طباعة هذه الصفحة

الجزائر ثاني أقدم تواجد بشري في العالم

الجزائر ثاني أقدم تواجد بشري في العالم
  • القراءات: 4836
❊مريم.ن ❊مريم.ن

يعتبر اكتشاف حفرية أثرية لباحثين جزائريين وأجانب، تثبت أن "ثاني أقدم تواجد بشري في العالم" هو بموقع "عين بوشريط" بمنطقة عين الحنش في ولاية سطيف (شرق الجزائر)، يعود تاريخه إلى "مليونين وأربعمائة ألف عام"، إنجازا مهما تحقق هذه السنة.

 

أعلن فريق بحثي أثري من الجزائر وإسبانيا وأستراليا وفرنسا، عن اكتشاف "أقدم" أدوات حجرية وبقايا عظام حيوانات تحمل آثار جزارة بموقع "عين بوشريط"، يعود تاريخها إلى "مليونين وأربعمائة ألف عام"، تؤكد أن هذا الموقع هو "أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا"، و«ثاني أقدم تواجد بشري في العالم" بعد موقع "قونا" في إثيوبيا، الذي يعود تاريخه إلى "مليونين وستمائة ألف سنة".

تم هذا الكشف الأثري في إطار مشروع بحث حول "أقدم تعمير بشري في شمال إفريقيا"، تحت إشراف الباحث الجزائري محمد سحنوني، إلى جانب باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، وكذا المركز الوطني الإسباني للبحث في تطور الإنسان، بالتنسيق مع باحثين من جامعة "غريفيث" في أستراليا ومعهد الباليوايكولوجيا الإنسانية والتطور الاجتماعي الإسباني، والمتحف الوطني الإسباني للعلوم الطبيعية وجامعتي سطيف "2" والجزائر "2"، بالإضافة إلى المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي.

تتمثل الأدوات الحجرية المكتشفة، في حصى مهيأة وكرويات ونويات ومكاشط وشظايا ذات حواف حادة، استعملت في تقطيع الكتل الحيوانية بغرض استهلاكها، حيث أنها تشبه الأدوات الحجرية المكتشفة بموقع "قونا" الإثيوبي، في حين أن البقايا العظمية المستحاثة للحيوانات التي وجدت بجانب المجموعة الحجرية، تعود لحيوانات منقرضة بالمنطقة، كالفيلة وفرس النهر ووحيد القرن والزرافات.

يقول محمد سحنوني، إن هذه الحفرية "تدل على أن أول تواجد للإنسان في شمال إفريقيا أقدم بكثير مما كان معتقدا سابقا"، مؤكدا في هذا السياق، أن التواجد البشري بعين بوشريط "يعاصر تقريبا التواجد البشري في شرق إفريقيا" (أثيوبيا)، الذي يعتبر الأقدم في العالم، مضيفا أن هذه النتائج تؤكد أيضا "فرضية وجود أصول متعددة لبداية الحضارة الإنسانية، تشمل شمال إفريقيا وشرقها معا"، وفقا للأثري.

أشار سحنوني إلى أن هذا البحث الذي انطلق في "تسعينيات القرن الماضي"، شارك في إنجازه 12 باحثا جزائريا وأجنبيا من مختلف التخصّصات العلمية، من آثار وجيولوجيا وأنثروبولوجيا وغيرها، مضيفا أنه "سيفتح نوافذ أخرى لاكتشافات جديدة مستقبلا".

تم من جهة أخرى، الإعلان عن هذا الكشف العلمي بالمجلة العلمية الأمريكية المرموقة "ساينس"، من طرف لجنتها العلمية الدولية التي تنشر أسبوعيا، مقالات علمية عن أهم الاكتشافات في العالم وفي جميع المجالات.

عرف ختام الندوة تكريم الباحثين الأثريين -المشاركين في إنجاز هذا الكشف الأثري- من طرف كل من وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، بحضور محمد علي بوغازي مستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وسفير إسبانيا بالجزائر.