تيزي وزو تستعد لاستقبال جثمان حسين آيت احمد

الزعيم كرّس حياته لخدمة الوطن والمواطن بالعقل والحكمة

الزعيم كرّس حياته لخدمة الوطن والمواطن بالعقل والحكمة
  • القراءات: 2866
س. زميحي س. زميحي

 نظمت فيدرالية جبهة القوى الاشتراكية لولاية تيزي وزو أمس الجمعة، وقفة ترحم على روح الفقيد الزعيم الثوري المجاهد حسين آيت احمد بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، وتم بحضور جمع غفير من المواطنين والمناضلين في أقدم حزب معارض وكذا المناضلين القدماء، التذكير بشخصية وخصال الرجل الذي اتسم طيلة مشواره التاريخي والسياسي، بالعقل والحكمة اللذين كرّسهما في خدمة الوطن والمواطن.

واكتظت قاعة العروض بدار الثقافة مولود معمري عن آخرها بالمواطنين الذين حضروا بقوة للمشاركة في هذه الوقفة الترحمية التي ميّزها الحزن والأسى على فقدان الجزائر أحد وجوه الجبهة الوطنية للتحرير والمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث عرفت الوقفة حضور المناضلين في الحزب والمناضلين القدماء والمتعاطفين معه، كما لم يتمكن العديد من المواطنين من الدخول إلى القاعة بسبب ضيقها وعدم استيعابها العدد الكبير من الحضور الذين كانت لهم الفرصة لاستذكار هذه الشخصية التاريخية الوطنية.

ودعا الأمين الفيدرالي للأفافاس السيد فريد بوعزيز المواطنين إلى التحلي بالعقل والحكمة قائلا: "نحن نريد أن نحضّر لجنازة شعبية ووطنية، تكون جديرة بشخصية دا الحسين وكما يستحقها هذا القائد الثوري". كما كانت هذه الوقفة الترحمية فرصة لإطارات حزب الأفافاس والمناضلين القدماء، للتعبير عن حزنهم الكبير والشديد لفقدانهم رجلا عظيما كان الأب والأخ والصديق؛ إذ لم يخفوا حزنهم على رحيل ابن آث احمد، وكان البكاء يسبق كل كلمة تختزل صفات وشخصية الرجل. كما كان للحضور القوي من المواطنين فرصة لإعطاء وجهة نظرهم حول الزعيم الثوري الراحل حسين احمد، الذي وصفوه بالكبير بمعناه الواسع، والوطني الذي كان متعلقا بالجزائر الموحدة والمستقرة، وأن الفقيد رمز الحكمة والعقل مثل جده شيح محند أولحوسين، الذي يشهد له الكبير والصغير بما كان يُحكى عنه؛ الشيخ الحكيم والذي ورث عنه دا الحسين صفات العقل والحكمة".

من جهته، قال رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو السيد حسين هارون، في كلمته على هامش هذه الوقفة الترحمية، "إن دا الحسين شخصية وطنية تجاوز الاختلافات والأحزاب والانشقاقات، حيث سيبقى الكبير في أعين الكل"، مضيفا أن من واجب جميع الجزائريين ضمان مواصلة المشوار الذي سار عليه الفقيد في خدمة الجزائر. وكما أضاف السيناتور موسى تمادا تازا أن "دا الحسين شخصية كبيرة بمعناها الواسع، وأفضل شيء يمكن أن نقدمه له هو جعل أفكاره أبدية"، مذكرا بأن دا الحسين كان يحب دائما قول جملة "الانتصار هو الإقناع"، مضيفا: "دا الحسين انتصر بواسطة نجاحه في الإقناع حتى على خصومه". كما قال أيضا إن آيت احمد متمسك بعمق شديد، بالجزائر الموحدة وغير المنقسمة.كما قام والي تيزي وزو السيد براهيم مراد، صبيحة أمس، بزيارة إلى مقر فيدرالية الأفافاس بمدينة تيزي وزو، حيث قدّم تعازيه، لينتقل رفقة إطارات أمنية، إلى دار الثقافة مولود معمري، حيث حضر الوقفة الترحمية على روح الفقيد المجاهد دا الحسين. 


 

قرية آث أحمد تستعد لاستقبال جثمان "دا الحسين"

تعيش قرية آث أحمد ببلدية آيت يحيى، دائرة عين الحمام، الواقعة على بعد 70 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، أجواء الحزن بعد تلقي خبر وفاة القائد الثوري حسين آيت أحمد، حيث أخذ سكان بلديات دائرة عين الحمام ودوائر الولاية وولايات أخرى يتوافدون على منزل عائلة الفقيد لتقديم التعازي والتعبير لها ولأقرباء الفقيد عن تضامنهم. 

كما كان سكان تيزي وزو تحت صدمة الخبر، حيث أصبح حديثهم منذ مساء الأربعاء، يوم أعلن فيه عن وفاة الزعيم حسين آيت أحمد، حول هذا الرجل الذي كرّس حياته لخدمة الوطن إبان حرب التحرير، والمواطن بعد الاستقلال بعدما اختار أن يقود حزبا معارضا، معلنا عن أفكاره وتوجهاته السياسية التي كانت أهدافها ترمي إلى تحقيق ديمقراطية سلمية بالجزائر والحفاظ على استقرار ووحدة الوطن، مذكرين بشهامة وشجاعة الرجل الذي أبدى حبه للجزائر في كل فرصة أتيحت له. كما أن التحضيرات جارية على قد وساق من طرف مواطني البلدية والفرع المحلي لجبهة القرى الاشتراكية الذين يحضرون لمراسم تشييع جنازة المجاهد، الزعيم، القائد الثوري حسين أيت أحمد، وسط أجواء من الحزن، فقرى بلدية آيت يحيى تبكي رحيل ابنها الذي جسد طيلة مشواره الثوري والسياسي مبادئ العقل والحكمة في معاملته.

وتبعا للمعلومات المتحصل عليها، فإن الزعيم الثوري الذي وافته المنية بمستشفى لوزان بسويسرا عن عمر يناهز 89 سنة، سيوارى الثرى بمقبرة قرية آث أحمد، مسقط رأسه، وهذا نزولا عند رغبة الفقيد، الذي أراد أن يدفن بجوار عائلته، حيث شرعت لجنة القرية ومصالح بلدية أيت يحيى في التحضير ليوم وصول جثمان الفقيد إلى الجزائر والذي لم يتم بعد الإفصاح عنه.وبدأ منذ صباح يوم الخميس مباشرة أشغال التحضير للجنازة بتهيئة وتنظيف الطرق المؤدية إلى القرية والتي حرصت مديرية الأشغال العمومية وفرعها التابع لدائرة عن الحمام على متابعة العملية باستمرار، إضافة إلى توفير المستلزمات التي تتطلبها عملية الدفن التي ينتظر أن تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين والإطارات السياسية والحكومية، كما سخرت مصالح الولاية كل إمكانياتها المادية والبشرية لضمان حسن سير عملية استقبال جثمان الزعيم الثوري وكذا مراسيم الدفن.

وحسبما أكده أحد أقارب دا الحسين المدعو سي بوسعد آيت أحمد، فإن تشييع جنازة الفقيد ستكون بمقبرة قرية آث أحمد نزولا عند رغبته، حيث يريد أن يدفن بالقرب من عائلته ويكون وسط أهله، مؤكدا على أن دا الحسين رحمه الله ليس فقط ابن قرية آث أحمد فقط وإنما ابن الجزائر التي ناضل من أجل تحريرها وأفنى شبابه في حماية وحدة واستقرار الوطن، كما قال أيضا أن دا الحسين قام بمهمته كرجل ثوري، وطني وكذا مناضل من أجل حقوق الإنسان، كما أنه كان دائما ثابت في مبادئه".وأضاف أنه سيتم تخصيص حافلات مجانا عبر 67 بلدية للمواطنين الراغبين في التنقل إلى قرية آث أحمد لحضور الجنازة لمرافقة الفقيد إلى مثواه الأخير.