حصـاد الرياضة الجزائريـة في 2025
عودة "الخضر" إلى المونديال وتألق الرياضات الجماعـية والفـرديـة
- 117
ت. عمارة/ ط. ب/ و. توفيق/ ن. فروجة
المنتخب الوطني لكرة القدم، إلى المشاركة في كأس العالم القادمة، بعد غياب طويل، دام 12 سنة، ومشاركته في كأس أمم إفريقيا، وخيبة المنتخب المحلي في مشاركاته قاريا وعربيا، من بين ما شد الجمهور الرياضي الجزائري، المتابع لأحوال كرة القدم لسنة 2025. هذه السنة، التي كانت مليئة بالأحداث السعيدة، على مستوى بعض الأندية، التي عادت إلى التتويجات المحلية، كانت أيضا محزنة في بعض أوقاتها، لاسيما بفقدان وجوه رياضية، لطالما أعطت كثيرا للجزائر، وساهمت في تطوير الرياضة فيها من خلال إنجازاتها، مسجلة أسماءها بأحرف من ذهب، والتي ستبقى خالدة في سماء الرياضة الجزائرية.
سنة 2025، كانت أيضا سنة مميزة، للرياضات الجماعية والفردية، فقد عرفت احتضان الجزائر للألعاب الإفريقية المدرسية، والتتويج باللقب القاري، واعتلاء الجمبازية كيليا نمور منصة التتويج، مع كل من العداء جمال سجاتي، المصارعة لويزة أبوريش وفئة ذوي الهمم في البطولات العالمية، وتألق الجزائريون في الطبعة السادسة من ألعاب التضامن الإسلامي، التي جرت بمدينة الرياض السعودية، شهر نوفمبر الماضي، واختتمت الجزائر برنامج منافساتها بالمشاركة في الألعاب الإفريقية للشباب، بحصيلة لافتة، بعدما بلغ رصيدها 101 ميدالية كاملة، وأنهت الجزائر مشاركتها في مونديال ألعاب القوى لذوي الهمم، بحصاد وفير شمل تسع ميداليات (3 ذهبية، 3 فضية، و3 برونزية)، محتلة، بذلك المرتبة 19 في جدول الميداليات من بين 65 دولة متوجة من أصل حوالي مئة دولة مشاركة.
* ط. ب
إخفاق مزدوج للمنتخب المحـلي إفــريقيا وعربيـا
"الخضـر" يعودون إلى المونديال ويحفظون سمعة الكرة الجزائرية
كان المنتخب الوطني الأول، بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، بخصوص النتائج المسجلة سنة 2025 في مختلف المنافسات القارية والإقليمية، بعد نجاحه في التأهل إلى كأس العالم 2026، بعد غياب استمر لـ12 سنة كاملة، مع طموحات كبيرة خلال مشاركته في كأس أفريقيا للأمم، في وقت، سجل المنتخب المحلي إخفاقين كبيرين في "الشان" وكأس العرب، كما كانت نتائج المنتخبات الشبانية مخيبة للآمال أيضا، بعد الفشل في التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم، لفئتي أقل من 17 و20 سنة.
كانت سنة 2025، تحت عنوان عودة الجزائر للمشاركة في الحدث العالمي الكبير، المونديال، بعد غياب استمر منذ سنة 2014، عندما شارك "الخضر" في مونديال البرازيل وحققوا إنجازا بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي.
ونجح المدرب، فلاديمير بيتكوفيتش، في قيادة المنتخب الوطني إلى التأهل إلى كأس العالم 2026 بمشوار مميز، رغم بعض الانتقادات التي طالته بخصوص طريقة اللعب والخيارات الفنية، لكن العودة إلى المشاركة في كأس العالم، بعد فترة غياب طويلة نسبيا، تعيد كرة القدم الجزائرية إلى الواجهة من جديد، خاصة أن مجموعة "الخضر" المونديالية، ستعرف وجود بطل العالم الأرجنتين والمنتخب النمساوي بطل الفضيحة التاريخية، خلال مونديال 1982، عندما تآمر على الجزائر مع ألمانيا لإقصائه من كأس العالم، الأمر الذي يقدم فرصة على طبق من ذهب، لزملاء رياض محرز، من أجل الثأر ومحاولة تسجيل نتيجة تاريخية جديدة في كأس العالم. وقبل ذلك، ترقب الجزائريون مشاركة "الخضر" في كأس إفريقيا 2025، على أمل محو خيبتي الإقصاء من الدور الأول في آخر نسختين بالكاميرون وكوت ديفوار على التوالي.
المنتخب المحلي يقصى من "الشان" وكأس العرب
وعلى عكس المنتخب الأول، سجل المنتخب المحلي، بقيادة مجيد بوقرة، إخفاقين كبيرين سواء في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "الشان" أو كأس العرب 2025، حيث أقصي أشبال بوقرة من الدور ربع النهائي في "الشان"، شهر أوت الماضي من الدور ربع النهائي، على يد المنتخب السوداني بركلات الترجيح، قبل أن يخرجوا بذات الطريقة أمام الإمارات، في الدور ربع النهائي من كأس العرب مؤخرا، رغم أن بوقرة لجأ إلى تدعيم صفوف المنتخب بالعديد من اللاعبين المحترفين، في البطولات العربية والأوروبية، ما يؤكد هشاشة المشروع الرياضي في المنتخب المحلي خاصة في ظل عدم الاعتماد على اللاعبين الشباب بعد أن تم الاعتماد مثلا في كأس العرب على لاعب مثل إسلام سليماني بعمر الـ37 سنة دون أن يقدم أي إضافة لـ«الخضر"، وهي معطيات، تدفع "الفاف" إلى مراجعة حساباتها من هذه الناحية، والعمل على تكوين منتخب محلي يكون فعليا، الخزان الرئيسي للمنتخب الأول مستقبلا، بدليل بروز لاعب لم يكن معروفا قبل كأس العرب، وهو أشرف عبادة.
إخفاقات متوالية لمنتخبات الشبان وبرنامج لتطوير التكوين
من جهة أخرى، سجلت المنتخبات الشبانية، نتائج سلبية، خلال سنة 2025، حيث لم ينجح المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة والمنتخب الوطني، لأقل من 20 سنة في التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم للفئتين، ما يؤكد غياب سياسة التكوين والإقصاء، المبرمج لفلسفة التكوين في الأندية الجزائرية، في وقت ينتظر فيه ما ستسفر عنه، سياسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم في هذا المجال، بعد إسناد قيادة المديرية الفنية الوطنية، لعلي موسر، بالإضافة إلى المراهنة على المدرب رزيق نادر، لقيادة المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، وهو الذي يملك تجربة كبيرة في التكوين بفرنسا مع نادي سانت إيتيان المعروف، مع انتظار مشروع أكاديمية الأندية، التي أصبحت شرطا أساسيا لاستكمال مشروع الاحتراف، في كرة القدم الجزائرية.
* عمارة
أساطير الكرة الجزائرية يرحلون في 2025
ودعت الرياضة الجزائرية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، في عام 2025، بعضا من أبرز ما أنجبت الكرة الجزائرية، ويتعلق الأمر بكل من جمال مناد، جيلالي سالمي وعبد الله مجادي.
ورحل أسطورة الكرة الجزائرية، جمال مناد، الصيف الماضي عن عمر ناهز الـ64 عاما، بعد صراع مرير مع مرض عضال.
وبصم جمال مناد (مواليد 22 جويلية 1960)، على مسيرة كروية مثالية، حيث كانت البداية مع شباب بلوزداد، بين عامي 1977 و1981، قبل أن ينضمّ لاحقاً إلى نادي شبيبة القبائل بين عامي 1981 و1987، ليخوض بعدها تجربة احترافية مع نادي نيم الفرنسي بين عامي 1987 و1990، وكذا مع الناديين البرتغاليين "فاماليكاو" (1990 – 1992)، و«بيلينانسز" (1992 – 1993). وعاد مناد مجدداً إلى نادي القلب "شبيبة القبائل" بين عامي 1993 و1996، قبل أن ينهي مسيرته كلاعب ضمن صفوف نادي اتحاد العاصمة في موسم 1996 – 1997. مع الخضر، توّج جمال مناد مع منتخب الأواسط، بكأس أمم إفريقيا على حساب غينيا، وخاض مونديال 1979 في اليابان، وهي منافسة بلغ فيها ربع النهائي وأقصي أمام الأرجنتين والظاهرة دييغو مارادونا.
وشارك مناد في أولمبياد موسكو 1980، وتصفيات مونديال 1982، دون أن يكون حاضراً في النهائيات، إضافة لتصفيات ونهائيات مونديال 1986، فضلاً عن كؤوس أمم إفريقيا بين سنتي 1984 و1992. وتوّج جمال مناد بكأس أمم إفريقيا 1990، كما حصل على جائزة هدّاف الدورة بأربعة أهداف، وكان للفقيد مشواراً تدريبياً حافلاً مع عدّة نوادٍ، أبرزها شبيبة بجاية وشباب بلوزداد ومولودية الجزائر، وكانت آخر مهماته، توليه منصب المدير الرياضي لشبيبة القبائل عام 2023.
"بيلي الصغير" يغادر محبيه بعد مرض عضال
كما غادر أسطورة فريق شباب بلوزداد ولاعب المنتخب الوطني السابق جيلالي سالمي شهر أكتوبر الماضي، عن عمر ناهز الـ 79 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، وكان جيلالي سالمي قد صنع أمجاد شباب بلوزداد كلاعب ورئيس، إلى جانب تألقه رفقة المنتخب الوطني الجزائري.
سالمي، الذي لقب بـ«بيلي الصغير" نسبة لفقيد الكرة البرازيلية بالنظر إلى المستويات الفنية الرائعة التي تميز بها، تقمص ألوان شباب بلوزداد، في الفترة الممتدة من 1967 و1976، وقاد خلالها الفريق للتتويج بلقب البطولة مرتين متتاليتين 1969 و1970، وكأس المغرب العربي في 3 مناسبات، وذلك سنوات 1970، 1971 و1972، وبالإضافة إلى تألقه كلاعب، ترأس الفقيد شباب بلوزداد في الفترة ما بين 1996 و2000، وتوج معه الفريق بلقب البطولة الجزائرية وكأس الرابطة سنة 2000.
كما شهد عام 2025 رحيل الدولي السابق عبد الله مجادي، بعد صراع طويل مع مرض عضال، وعن عمر ناهز السبعة وستين عاما، بعد مسار كروي حافل.عبد الله مجادي الذي وُلد في العاشر ديسمبر 1957 بوهران، خاض غالبية مشواره في فرنسا مع نوادي "أر سي لانس"، "أر سي بيزانسون" و«آ س موناكو"، وكان لمجادي بصمته مع منتخب الجزائر بين عامي 1982 و1986، علماً أنّ عبد الله رفض عرضاً من مدرب الديكة، ميشال هيدالغو، للعب للزرق. ودافع مجادي عن ألوان الجزائر في خمس مناسبات، كانت أبرزها ضدّ إيرلندا الشمالية والبرازيل في مونديال 1986 بالمكسيك.
* و. توفيق
جعــفر يفصــح يغــادرنا لــلأبد
لم تخل سنة 2025 من الأحزان، حيث شهدت الجزائر فقدان قامة من قامات الرياضة الوطنية، جعفر يفصح، الذي يعد أحد أبرز أعمدة الرياضة الجزائرية، عن عمر ناهز الـ71 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.
وقد سبق للفقيد، أن تولي عدة مسؤوليات على مستوى وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الجزائرية لكرة اليد، وهو يعد أحد أبرز الوجوه، التي تركت بصمتها في الساحة الرياضية الوطنية، من خلال إشرافه على تنظيم عديد التظاهرات والفعاليات الخاصة بالشباب والرياضة بالجزائر، على رأسها الألعاب الإفريقية التاسعة سنة 2007 بالجزائر. وطيلة مساره الحافل بالنشاط والعطاء، تميز المرحوم بتحكمه الكبير في تنظيم مختلف التظاهرات الرياضية، بالإضافة إلى قدراته العالية في الاتصال وإيصال المعلومة باحترافية كبيرة.
* ن. فروجة
المنتخب الوطني لكرة القدم ينهي 2025 في المرتبة 34
أنهى المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، سنة 2025 في المركز الـ34 عالميا، حسب التصنيف العالمي لمنتخبات الرجال الصادر شهر ديسمبر 2025، عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر موقعه الرسمي. ويأتي هذا التقدم، بعد أن حقق "الخضر" انتصارين وديين أمام كل من زيمبابوي (3-1) والعربية السعودية (2-0) في جدة، ما مكنهم من كسب مركز واحد، مقارنة بتصنيف شهر نوفمبر الماضي. وعلى الصعيد القاري، ارتقى المنتخب الجزائري لأول مرة هذا العام إلى المركز الثالث إفريقيا، برصيد 1517,68 نقطة، متقدما خاصة على حامل لقب كأس إفريقيا للأمم كوت ديفوار، الذي يحتل المرتبة ال42 عالميا. أما بخصوص منافسي المنتخب الجزائري في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، فلم يشهد تصنيفهم لشهر ديسمبر تغييرات كبيرة، إذ تقدم منتخب السودان بمركز واحد ليحتل المرتبة الـ117 عالميا، في حين حافظ كل من بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية على مركزيهما الـ62 والـ97 على التوالي.وقد صدر تصنيف ديسمبر 2025 لمنتخبات الرجال، وهو الأخير خلال السنة الجارية، عقب إجراء 42 مباراة جديدة، أقيمت معظمها ضمن كأس العرب فيفا قطر-2025.
* ط. ب
مولودية الجزائر يتوج بلقب البطولة التاسع في تاريخه
شهد عام 2025 تتُويج نادي مولودية الجزائر، بلقب البطولة الجزائرية 2025-2024، بعد إنهائه الموسم الكروي 2024-2025، برصيد 58 نقطة، بفارق نقطتين عن الوصيف شبيبة القبائل (56 نقطة)، وثلاث نقاط عن صاحب المرتبة الثالثة شباب بلوزداد (55 نقطة).
وحققت مولودية الجزائر لقب البطولة الجزائرية التاسع في تاريخها، والثاني لها على التوالي، لتصبح ثالث ناد في الجزائر من حيث عدد ألقاب البطولة، بعد شبيبة القبائل (14 لقبا) وشباب بلوزداد (10 ألقاب)، واحتفظت بذلك مولودية الجزائر"عميد" الأندية الجزائرية، باللقب الذي أحرزته الموسم الماضي، بعد سنوات عجاف دامت 14 عاما. ويعد هذا اللقب هو التاسع في تاريخ النادي العاصمي، بعد تلك التي فازت بها في سنوات 1972، 1975، 1976، 1978، 1979، 1999، 2010 و2024.
* و.توفيق
حادث ملعب 5 جويلية يحول أفراح "العميد" إلى أحـزان
لم تكن نهاية الموسم والتتويج، باللقب بالنسبة لمولودية الجزائر، مثلما كان يتمناه عشاق ومحبو النادي العاصمي، بعدما شهد ملعب 5 جويلية الأولمبي في الجزائر العاصمة، حادثة أليمة بعد نهاية مقابلة الجولة الأخيرة، من الرابطة المحترفة الأولى، بين مولودية الجزائر ونجم مقرة.
وتسبب تدافع الجماهير، في انهيار السياج الحديدي وسقوط عدد من مشجعي مولودية الجزائر من المدرجات العلوية نحو الأسفل، ما أدى إلى تسجيل أربع وفيات وعدة إصابات، تطلبت تدخل مصالح الحماية المدنية حينها، من أجل نقل الجرحى إلى المستشفى. وحول هذا الحادث أفراح التتويج باللقب التاسع لـ«العميد"، إلى أجواء حزن وتأثر كبير، حيث قرر المنظمون آنذاك، إلغاء حفل تسليم درع البطولة الذي كان مقررا على أرضية الميدان فور نهاية لقاء الجولة 30 والأخيرة من الدوري ضد نجم مقرة، وتأجيله إلى موعد لاحق. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أمر حينها بإنشاء لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات سقوط عدد من أنصار النادي العاصمي (في مقابلة التتويج بلقب البطولة)، من المدرجات العلوية، مما أدى إلى وفاة 4 مناصرين وإصابة أكثر من 74 جريحا، وتحديد جوانب القصور والمسؤوليات ومحاسبة المتسببين في الحادثة.
* و. توفيق