الخــبير الـدولي في التراث المعماري مصطفى معـزوز:

الصرح نموذج متفرد يقتدى به ماديا وروحانيا

الصرح نموذج متفرد يقتدى به ماديا وروحانيا
  • القراءات: 718
 رشيد.ك رشيد.ك

يرى الخبير الدولي في التراث المعماري، مصطفى معزوز، في تصريح لـ المساء أنّ المسجد الأعظم متميّز بأتمّ معنى الكلمة، وذلك من حيث ثلاثة مجالات، أولها المجال المعماري الجمالي، فهو ليس قاعة صلاة فحسب، بل مجمع متكامل ومتعدد الوظائف، ثانيا الجانب التقني وثالثا جانب التهيئة العمرانية والمعمارية المتفردة، التي تفتخر بها بلادنا، وسيكون هذا الصرح نموذجا يقتدى به في مختلف الجوانب المعمارية المادية والروحانية.

أكّد المصدر أنّ مبنى محيط المسجد الأعظم متميّز من كلّ الجوانب التقنية والحضارية والرمزية الفنية والدينية والتاريخية، ويجمع بين الأصالة والعصرنة، سواء من حيث الفن المعماري أو المكان أو الأجزاء المكوّنة لهذا المجمع الكبير، الذي تنافس من أجل الفوز بصفقته العديد من المؤسّسات العريقة في مجال البناء والعمران وإنشاء مثل هذه الصروح الضخمة، في مسابقة عمرانية مشيرا إلى أنّ مكاتب الدراسات الخمسة، التي شاركت في المناقصة، منها مكتب جزائري، أبدعت في تصوير وتصميم مخطّطاتها العمرانية واقترحت عدة تصاميم هندسية، تم منها اختيار الأفضل والأقرب إلى تلك النقاط المطلوبة في دفتر الشروط. وأفاد محدثنا بأنّ ما يميّز هندسة هذا الصرح الكبير، ذلك التناغم والانسجام بين الأجزاء الداخلية والمحيط الخارجي، الذي هيئت به حدائق غنّاء ستكون كتلك التي كانت في غرناطة وحضارة الأندلس، ومثلها حديقة الحامة التي أنجزت في بداية القرن العشرين، وأن المجمع يراعي جوانب ذكية منها الاقتصاد في الطاقة، حيث أن المسجد لم يعد فقط مكانا لأداء الصلاة، بل هو مجمع ضخم يحوي العديد من الوظائف الأخرى  التعليمية الثقافية، السياحية، التجارية، وغيرها.

فالمئذنة، يفصل الخبير معزوز، التي تناطح السحاب، وتعلو بـ 265 مترا في عنان السماء، تعد مئذنة حيوية، وقاعة الصلاة راعى فيها المهندس العديد من الجوانب الجمالية والفنية، فهي بدون أعمدة، حيث أن المتنقل داخلها يرى كل جوانب القاعة، فلا يحول بينه وبينها حائل، ودون أن تحجبها تلك الأعمدة الموجودة، عادةً، في كل مساجد العالم، وهو ما يزيد من رهبة المكان وروحانيته، ويزيد في جمالية هذا الصرح الضخم تلك القبة الضخمة بشكلها المتميّز وزخرفتها الإسلامية ذات الطابع المغاربي، التي ترجعنا إلى العهد الأندلسي.

ويرى الخبير معزوز أنّ المسجد سيضفي، أيضا، حيوية وحركية بكل من بلديتي المحمدية والحراش، لاسيما بعد استكمال تهيئة وادي الحراش، الذي سيكون مرفأ استجمام، وستكون به قوارب نزهة مستقبلا، ومساحات خضراء على ضفافه، ويدخل ذلك في إطار المخطّط الاستراتيجي لتطوير وتهيئة وتعمير العاصمة، منها تهيئة خليج العاصمة وكذا إنشاء الأقطاب والمراكز الحضرية الجديدة بالولاية، منها، المطار الجديد، نقل محطة نقل الخروبة إلى براقي، وربطه بالمترو، وغيرها. كما يفصّل محدثنا، بشأن الجانب التقني للمسجد، قائلا إنّ الهياكل والمنشآت شيّدت على أرضية مدروسة، وروعي فيها تقنيات البناء المضاد للزلازل، حيث أن الأعمدة والأساسات تم تدعميها بـ مصدّات تتفاعل مع حركة الأرض وتمتص القوة الضاغطة.