"المساء" تجسّ نبض الشارع القسنطيني

الصدى لم يبلغ كل القسنطينيين

الصدى لم يبلغ كل القسنطينيين
  • القراءات: 1150
دليلة مالك دليلة مالك

عرفت تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، على مدار عام كامل، العديد من النشاطات الفنية والإبداعية، منها التي كانت مكسبا هاما للمدينة على غرار ترسيم بانوراما الفيلم العربي المتوَّج كاحتفالية للفن السابع لم يسبق لقسنطينة أن عرفتها من قبل. كما غنمت صرحا ثقافيا راقيا، يتمثل في قاعة العروض الكبرى أحمد باي (الزينيت)، غير أن هذه المكاسب يجب تثمينها من خلال إقبال الجمهور على مختلف الفعاليات المدرجة. "المساء" جسّت نبض الشارع القسنطيني حيال الموضوع، فكان هذا الاستطلاع... أجمع عدد كبير من القسنطينيين على أن معظم الأحداث الثقافية التي نُظمت طيلة التظاهرة، لم تلق الصدى الإعلامي اللازم، فالمعلومة قلّما تصل إلى مسامعهم في وقتها، وأحيانا يتفاجأون بما يشاهدون في نشرات الأخبار، التي تقدم تغطية لبعض النشاطات أو السهرات الفنية وهم لا يدرون أنها حدثت في مدينتهم.

يقول مواطن يقطن وسط المدينة، إن سبب عدم إقبال الناس قد يرجع إلى كون معظم الأنشطة تنظَّم في قاعة الزينيت الواقعة خارج المدينة والتي لا يذهب إليها سوى من يملك سيارة، فوسائل النقل غير موجودة في تلك المنطقة. وبالنسبة له فإن التظاهرة لم تقدم له برنامجا يهمه، ولم تأت له بنجم أو شخصية ثقافية أو فنية مرموقة. وتساءل مواطن آخر، وهو إطار بمؤسسة عمومية، عن جدوى تنصيب شاشتين عملاقتين في قلب المدينة من دون تقديم المواعيد الثقافية المنتظرة في أسبوع مثلا، فالأمر يساعد الناس على تحضير أنفسهم والذهاب إلى حفل أو مشاهدة عرض سينمائي أو مسرحي. كما تحدّث على الملصقات العملاقة التي من المفروض أن تكون عند مدخل كل المرافق الثقافية، على غرار قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ودار الثقافة مالك حداد، والمسرح الجهوي، والتي لا بد أن تحيَّن مع كل نشاط.

والتقت "المساء" بعدد من الطالبات يدرسن بجامعة منتوري، تحدثن عن التظاهرة بشكل إيجابي؛ ذلك أنهن استفدن من النقل الجامعي لحضور عدد من الفعاليات، وهي الوسيلة التي راهن عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام لاستقطاب جمهور أكبر ونوعي، وأعربن عن أمنيتهم في استمرار هذه الأنشطة حتى بعد نهاية التظاهرة، ذلك أنها ترفع عنهم ضغط الدراسة للترويح عن أنفسهم. وقالت واحدة منهن إن التظاهرة كانت فرصة للأخذ من الثقافات الأخرى وتوسيع دائرة مداركها. ويقول متحدث يشتغل بمحل لصناعة الجوزية، إن التظاهرة جلبت له الكثير من الزبائن من العديد من الولايات، واكتشفها العديد من العرب المشاركين. وقال بفخر إن الفرصة كانت سانحة لترويج الصناعة التقليدية التي تتميز بها مدينة الجسور المعلقة. كما عزّزت من ربح مادي وفير. وعن سؤالنا إن كان يحضر بعض الفعاليات رد بأن الوقت لم يسعفه، خاصة أن عدد الطلبيات تضاعف في هذه الفترة. وأفضى الشاب (س.أ) أنه كان حريصا على متابعة الكثير من الفعاليات، وكان من الأوفياء لهذا الموعد، إذ يعتز بمدينته، وذكر أن التوافد الجماهيري كان متواضعا، وأحيانا يكون قياسيا، خاصة بالنسبة للعائلات. وأعاز الأمر كون الأسرة القسنطينية غير متعودة على هذه الكثافة من البرامج الثقافية.