يحيي معهد العالم العربي بباريس، اليوم العالمي للمرأة من خلال برمجة العديد من الأفلام الجزائرية التي تتناول موضوع المرأة مجسّدا في العديد من الرؤى والأحداث والمتغيّرات الاجتماعية والتاريخية، ويمكّن هذا البرنامج من إعادة اكتشاف مسار طويل للسينما وللمرأة معا كتوثيق وكفن مستمدّ من عمق الواقع المعيش.

أشار بيان معهد العالم العربي، المنشور على صفحته الإلكترونية إلى أنّ شهر مارس مرتبط بمناسبتين هامتين، الأولى خاصة باليوم العالمي للمرأة والثانية خاصة بالذكرى الـ60 لاتفاقيات إيفيان في 18 مارس، ولإحياء هاتين المناسبتين برمجت مكتبة المعهد سلسلة من الأفلام السينمائية الجزائرية، بعضها عبارة عن بورتريهات لنساء جزائريات بطلات منهن المعروفات وأخريات بقين بعيدا عن الأضواء ودخلن ـ حسب البيان ـ في ”التاريخ الكبير والواسع”.تقف السلسلة عند بعض المناضلات اللواتي ضحين من أجل الجزائر وعانين الويلات، كما تقدم أفلاما أخرى جزائريات ما بعد الاستقلال والتحديات اللواتي رفعنها ودافعنا عنها.

هذه الأعمال السينمائية وغيرها استطاعت في مجملها أن تعالج صورة المرأة الجزائرية، وأن توثّق لمختلف المراحل التاريخية التي عايشتها، وأن ترصد الواقع التاريخي في كلّ جوانبه بدءا بالأفلام الثورية مرورا بسينما ما بعد الاستقلال ووصولا إلى صورة المرأة المجابهة للعنف والتطرّف لتبقى كلّ تلك الأفلام أرشيفا وثائقيا حيا.

من الأفلام الـ17 المبرمجة لهذه المناسبة نجد مثلا فيلم ”ريح الأوراس” للخضر حامينة، الذي أنتج سنة 1966، ومن بطولة السيدة كلثوم رفقة حسن الحسني ومحمد شويخ، مبني على وقائع حقيقية تعرض رحلة أم تبحث عن ابنها الذي اعتقلته السلطات الفرنسية إبان الثورة، وقد حصل هذا الفيلم الرائع على جائزة ”أوّل عمل” سنة 1967 بمهرجان كان السينمائي. يعرض أيضا فيلم ”جميلة” الذي حقّق نجاحا كاسحا في العالم العربي، وهو من إخراج يوسف شاهين، وبطولة ماجدة الصباحي، رفقة كوكبة من النجوم العرب وكتب القصة والسيناريو يوسف السباعي ونجيب محفوظ وأنتج سنة 1958، ونال العديد من الجوائز والتكريمات، ويحضر أيضا فيلم ”معركة الجزائر” للمخرج بونتيكورفو، وصنّف كأفضل فيلم ضمن 50 فيلما في تاريخ السينما العالمية ويعرض نضال وشجاعة الفدائيات الجزائريات.

وهناك أيضا الفيلم الوثائقي ”مقاومات” لفطيمة سيساني، الذي تتحدّث فيه 3 مجاهدات عن رحلة الكفاح إبان الفترات الصعبة التي مرت بها الثورة الجزائرية. إلى جانب أفلام أخرى منها ”جبل باية” للراحل عز الدين مدور، الذي يرصد تاريخ مقاومة المرأة القبائلية ضدّ الاستعمار الفرنسي، وكذا فيلم ”دوار النسا” ليامينة بشير شويخ، و"القلعة” لمحمد شويخ، والذي يرصد تاريخ الجزائر السياسي والاجتماعي مباشرة بعد الاستقلال، وفيلم ”بابيشا” وغيرها من الأفلام.