، كما ننشر صور نجومنا الجديدة أولا بأول".