الدكتور علي دحماني أخصائي في علم الاجتماع لـ "المساء":

الرفاهية المادية وتقليد الآخر وراء واقع الأعراس

الرفاهية المادية وتقليد الآخر وراء واقع الأعراس
  • القراءات: 728
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يرى الدكتور علي دحماني ، أستاذ علم الاجتماع ورئيس اللجنة العلمية لقسم العلوم الاجتماعية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مولود معمري بتيزي وزو، أن تغير الممارسة الاجتماعية في طرق إنجاز الأعراس والاحتفال بها بمجتمعنا، يعود إلى مجموع التغيرات التي تعرفها وتيرة الحياة والتي تمتاز بالتطور المستمر، وعلى رأسها الرفاهية المادية.

ويواصل المختص قائلا: "خلال العقود الأخيرة زادت وتيرة التغيير بسرعة كبيرة، وقد مس هذا التغيير الأعراس والحفلات والأفراح والتي تحمل بعض البوادر الإيجابية والسلبية، التي تساهم فيها عدة عوامل، منها المقصودة نظرا لظهور الرفاه الاجتماعي. ففي القديم مثلا، كانت الأعراس تقام على السطوح أو في قلب البيوت، والكل كان يشعر بالسعادة والرضا حينها، والآن أصبح العرس يخضع لشروط تتفق عليها العائلة  سواء كانت ميسورة ماديا أو متوسطة الحال، ومنها أن يقام العرس في قاعة أفراح كبيرة يتم كراؤها لاستيعاب المدعوين وإكرامهم بالطريقة التي يرى صاحب العرس أنها تعكس ترحابه بهم، وهناك من يصف الفعل بالبذخ وصرف المال الذي يمكن استغلاله في أمور أخرى كثيرة. وهنا أقول إن العائلات التي لديها إمكانيات مادية لا ترى في إقامة العرس الباذخ حرجا، إلا أن هناك عائلات فقيرة تكلف نفسها كثيرا وتستدين للقيام ببعض التقاليد؛ مما يجعلها في ضائقة مادية لاحقا كانت في غنى عنها".

ويضيف الدكتور: "هناك عائلات لاتزال تخضع للضمير الجمعي أو الضغط الاجتماعي، أي أنها لاتزال تعيش بأسلوب بسيط وتحافظ على الممارسات القديمة، وتقوم بولائم بسيطة، وهي قانعة وسعيدة بما تفعل".  

ويسترسل الدكتور دحماني قائلا: "هناك أيضا بعض التأثيرات الخارجية، فالمجتمعات تعرف تطورات سريعة، زادت معها إمكانيات الوصول إلى بعض الثقافات العالمية؛ إذ تحاول بعض الأسر تقليد بعض المجتمعات في عاداتها وتقاليدها، وهذا ليس بالأمر الطبيعي، ويستوجب حتميا نشر فكرة المحافظة على بعض التقاليد التي لها أبعاد ثقافية وحضارية من قبل المختصين، المطالَبين بدورهم بالبحث بالتفصيل في هذا الموضوع  من خلال البحث والاستقصاء والدراسات".