لأهمية الدور التوعوي الكبير الذي تقوم به

الصحافة الرياضية طرف فعال في الحفاظ على السلم

الصحافة الرياضية طرف فعال في الحفاظ على السلم
  • القراءات: 1907
ط. ب ط. ب

 ترفض الصحافة الرياضية الجزائرية أن تكون طرفا في تفشي العنف بكل أشكاله وأنواعه، سواء كان في الملاعب أو في المجتمع ككل، معتبرة أن أسباب انتشار العنف عديدة، والمسؤولية يتقاسمها الجميع. والظاهرة تتطلب معالجة دقيقة بتطبيق القوانين سارية المفعول، وذلك على كل المستويات، وتحديد المسؤوليات. وقد عرفت الصحافة الرياضية منذ انتشارها الواسع بعد فتح الحقل الإعلامي في الجزائر، فترات ساهمت فيها، بشكل كبير، في استتباب الأمن وعودة الاستقرار، لاسيما بقيامها بعملية تحسيس الجمهور الرياضي، الذي يمثل شريحة كبيرة من الشباب، والتي تُعد العنصر الأكثر فعالية في المجتمع. وحتى إن كانت بعض العناوين من الصحافة المتخصصة تسير في طريق الإثارة من أجل البحث عن الربح السريع، من خلال نشر عناوين مثيرة وتحريضية للأنصار، خاصة عندما يتعلق الأمر بمباريات كبيرة، مثل لقاءات "الداربي"، إلا أنه بعد فرض قوانين من قبل وزارة الاتصال لمراقبة كل ما يُكتب في الصحافة، تتحفظ هذه العناوين الصحفية؛ حيث غيرت من سياستها بعض الشيء، محاولة نشر عناوين مهذبة حتى وإن كانت تحمل في بعض الأحيان عنصر الإثارة، الذي يُعد عصب الحياة لمثل هذه الجرائد.

فالعنف أصبح ظاهرة اجتماعية متفشية في كل مستويات المجتمع، والرياضة تُعد العنصر الفعال في عودة الاستقرار، فالرياضي من المفروض أن يكون هادئا مهما كانت الأسباب، ولا يتفاعل بسهولة، وهذا ما من شأنه أن ينعكس على الرأي العام ككل، فالصحفي الرياضي من الضروري أن يتعامل مع كل الوضعيات وألا يساهم في صب الزيت على النار حين تكون الأمور معقدة، خاصة عندما تعيش بعض الرياضات مشاكل بين مسؤوليها فيما بينهم وما بين مسؤوليها والجمهور، حيث تأتي الصحافة الرياضية كوسيط بين كل الأطراف، وهذا ما يعطيها الدور الأهم في عملية التعقل والتهدئة.  كما يُجمع بعض المتخصصين من الصحفيّين في القسم الرياضي، على أن التصدي لهذه الظاهرة لا بد أن يبدأ من المحيط العائلي والمدرسة؛ لأن الجزء الأول من المسؤولية في محاربة العنف يقع أولا على الأولياء والمعلمين، فملاعب ممارسة الرياضة بكل أنواعها تُعد نافذة مفتوحة على المجتمع، والأمور التي تحدث فيها ما هي إلا واجهة لما هو موجود في كل أزقة هذا المجتمع، حيث يذهب البعض من الزملاء أيضا إلى أن الصحافة الرياضية هي التي أصبحت ضحية ظاهرة العنف الذي مصدره بعض الفاعلين في الرياضة، خاصة في كرة القدم، فالصحفي الرياضي أصبح عرضة للاستفزاز والاعتداء اللفظي والجسدي من قبل بعض المسيّرين في أندية كرة القدم خاصة، وهذا ما من شأنه أن يغذّي العنف، ويدفع برجل الإعلام إلى أن يرد بالمثل، لكن من خلال كتاباته، هذا الرأي الذي لا يشاطره البعض الآخر ممن يرون أن على الصحفي الرياضي ألا يسير بهذا المنطق، وأن يعرف كيف يتعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص، الذين يحمّلون مسؤولية فشلهم في بعض الأحيان الصحافة الرياضية، معتبرين أنها السبب في النتائج السلبية، والدليل هو أنه في العديد من المرات، يصرح مسيّرو الأندية أو الاتحاديات، بأن بعض الكتابات هزت استقرار الفريق أو الرياضي، وهذا ما أثر عليه وجعله يظهر بمستوى متدنّ، مما يحرّض الأنصار على الصحفيين الرياضيين، ليتم الاعتداء عليهم بعد ذلك.

وقد بلغت الصحافة الرياضية الجزائرية مستوى كبيرا في التأثير في الرأي العام، وأصبحت تُستغل حتى من قبل بعض السياسيين لتمرير رسالاتهم للجمهور، بغية الوصول إلى أهداف معيّنة، فتطور الرياضة وحتى المجتمع ككل، يتماشى بصفة متينة مع الدور الذي تقوم به الصحافة الرياضية، ولهذا يؤكد هؤلاء السياسيون على ضرورة أن تكون العلاقة بين الطرفين طيّبة، حيث لا بد من تحسين الأمور لتسهيل مهمة الصحافة، التي تُعد الوسيلة الأساسية التي تساعد على الوصول إلى المواطن. وقد سبق لرئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف، أن نوّه في أحد تصريحاته السابقة، بالتطور الكبير الذي عرفته الصحافة الرياضية، والمجهودات الكبيرة التي تقدمها؛ خدمة للرياضة على العموم، مؤكدا على حرية هذه الصحافة، التي يجب أن تساهم في محاربة العنف بكل أشكاله، فالمستوى الذي بلغه الإعلام الرياضي يحفّز الدولة على تدعيمه وتشجيعه، ولهذا لا بد من مشاركة الجميع لإزالة كل المعوقات، التي يمكنها أن تصادف التنسيق بينهما، حتى يقحما في منظومة واحدة تساعد في تطوير الرياضة والإعلام، وقد كان الفضل للصحافة الرياضية الجزائرية في العديد من المرات، في الكشف عن حوادث مأساوية تم التستر عليها.

وكان دعا وزير الاتصال حميد قرين الصحافة الرياضية إلى أن تكون واعية بأهمية الدور التوعوي الكبير الذي تقوم به في المجتمع، كما أكد لإيست ويلمر نائب رئيس الاتحادية الدولية للصحافة الرياضية عند مجيئه إلى الجزائر العام الماضي، على ضرورة التضامن بين كل الصحفيين الرياضيين في العالم، من أجل وضع سد أمام كل من يسعى لاستغلال الصحفي الرياضي في خدمة مصالحه الشخصية، فالصحفيون الرياضيون لا يطالبون بامتيازات، بل بفرصة لأداء مهامهم على أكمل وجه فقط.إسماعيل مرازقة، أستاذ بكلية الإعلام والاتصال، وبحكم تجربته في الإعلام، اعتبر من خلال مواقف صادفته، أن هناك نقاطا سلبية، سبب في الهفوات التي يرتكبها بعض الصحفيين الرياضيين، مؤكدا على السطحية في التعامل مع الأخبار وعدم متابعتها، إلى جانب غياب الموضوعية والضابط أو الوسطية أو المعدِّل في حال الكتابات المنحازة، إلى جانب غياب الصدق والأمانة والاطلاع، معتبرا أن عدم الاطلاع يؤدي إلى الجهل وارتكاب الأخطاء، إضافة إلى معالجة الأخبار والدقة والتحري، منبّها إلى الاعتماد الكلي على  الأنترنت، حيث اعتبر أن مصادرها غير موثوقة.ومهما يكن فإن الصحافة الرياضية تحاول أن تكون طرفا فعالا في المجتمع؛ من خلال الحفاظ على السلم، والقضاء الكلي على ظاهرة العنف بكل أشكاله، وهذا من خلال تأدية عملها باحترافية، محاولة إيجاد المحيط اللازم الذي يساعدها على تأدية مهامها على أكمل وجه؛ فالحفاظ على السلم مسؤولية تتقاسمها كل أطراف المجتمع.