عزيز طواهر صحفي بيومية صوت الأحرار:

الحراك أفرز وضعا معقدا أثر على الأداء الصحفي

الحراك أفرز وضعا معقدا أثر على الأداء الصحفي
  • القراءات: 794
ز. س ز. س

يقول الصحفي عزيز طواهر من جريدة "صوت الأحرار" إن الحراك الشعبي أفرز وضعا سياسيا جديدا، معقدا وفي بعض الأحيان مركبا، أثر لا محالة على أداء الصحفي، مشيرا إلى أن هذا الصحفي الذي يواجه اليوم أزمة مهنية واجتماعية لا تعرف حدودا، ازداد وضعه تأزما بفعل التطاول على الإعلاميين وتطاولهم على بعضهم البعض في الوقت ذاته، ومن هنا يبدأ ـ حسبه ـ الحديث عن أخلاقيات المهنة المفقودة حتى قبل الحراك، حيث لا وجود لحد الآن لميثاق وطني يصون هذه الأخلاقيات، ناهيك عن الممارسات العشوائية لبعض الصحفيين ولا مبالاة قاعات التحرير، التي باتت تفرز كما هائلا من الإعلاميين الفاقدين لأدنى حد من التكوين..

ويرى محدثنا أن العيب والعار لكل من يجند صحفيين ويرمي بهم في الشارع لمواجهة جماهير غفيرة وهم يفتقدون إلى تكوين صلب يمكنهم من أداء مهنتهم، وفي نفس الوقت هم ملزمون بحماية أنفسهم من أي اعتداءات.

ويقول الصحفي طواهر إن أزمة الأخلاق في مهنة المتاعب موجودة قبل وبعد الحراك، لأن الأصل فيها هو انعدام التكوين الجيد، فيما يرى العلاج للوضع، يكمن في توفير مناصب تكوين بيداغوجية تضمن مرافقة الصحفيين والمتربصين، في إطار منظم ومهيكل، مضيفا أن التكوين سواء كان عبر التنظيمات النقابية أو غيرها من الكيانات الإعلامية أو حتى مؤسسات الدولة، سيظل حجر الأساس لضمان الارتقاء بأخلاقيات المهنة.

وذكر الصحفي بأن مبادرة إنشاء المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، بحاجة إلى دعم وزارة الاتصال التي يجب أن تلعب دورا أساسيا كضابط للقطاع عبر هيئاتها، على غرار تفعيل سلطة ضبط السمعي ـ البصري والتسريع بإنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة.

وقدر محدثنا بأن حقل الإعلام يعيش ثورة حقيقية ووعي كبير، رغم كل الإرهاصات التي حالت دون تطوير مهنة المتاعب، في الوقت الذي بات فيه الصحفي غير قادر على تحصيل أجره الشهري، ومواجهة وضع اجتماعي مزر، لم يغير الحراك شيئا منه، مشيرا إلى أن التغيير يجب أن يكون نابعا من إرادة صادقة لتحسين الوضع القائم، والالتزام بنضال متواصل إلى غاية تحقيق الأهداف المنشودة التي تكون في مستوى تطلعات تضحيات رجال ونساء الإعلام، "وهي معركة طويلة، بل حرب ضروس ينبغي خوضها من أجل المهنية ومن أجل تحسين الوضع الاجتماعي للصحفيين وإعادة المصداقية للصحفي الجزائري الذي أصبح يشتم ويلعن في الحراك الشعبي، ويكون محل اعتداء في كثير من الأحيان، بسبب تهم تنسب إليه، غر أنه خلف هذه الصورة المزيفة، لا أحد يكاد يشعر بعمق، بمعاناة هؤلاء الإعلاميين الذين هم أيضا ضحايا لنظام مغضوب عليه".