8 مارس ... بدعم من الرئيس بوتفليقة

الجزائريات يواصلن الزحف على كل المواقع

الجزائريات يواصلن الزحف على كل المواقع
  • القراءات: 1793
أحلام.م/ رشيدة بلال أحلام.م/ رشيدة بلال

حققت المرأة الجزائرية نجاحات عديدة في مختلف المجالات،  واقتحمت عوالم كانت لوقت غير بعيد حكرا على الرجل، على غرار الميكانيك والسياقة المهنية، ومنها سيارة الأجرة، فيما لا يزال ينظر إلى خروج المرأة إلى عالم الشغل بأنه تدمير للأسرة والمجتمع.

كما استطاعت أن تسجل حضورا قويا في العمل السياسي، وتحديدا في البرلمان، خاصة مع تعزيز رئيس الجمهورية لمكانتها في المجتمع، وقد برهنت بعملها في سلك الأمن ـ على سبيل المثال ـ على كفاءتها وقيامها بدورها على أحسن وجه جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل.يأتي الثامن مارس من كل سنة رمزا لكفاح المرأة المزدوج، مربية وعاملة لإبراز دورها في مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية مؤكدة بأن الصعاب لا تثنيها عن القيام بواجبها، كما لم يثنها عن كفاحها بالأمس، من أجل استقلال البلاد من براثن الاستعمار الغاشم، فكانت منها إيقونات الثورة التحريرية.«المساء» تحدثت إلى سيدات فاعلات في المجتمع ونقلت لكم نجاحاتهن، وانطباعاتهن وما يرغبن في تحقيقه مستقبلا في هذا الملف الخاص باحتفالات الثامن مارس اليوم العالمي للمرأة. 

مريم شرفي رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة: تعييني على رأس الهيئة فخر للمرأة 

اختار رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، السيدة مريم شرفي لتكون المفوضة الوطنية لحماية الطفولة ورئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، هذا الاختيار تقول السيدة مريم في تصريح خاص لـ«المساء" إنه يعكس رغبته في الدفع بالمرأة إلى الأمام وتحقيق مبدأ "التناصف" في عالم الشغل بين المرأة والرجل، مشيرة إلى أنها فخورة بهذا المنصب وينتظرها عمل كبير في سبيل الرقي بحقوق الطفولة الجزائرية. 

● المساء: بداية حدثينا عن دور الهيئة الوطنية في ترقية حقوق الطفولة؟

® ❊❊ السيدة مريم شرفي: الهيئة سابقة في تاريخ الجزائر إذ تم لأول مرة إنشاء هيئة تعنى فقط بقضايا الطفولة من حيث حماية وترقية حقوقها، استحدثت بموجب قانون 15/12 المتعلق بحماية الطفولة، ومن بين مهامها ترقية حقوق الطفل عن طريق وضع برامج وطنية ومحلية بالتنسيق مع جميع الفاعلين بما في ذلك المجتمع المدني والسعي إلى وضع نظام معلومات حول وضعية حقوق الطفل في الجزائر ليكون بمثابة مرجع، وبالتالي دور الهيئة سيكون بمثابة المنسق لكل ما يخص هذه الفئة المهمة من المجتمع. 

● باختيارك على رأس الهيئة ألقيت على عاتقك مسؤولية كبيرة ما تعليقك؟

® ❊❊ في الحقيقة شرفني رئيس الجمهورية بتعييني على رأس الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، والمسؤولية الملقاة على عاتقي أعتبرها مهمة نبيلة لأني سأتعامل مع فئة جد حساسة وأتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية للرقي بأطفال الجزائر وحمايتهم من كل خطر.

● برأيك لماذا وقع الاختيار على امرأة وليس رجلا لتولي قيادة هذه الهيئة؟

®❊❊ التعديل الدستوري الأخير (2016) الذي بادر إليه رئيس الجمهورية في ظل سياسته الرشيدة للدفع بالمرأة لتخطو خطوات كبيرة نحو الأمام، حيث أقر بأن تتولى الدولة ترقية التناصف في عالم الشغل بين المرأة والرجل، ونص على أن الدولة تتولى تشجيع ترقية المرأة في مناصب المسؤولية، ومن ثمة أعتبر اختياري ثقة كبيرة وضعت في شخصي، وبرأي المرأة قادرة على تتولى الريادة والتوفيق بين كونها مسؤولة وزوجة وأما لأن المسألة مسألة نظام فقط هذا من ناحية، ومن جهة أخرى الهيئة تتعلق بالطفولة والطفل عادة يميل دائما إلى الأم وبالتالي الاختيار موفق لأن المرأة تظل دائما رمز الحنان والعطف والأقدر على فهم احتياجات الأطفال، ضف إلى ذلك أن مساري المهني منذ بدايته ارتبط ارتباط وثيق بالطفولة، حيث كنت قاضية أحداث لوقت من الزمن، بعدها انتقلت إلى الإدارة وكنت مديرة فرعية لحماية الأحداث وبالتالي كل نشاطي مرتبط بالطفولة.

● ما هي أولوياتك بعدما تقلدت مسؤولية الهيئة ؟

® ❊❊ في الحقيقية كل ما يخص الطفولة بالنسبة لي يشكل أولوية، ولعل إنشاء هذه الهيئة يعتبر من أولى الأولويات التي تحققت لتعنى بملف الطفولة، ولعل أول ما سعينا إليه بعد التنصيب توسيع نطاق العمل مع كل الأطراف والفاعلين في مجال الطفولة، وشرعنا كخطوة أولى في إنشاء خط أخضر جديد نكشف عنه في القريب العاجل، وهو خط سهل الحفظ على الأطفال يخصص لتلقي الإخطارات حول كل انتهاك لحقوق البراءة وهذا الخط مستمد من قانون الطفولة الجيد، ولعل من بين الامتيازات التي يتعزز بها هذا الخط من أجل تشجيع ثقافة التبليغ أن المبلغ لا يكون متابع إن ثبت أن الطفل المبلغ عنه لم يكن في خط.

● ماذا عن المكاسب التي حققتها المرأة اليوم؟ 

® ❊❊ المرأة حققت الكثير من المكاسب يكفي فقط الحديث عن جملة الحقوق السياسية التي كرسها الدستور بعد تعديله، وما جاء به قانون العقوبات في سنة 2015 والذي حمى المرأة من العنف الأسري وجرم العنف الاقتصادي بين الزوجين ونص على تجريم مضايقة المرأة في الأماكن العمومية، وكذا قانون الجنسية الذي مكنها من منح الجنسية لأبنائها، وبالتالي كل القوانين أعطت المرأة الحماية والدعم الكافيين، وهو ما نلمسه ميدانيا، حيث نجد المرأة اليوم حاضرة في كل القطاعات تقريبا، بقي فقط أن تنعم بالاستقرار وتعمل على تغيير الذهنيات بالمجتمع التي لا تزال تشكل العائق الذي يحول دون تمكن بعض النسوة من بلوغ أهدافهن.

● رسالتك للمرأة اليوم في عيدها العالمي؟ 

® ❊❊ المرأة مدعوة اليوم لأن تترك بصمتها في المجتمع وأن تثبت أنها قادرة على تحمل المسؤولية من خلال العمل بجد، وإن كنت على يقين أنها أثبتت منذ الثورة أنها حاضرة من خلال حمل السلاح، وكذا تواجدها للدفاع عن وطنها بالعشرية السوداء، واليوم ومع الترسانة القانونية التي وجدت هي مطالبة بتثبيت المكاسب والدفع بها إلى الإمام من خلال العمل أكثر لتولى مناصب أكبر، وما الثامن مارس إلا محطة للوقوف على المكاسب وشحذ الهمم لمواجهة تحديات الألفية الثالثة من خلال المشاركة أكثر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والرجل بالمناسبة مدعو لدعم المرأة والوقوف إلى جانبيها لأنها نصف المجتمع.