الموثقة فاطمة الزهراء عريشي (موثقة):
التفكير الإيجابي يجعلنا نتقدّم

- 1819

فاطمة الزهراء عريشي، موثقة سجلت اسمها من ذهب في سجل بلد اسمه الجزائر، ولجت عالم القانون منذ 2006، أبدعت في منبر الاحترافية ومارست نشاطها رفقة باقي الموثقين الذين لا يعدون من الرجال، أثبتت مكانتها بفضل نضالها وجدارتها بقوة، معتبرة مهنتها رسالة سخرها الله لإثبات وجودها من خلالها. في هذه الأسطر كان لنا حوار مع الموثقة عريشي التي أوضحت مدى افتخارها واعتزازها كونها امرأة جزائرية، استلمت مشعل النضال من نساء ثورتنا المجيدة التي يشهد لهن التاريخ بذلك.
❊ هل تجدين صعوبات في مهنة القانون؟
— إرضاء الناس غاية لا تدرك، بطبيعة الحال لقد واجهت ولا أزال أواجه عراقيل وبعض المشاكل في حياتي المهنية، فمشاركتي الرجل في مهنة قانونية ليس بالأمر الهيّن، فلقد تلقيت بعض التهديدات من قبل الزبائن، كان ممكن تفاديها لو كنت رجلا، كل تلك النظرات للمرأة العاملة هي نتيجة لاتجاهات المجتمع الذي نعيش فيه وهناك اختلاف في وجهات النظر الاجتماعية بالنسبة لدور المرأة وعملها، فالبعض يتقبل فكرة أن للمرأة كذلك طموح النجاح وتحقيق الذات في العمل، وآخرون يظنون أن خروج المرأة للعمل يعني التخلي عن الدور المنوط بها وهو التربية وإنشاء أسرة والمحافظة عليها، ما يجعل الرجال في بعض الأحيان لا يتقبلون تلك الأفكار الدخيلة عليهم ويرفضون المرأة العاملة لتكون ردود أفعالهم مختلفة بين النظرة الدونية وبين الأفعال العنيفة.
بطبيعة الحال نعم، فبين أهداف شخصية واستقلالية مالية، ورغبة في الإبداع، لكل امرأة هدف تنوي تحقيقه من خلال الخروج إلى العمل، تحمل معها العديد من الأسئلة، تخوفات، طموحات، تدور ببال المرأة عند دخولها المعترك المهني، فبعض النسوة تجد طموحهن أكبر بكثير من عراقيل الحياة، الأمر الذي يجعلهن قادرات على خلق التميز، البروز في مهنة وسط عالم مهني مليء بالرجال، وأرى أن الكفاءة المهنية هي التي تحدد التميز وليس الجنس، رجل أو امرأة، فيما إذا أسندت المسؤولية للمرأة فهي قادرة على التحلي بالقوة، والإيمان أن تلك المسؤولية أمانة ألقيت على عاتقها، لتصونها وتحاول إثبات أنها في مقام تلك المسؤولية، كما لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض المهن مخصصة للرجال ولا يمكن للمرأة أن تتولاها لحساسيتها أو لتطلبها جهدا عضليا أو غير ذلك..
❊ هل هناك عراقيل تجعلك تتخوفين من العمل في مجال القانون، وتفكرين في التخلي عن التميّز؟
— نعم هناك عراقيل، لكن ذلك لا يجعلني أتخلى عن مهامي كموثقة، ومبدئي هو الشفافية في العمل وتبادل الاحترام مع الزبائن والزملاء، فذلك أساس النجاح، فإذا أوضحت الرؤية وسطرت الهدف ووضعت إيماني بالله نصب عيني، أكيد أنني سأنجح بفضله وأثق في نفسي، كل ذلك يدفعني إلى الأمام، رغم فشلي في مراحل إلا أنني أشدد عزيمتي لمرحلة أخرى، وأواصل مشواري، فالتفكير الايجابي هو الذي يجعلنا نتقدم، فعند التفاؤل بالخير نجد الخير، والعكس صحيح، ما إذا جعلنا تلك الأفكار السلبية تعشش في تفكيرنا وبتلك المشاكل البسيطة نتخوّف من التقدّم، ومن الفشل دون المحاولة، فلابد من برمجة النفس للنجاح.
❊ وكيف تتخطين نظرة الآخر؟
— سبق أن استقبلت بعض الزبائن الذين لم يخفون نظرتهم الدونية كوني امرأة عاملة في مجال خصصوه في نظرهم للرجل، حيث أقدم البعض على قول إن المرأة مكانها البيت فقط، أنا لا أجادل تلك الفئة، وأقول حقيقة نعم المرأة هي الأسرة، والزوجة والأم والأخت، لكن ذلك لا يجعلها تتخلى عن مهامها الأسرية إذا خرجت للعمل، فالحكمة هي المحافظة على الأسرة دون التخلي عن العمل الذي تحبه المرأة، والسر يكمن في العمل بجهد للتوفيق والتنسيق بين العالمين.. وحتى يعطى لكل طرف حقه، والمسألة هي مسألة نظام فقط، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فلابد من ترتيب الحياة حسب الأولويات، وحتى بين الأولويات لابد من تحديد أولويات الأولويات..