المكلفة بالاتصال والتنمية بمؤسسة ”نات كوم” نسيمة يعقوبي:

الشعور بالخوف وحده يحرك الحس البيئي

الشعور بالخوف وحده يحرك الحس البيئي
  • القراءات: 1031
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أرجعت المكلفة بالاتصال والتنمية بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر نات كوم، نسيمة يعقوبي، ضعف النتائج المسجلة في الميدان، رغم الجهود المبذولة في سبيل رفع النفايات على مدار اليوم، إلى ضعف حس المواطن، وعدم اهتمامه بهذا الموضوع، إلا عند الضرورة القصوى أو عند شعوره بالخطر.

أوضحت المتحدثة في تصريحها لـ المساء أن داء الكوليرا الذي انتشر مؤخرا وأحدث حالة من الهلع  رغم انه  ليس من الأمراض الناجمة عن النفايات وإنما مصدره اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، وجعل ارتباطه بالصحة  المواطنين يسارعون إلى تبني جملة من الإجراءات الوقائية التي  تبعد عنهم المرض موضحة أن ما يغفل عنه اغلب المواطنين ولا يعطونه الأهمية المطلوبة هو أن النفايات تعتبر من أخطر مصادر الأمراض التي يأتي على رأسها الطاعون الأمر الذي  ينبغي لفت الانتباه إليه حتى تتحول النظافة إلى أولوية بعيدا عن الآنية و المناسباتية.

و أشارت محدثتنا إلى أن مؤسسة «نات كوم»  تعمل على مستوى 26 بلدية ولديها أكثر من 470 عاملا  في الميدان و368 شاحنة بمختلف الأحجام،تقوم بمعدل  دورتين إلى ثلاث دورات في اليوم، حسب الكثافة السكانية بكل بلدية  وعند الضرورة،  تشير محدثتنا إلى أنه يتم الرفع من معدل الخرجات لرفع النفايات التي يجري إخراجها في كل وقت. وحسب المكلفة بالاتصال،  فان الإشكال الكبير الذي يواجه الجهات المكلفة بالنظافة سواء مؤسسات أو مصالح البلدية هو عدم التقيد بمواعيد إخراج النفايات  الذي يجعل عمل عمال النظافة غير ظاهر،بل ويتهمهم البعض بالتقصير  لان ما يجري ملا حظته بالعين المجردة حقيقة  يدعو للتساؤل إن كانت الجهات المعنية قد قامت بدورها كما يجب أو لا ؟.

و حسب محدثتنا ما يزيد الطين بلة ، الطريقة التي يتم فيها التخلص من النفايات،و تتساءل: أكثر ما يبعث الحيرة   أن معظم المواطنين يقتنون مختلف السلع الاستهلاكية  ويعجزون عن شراء الأكياس المخصصة للنفايات، وفي المقابل يحولون الأكياس التي يبتاعون فيها لوازمهم اليومية إلى أكياس قمامة ما عمق من الأزمة وفرض على المواطنين إخراج نفاياتهم المنزلية  بعدد كبير وفي كل وقت ،حتى لا تظل في المنزل ضاربين عرض الحائط ما تقوم به المصالح المعنية في سبيل رفعها والقضاء على منظر الأوساخ في كل مكان تقول محدثتنا وتوضح: بحكم أن الأكياس البلاستيكية المستعملة لشراء السلع سريعة التمزق فهذا ساهم في إعطاء منظر غير لائق لمختلف الأحياء وجعل الجهود المبذولة   غير ظاهرة”.

وفي السياق، أوضحت المكلفة بالاتصال أن بعض التصرفات غير الحضارية للمواطنين أضرت بالبيئة وعكست تدني  الوعي بأهمية الحفاظ عليها نظيفة، ويظهر ذلك من خلال التخلص من نفاياتهم المنزلية في أي مكان  وعدم الالتزام برميها في الحاويات المخصصة لها، الأمر الذي نتج عنه وجود عدة نقاط سوداء،خاصة إذا علمنا أن أكثر من 50 بالمائة من النفايات التي يتم التخلص منها هي نفايات عضوية مرتبطة بالمنزل والتي تتحلل بسرعة وفي غياب ثقافة الفرز الانتقائي تتحول إلى مصدر حقيقي للأمراض خاصة إن عبثت بها الحيوانات وكانت عرضة للشمس.

ما يجعل النظافة بمجتمعنا حسب المتحدثة معادلة صعبة التحقيق رغم بساطتها، أن المواطنين ينسون بسرعة كما حدث مؤخرا مع داء الكوليرا ، بالتالي فحتى تتحول النظافة إلى أولوية يلتزم بها السكان على مدار السنة من خلال حسن اختيار الأكياس المناسبة والتقيد بمواعيد إخراج القمامة والتي عادة ما تكون في فصل الصيف بعد التاسعة ليلا، وفي فصل الشتاء بعد السابعة مساء ، وكذا وضعها في المكان المخصصة لها لا بد أن يتحرك بداخلهم تقول: الشعور بالمسؤولية وأن يدركوا بأن عمال النظافة رغم أنهم مأجورين على عملهم إلا أنهم في حقيقية الأمر يقدمون خدمة للمواطنين ومن ثمة عليهم احترامهم بالتحلي بالوعي  وتجنب العشوائية، وأن يدركوا بأن المطلوب منهم أن لا يرموا فقط، من منطلق أن هناك من ينظف”. —————