الحلي التقليدية الجزائرية حاضرة فيها بقوة

الشنتوف، المخبل ، خيط الروح والمسكية زينة على مر الأجيال

الشنتوف، المخبل ، خيط الروح والمسكية زينة على مر الأجيال
  • القراءات: 7181
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يتنافس الصاغة والمصممون والحرفيون المختصون في صناعة الحلي التقليدية والعصرية على عرض موديلات مختلفة لتلبية أذواق السيدات وخاصة العرائس اللائي يتفنن في اختيار الحلي المرافقة لـ«تصديراتهن"، بعدما بات إرفاق كل لباس بحليه ضرورة، فلا يمكن أبدا تخيل ظهور العروس بحلي تقليدية وهي بلباس سهرات جمري اللون والعكس صحيح، حيث أصبحت هذه التفاصيل جوهرية في أعراسنا، وحول الخيارات والإبداع، كان لنا لقاء مع مختصين في صنع المجوهرات والإكسسوارات.

لمسات عصرية دون المساس بالروح التقليدية

في البداية، حدثتنا السيدة إيمان، ممثلة "أمور دي بيجو"، على هامش مشاركتها في صالون العروس قائلة: "أنا مصممة الحلي العصرية والتقليدية، هذه الأخيرة التي باشرت عملي فيها لسنوات، حيث صنعت "المخبل" وخيط الروح والخلخال، ومع مرور الوقت، باتت الزبونات تطلبن مني موديلات تجمع بين العصري والتقليدي، واستجابة لطلباتهن، عملت على إدخال لمسات عصرية بدون المساس بالروح التقليدية، فمثلا المخبل أدخلت عليه بعض التغيرات تمثلت في حبات الكريستال والألوان لإعطاء العقد وجها عصريا، كما أننا لم نعد نصنع الحلي من الجوهر فقط كما في السابق، بل أصبحنا نستغل المرجان الذي يحبه الناس كثيرا، علما أن الكبيرات في السن قد ثمّن هذا الإبداع". وتواصل محدثتنا قائلة: "عملت على إعطاء المجوهرات وجها جديدا لكني لم أغفل أبدا عن روح الأصالة فيها، فمخبل العنبر أدخلت عليه الكريستال والأحجار الكريمة ونفس الشيء بالنسبة للسخاب الذي يقال لي إن عطره فواح وأصيل بموديلات جديدة". 

التفرد ميزة أصبحت مطلوبة في العرائس وحتى من قبل صاحبات العرس، اللائي يحرصن على الظهور بطلة مميزة تفضلن أن تبقى محفورة في الأذهان من خلال القطع الفريدة التي ترتدينها والتي لها ميزة "مصمم  لأجلي"، وحياله تقول الحرفية: "المرأة الجزائرية تحب الظهور بموديلات وتصاميم خاصة بها، فغالبا ما تطلب مني الزبونة محزمة من النوع الثقيل والجميل، وتسألني تصميما جديدا وفريدا لا ترتديه غيرها، وهناك من يشترطن علي ألّا أصور القطعة و لا أعرضها ليراها الآخرون، بحيث تحب الأمهات التفرد بالمحزمات في أعراس الأبناء".

الفضة المطلية بالذهب الحل الأمثل في وجه الغلاء 

الحرفي رياض برية من جيجل، مختص في صناعة القطع التقليدية للمنطقة على غرار المحزمة والبقاط أوالمقياس وكذا الجبين والسخاب الفضي، والخامسة، يرى أن الإقبال على الحلي التقليدية كبير، ولهذا فإنه وكل أفراد عائلته المختصين في صناعة الحلي التقليدية يحرصون على وضع تصاميم تزاوج بين العصري والتقليدي وأخرى تقليدية خالصة للحفاظ على الأصالة، يقول "نظرا لغلاء الذهب، عمدنا إلى تغطية طلب السيدات من خلال صنع كل جهاز العروس من الحلي الفضية التي نقوم بطليها بالذهب، بحيث قمنا بصنع مختلف الموديلات والتصاميم التي تطلبها خاصة أننا مختصين فيها، حيث عرضنا للعرائس الأساور العصرية والتقليدية وكذا سلسلة "الزريعة"، أو بذور البطيخ، علاوة على أقراط الويزة، خلخال اليد وخلخال القدم أو ما يطلق عليه اسم الرديف، والاجاصة التي تعتبر المرافق الرئيس للجبة الجيجلية، وكذا الخامسة التي تتميز بنقوشات في غاية الإبداع إذ تتطلب فنيات ومهارات عالية من الحرفي. 

السيدة عبير بوعزة عبيد، حرفية في الحلي التقليدية من تلمسان مختصة في الجوهر، الفضة، الذهب والبرونز، ترى أن العروس العصرية جد متطلبة مقارنة بعروس الأمس، ففي السابق كانت تخرج بحلي واحد مع الكراكو أو البلوزة، لكن الآن تغيرت الأمور ـ تقول عبير ـ بحيث أصبحنا كحرفيين نحضر قطع من الحلي بنفس الرسم أو النقوش الموجودة على البلوزة وفق طلب العروس التي باتت تهتم بأدق التفاصيل وتسأل عن الجودة في النوعية خاصة في ظل وجود المنافسة، فمن بين الحلي المطلوبة مثلا مقياس الفضة والذهب، وهو مازال يصنع في ولايتين من الوطن، تلمسان وقسنطينة وهو من إرث الأجداد. كما أن الفتاة التلمسانية ترتدي الشدة والحلي في مختلف المناسبات "كالملاك" الخطبة أو عند عودة الحجاج أو لدى حضور الأعراس.

وفيما يخص العراقيل التي يواجهها الحرفي، قالت السيدة عبير عبيد، نحن نتعب لتحضير موديل ينال الإعجاب، ولأننا نبيع بالجملة والتجزئة، فهناك تجار يقصدون المحل لشراء موديلات وتصاميم تؤخذ إلى الصين لتصنع منها إكسسوارات مشابهة، هي تشبه ما نصنع من حيث الشكل لكنها مختلفة مضمونا، إلا أن ما يحز في صدري هو أن الزبون لا يفرق بين الحقيقي والمقلد، وهناك من التجار من يستغل عدم التفرقة بينهما ليبيع له الحلي المقلدة والبخسة بأثمان الحلي الحقيقية، فهذا مشكل حقيقي نعاني منه .