عبد الوهاب زكاغ لـ "المساء":

الدخلاء يعيقون الترميم وندعو لتفهمّ طبيعة القصبة

الدخلاء يعيقون الترميم وندعو لتفهمّ طبيعة القصبة
  • القراءات: 1288
نوال جاوت  نوال جاوت 

للحديث عما وصلت إليه عملية ترميم القصبة، استضافت  "المساء" السيد عبد الوهاب زكاغ المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، حيث استعرض المعوقات التي تحول دون مواصلة العمل وبلوغ التسليم الكلي للقصبة، كما شدّد على التكوين كأحد العوامل الضرورية لتثمين وحفظ الذاكرة الجماعية للجزائر، حيث يراهن على الشباب كقوة اقتراح وتنفيذ بإمكانها الارتقاء بالقصبة وجعلها في مصاف التجمعات الرائدة لما تزخر به من مقوّمات وتاريخ يؤهلها لأن تكون موردا اقتصاديا بامتياز ينافس الوجهات السياحية العالمية، كما يستعرض واقع القصبة اليوم في صدّ غزو الدخلاء لها وجعلها مركز عبور نحو السكنات اللائقة، ناهيك عن الشروط التي وضعها المشرع الجزائري لمباشرة عمليات الترميم التي تبطئ العمل وتعتبر الترميم شكلا من أشكال البناء وتزيل عنه صفة الاستثناء، إلى جانب قضايا أخرى طرحتها "المساء" على ضيفها الذي أجاب عنها بكلّ رحابة صدر.


 

يوم القصبة في نظر زكاغ

نريده للتقييم لا للاحتفال

أكّد السيد عبد الوهاب زكاغ أنّ الاحتفال بالقصبة لا يجب أن يقتصر على يوم واحد ولكن أن نحتفي بموروثنا كلّ يوم في السنة، لابدّ أن نخصّص أياما وشهورا لها، ليس للاحتفال والتغني على الأطلال، ولكن للتقييم والحديث عن النقائص لتداركها، وقال نريدها "تقييمية لا احتفالية". وأوضح السيد زكاغ أنّ الأمور لابدّ أن تتحرّك، بإنشاء جمعيات جادة تهتم بالتراث عامة وبالقصبة على وجه الخصوص، داعيا إلى تشبيب العمل الجمعوي الذي يعنى بالتراث والآثار، لقدرته على مسايرة وتيرة الحياة والمستجدات التي باتت تطغى على جميع الأصعدة. وأضاف المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، أنّ هناك شبابا محبّا للقصبة يملك قدرات هائلة على الإبداع ويحمل أفكارا خلاقة يحرّكها حبّ الوطن بعيدا عن الأهداف  الضيقة، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالوطنية والهوية الوطنية وإشاعة العمل البنّاء وكذا بعث الاهتمام في أوساط الشباب، ودعا مصالح ولاية الجزائر لفتح أبواب الفضاءات غير المستغلة للشباب الراغب في العمل على ترقية التراث خاصة القديم منه.

ضيف "المساء" أثنى على ما يقدّمه الشباب اليوم على غرار جمعية "آثار" التي تهتم بكلّ ما هو موروث مادي وغير مادي، وأعطى مثالا عن شاب قدّم عملا ثلاثي الأبعاد يتناول القصبة القديمة بالمجان، حبا في هذا الجزء من الجزائر الشاهد على عبقرية معمارية فريدة من نوعها، كما توقّف السيد زكاغ عند شباب من قسنطينة يصوّرون باستعمال طائرات دون طيار لتصوير مختلف مناظر المدن القديمة حبا في ذلك، داعيا الشباب إلى حذو هذا المنهج في مناطق أخرى من الوطن خاصة في المناطق حيث تتواجد القصور، وقال "أعطوهم الحرية في الإبداع وسنحصل على أشياء جميلة لا يمكن إحصاؤها..يحتاج الشباب إلى الدعم فهم يحملون طاقة لابدّ من استثمارها".

وفي هذا الإطار، دعا زكاغ إلى تنظيم أنشطة شهرية تعنى بكلّ ما له علاقة بالقصبة، على غرار التعريف بمساجد القصبة بمشاركة مختلف الفاعلين، وأوضح "لما لا نخصّص نشاطات عن القصور، المتاحف، الحمامات والحرف المندثرة وكذا العيون، في محاولة لإحياء المشهد القصبوي وبالتالي نحث الجميع على المشاركة"، مشيرا إلى أنّه يفكّر في فتح جنينة "دار عزيزة" حيث مقر الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، وتهيئتها لاستغلالها في تثمين التراث الثقافي الوطني في شقه المتعلّق بالقصبة. وأكّد المتحدّث ضرورة أن ننظّم لقاءات بنّاءة تضمّ السكان الأصليين للقصبة نستفيد بها من ذاكرتهم وكذا رؤيتهم الخاصة للأشياء. وشدّد على أهمية إشراك جميع أبناء القصبة في المحافظة على هذا التراث العالمي. وتنشيط السياحة بإحياء الحرف اليدوية القديمة كالنحاس والنقش وكذا صناعة الجلود وغيرها.

القصبة بالأرقام

❊ تضمّ التركيبة البشرية للقصبة، ثلثا من السكان الأصليين، ثلثا من المستاجرين وثلثا من الدخلاء.

❊ تمّ توظيف 35 حارسا من القصباويين من أصحاب السوابق العدلية للسهر على عدم احتلالها من طرف الدخلاء والغرباء. 

❊ وظّف 25 مهندسا معماريا من أبناء القصبة. 

❊ هناك 1816 بيتا في القصبة مقسّم بين العثماني، الكولونيالي والمختلط.

❊  من مجموع 1816 دارا، تعد 30 بالمائة منها في حالة تدهور متقدمة و 50 بالمائة تعد في حالة تدهور متوسطة او سطحية و 10 بالمائة منها تعد منهارة و 10 بالمائة منها مغلقة . 

❊  خضع 700 بيت للأشغال الاستعجالية لوقف النزيف، شمل 212 بناية، منها 7 قصور، 5 مساجد، 4 حمامات، 9 منازل تاريخية،51 مبنى محروسا، و103 بيوت متضررة من زلزال أوت 2014.

❊ تمّ تقسيم القصبة إلى 48 مقطعا روعي فيها تركيبة البناء، وتمّ وضع مهندس معماري مرمّم على أس كلّ مقطع للإشراف والمتابعة.

❊  يتربع القطاع المحمي لقصبة الجزائر على مساحة 105 هكتارات.

❊  تم تخصيص غلاف مالي أولي قدر بـ24 مليار دج في إطار المخطط الدائم للقصبة.