قال إن بلاده أعطت أهمية كبرى لمنتدى الجزائر ويكشف لـ «المساء»:

السفير الإثيوبي يحدد ٦ مراحل لبناء سوق إفريقية كبرى

السفير الإثيوبي يحدد ٦ مراحل لبناء سوق إفريقية كبرى
  • القراءات: 1143
 أجرت الحوار حنان حيمر- تصوير: ياسين/أ أجرت الحوار حنان حيمر- تصوير: ياسين/أ

أكد سفير إثيوبيا بالجزائر السيد سولومون أبيبي أهمية تنظيم المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال بالجزائر، مشيرا إلى أنه سيكون فضاء مناسبا للأفارقة من أجل الالتقاء والبحث في أسباب عدم الاندماج الاقتصادي للقارة، وكذا تبادل التجارب والبحث عن فرص العمل المشترك. وشدد السفير في حوار خص به «المساء»، على ضرورة إزالة كل العوائق والحواجز التي حالت إلى حد الآن بدون تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية في القارة، وتحديد كيفية تجاوزها بغية إقامة سوق إفريقية كبرى تستجيب للقدرات الهائلة التي تتوفر عليها. كما عبّر السفير عن أمله في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإثيوبيا، ورفعها إلى مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية الممتازة التي تجمعهما منذ الستينيات.

❊ المساء: إثيوبيا ستشارك في المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، ما هي أهم الهيئات التي سيتكون منها وفد بلادكم الذي سيحضر أشغال هذا اللقاء الاقتصادي؟ 

❊❊ السفير الإثيوبي: في إثيوبيا نعتبر أن هذا المنتدى هاما جدا، لذا فإن الوفد الذي سيشارك في هذا الموعد سيكون ممثلا بعدة قطاعات؛ سواء كانت هيئات حكومية أو ممثلي القطاع الخاص، فضلا عن رجال الأعمال. ومن بين المشاركين يمكنني ذكر محافظ مدينة أديس أبابا وممثلي غرفة التجارة لإثيوبيا وغرفة التجارة لأديس أبابا وممثلي قطاع الاستثمار والصناعة، لاسيما لجنة الاستثمار لإثيوبيا، فضلا عن قطاع النقل الممثل في شركة طيران إثيوبيا ومؤسسات أخرى في مجالات الصناعة، لاسيما الإسمنت والتجارة والنقل ورجال أعمال.

والأكيد أن مشاركة إثيوبيا هامة؛ لأن المنتدى فضاء للقاء باقي البلدان الإفريقية والتحاور بخصوص مشاكلنا وإيجاد الحلول المناسبة لها.

❊ قلتم إن هذا المنتدى هام بالنسبة لكم، ما نوع الأهمية التي يحملها مثل هذا الموعد؟

❊❊ إن القول بأن المنتدى هام نابع من كونه فضاء سيجمع كل الدول الإفريقية وهو ما كانت إثيوبيا تدعو إليه منذ سنوات، لأننا نريد أن نجمع كل الدول الإفريقية لنعمل معا، فلا بد لنا نحن كأفارقة، أن نتغير وأن نبدّل عقلياتنا ونشرع في العمل معا؛ لأن إفريقيا قارة كبيرة وتتوفر على قدرات هائلة. إن اقتصاديات بلدانها توجد حاليا في حالة نمو وتطور، ويمكننا إنشاء سوق كبيرة في إفريقيا؛ لذا أعتبر أنها فرصة جيدة لإثيوبيا وكل الدول الإفريقية المشاركة في المنتدى، لأنها ستلتقي مع بعضها لتتعارف وتتحاور بخصوص مشاكلها والحلول الممكنة.

المنتدى إذاً سيساعدنا على الاجتماع والحديث وتحديد فرص العمل المشترك، هو منتدى كبير، وأشكر الحكومة الجزائرية على تنظيمه لأنه يجمع الأفارقة... وأتمنى أن يساعدهم على حل كل المشاكل المطروحة، لاسيما بالنسبة لرجال الأعمال الراغبين في إنشاء شراكات، لأن إفريقيا تشهد نموا اقتصاديا مرتفعا يجب تدعيمه... لذا على رجال الأعمال إعادة النظر في استراتيجيتهم والتوجه نحو إفريقيا... وأعتقد أن المنتدى يفتح الأبواب أمامهم، وهو لذلك بداية جيدة. وأنا أؤمن بأن نجاح هذه المبادرة يتم عبر ست مراحل، هي: اللقاء، الحديث، الاتفاق، التخطيط، الشروع في العمل، وأخيرا الإنجاز.

تلك هي العوامل التي ستسمح بتحقيق الاندماج الاقتصادي في إفريقيا... لهذا نحن مهتمون بالمنتدى، لأن إثيوبيا لديها حلم لجمع كل الإفريقيين... لبناء إفريقيا قوية سياسيا واقتصاديا. 

❊ ما هي النتائج التي تنتظرون أن يحققها المنتدى؟

❊❊ المنتدى سيسمح بلقاء الأفارقة وتقاربهم أكثر، ونأمل أن يساهم في تقاسم الخبرات الهامة التي يملكها كل بلد. في اعتقادي، المنتدى سيمكّن البلدان الإفريقية من تحديد الأسباب التي حالت دون إعطاء دفع للتعاون القاري، ومنها، على سبيل المثال، غياب البنى التحتية ووسائل النقل والاتصال، فضلا عن السياسات المنتهجة من بعض الحكومات والتي لا تسهّل العمل المشترك. فتحديد هذه الأسباب سيسمح لنا بتطوير التجارة بيننا، ويعطينا فرصة أفضل للعمل معا، عبر إنشاء مؤسسات مشتركة؛ سواء في المجال التجاري أو في مجال الاستثمار.

❊ ماذا تنتظر إثيوبيا من الجزائر؟ وماذا يمكن للجزائر أن تقدمه لإثيوبيا في المجال الاقتصادي؟

❊❊ كما تعلمون، فإن الجزائر وإثيوبيا لديهما علاقات سياسية تاريخية منذ الستينات. وفي 1976 تم فتح سفارة جزائرية في أديس أبابا. ومنذ 7 أشهر فتحت سفارة إثيوبيا في الجزائر. يمكن القول إن العلاقات السياسية بيننا ممتازة جدا، حيث نعمل معا في عدة مناسبات جهوية وإقليمية وعالمية، وندعم بعضنا في عدة قضايا مشتركة، لكن علاقاتنا الاقتصادية ضعيفة جدا.

لهذا فإن المنتدى سيكون فرصة لتعزيزها، والآن نعمل مع الحكومة الجزائرية على تعزيز تعاوننا الاقتصادي ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية؛ فإثيوبيا والجزائر يمكنهما تقاسم تجاربهما وأن يتعلم كل بلد من الآخر ويأخذ من الآخر ما لديه من خبرات، وهكذا يتم تطوير التجارة والاستثمار بين بلدينا، وأتمنى أن يصبح ذلك حقيقة في أقرب الآجال.

وأذكر أننا شرعنا في تنظيم عدة نشاطات تخدم هذا الاتجاه، أولها يوم إعلامي بمقر الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة التي نعمل بالتعاون معها، حيث قدمنا عروضا لرجال أعمال جزائريين حول القدرات الهامة التي تملكها إثيوبيا في المجال الاقتصادي وإمكانية استغلالها. وسنقوم بالتعاون مع الغرفة بتنظيم أيام مماثلة في وهران وبشار وبإحدى مدن شرق البلاد، كما يُرتقب أن تتنقل بعثة من رجال الأعمال الجزائريين إلى إثيوبيا في زيارة استكشافية، من شأنها فتح الباب للأعمال والمبادلات بين الطرفين، وأتمنى تنظيم زيارة لرجال أعمال إثيوبيين إلى الجزائر لاحقا.