التخزين في البيت.. الحلقة الضائعة في حفظ الأغذية

التخزين في البيت.. الحلقة الضائعة في حفظ الأغذية
  • القراءات: 1010
 أحلام محي الدين       أحلام محي الدين

تختلف الأعباء الملقاة على عاتق ربة البيت بين مشاغل الحياة وحفظ صحة أفراد عائلتها التي تُعتبر أمرا أساسيا، وينال المطبخ حصة الأسد في حفظ هذا الشرط، ففيه  تحضَّر، ومنه تنطلق الأغذية نحو المعدة التي تُعتبر دار الداء والدواء. ولأن عملية تحضير الطعام وتخزينه في الثلاجة أو البراد لديها شروط عديدة لا بد من استيفائها حتى يظل الطعام نظيفا ومحافظا على خصائصه، تجهل الكثير من السيدات طرق التخزين السليمة، بحيث يلجأن إلى التخزين العشوائي، كما تغفل الكثيرات اتباع القواعد الأساسية في تنظيف الخضر أو غسل أكياس الحليب قبل وضعها في الثلاجة، هي أسئلة طرحناها على سيدات من مختلف الفئات الاجتماعية، فتباينت ردودهن بين وعي مريح وجهل صادم.

الكل يتفنّن في التخزين... لكن؟

أجمعت الكثير من السيدات اللائي تحدثن إلى «المساء»، على أن عملية غسل الخضر وتجفيفها ثم وضعها في صندوق الثلاجة أمر بديهي، فمن جهة، تضمن نزع الأتربة   عنها وبقاءها صافية وشهية المنظر، وأيضا استعمالها عند الحاجة، في حين أشارت أخريات إلى أنهن يفضلن تركها في أكياسها بالثلاجة حتى تظل طازجة. تقول السيدة سمية (ربة بيت 40 سنة): «لقد تعلمت من والدتي الطرق المختلفة لتخزين الخضر والفواكه في الثلاجة التي أحرص على تنظيفها أسبوعيا، حيث أقوم بغسل رفوفها وأدراجها بالماء والصابون. كما أقوم بتجفيفها حتى لا تحتفظ بالرطوبة. وأغسل الخضر والفواكه جيدا قبل وضعها بالثلاجة؛ حرصا على صحة أبنائي، فمنهم واحد يحب تناول الخضر النيئة بعد إخراجها من الثلاجة مباشرة،  لهذا أضعها في أكياس شفافة، تسهل عليّ عملية تخزينها وإخراجها عند الحاجة». 

أما نورة (طالبة 24 سنة) فقالت إنها اعتادت على المشاركة في أعمال البيت وتخزين المواد الغذائية؛ سواء الجافة منها أو المطهية التي تضعها في علب، مضيفة أنه غالبا ما تبقى كمية من الطعام بعد الغداء أو العشاء، لهذا تحرص على جمعها في علب بلاستيكية وهي دافئة، لتضعها مباشرة في الثلاجة. سألناها إن كانت تنتظر قرابة ساعتين حتى تأخد حرارة المكان، فردت «لا»، مشيرة إلى أنها تخزّنها في علب بلاستيكية».

شد انتباه «المساء» خلال الحديث إلى سيدات من مختلف الأعمار، أنهن يخزّن كل شيء، إلا أنهن يجهلن الكثير عن شروط تخزين الأغذية سواء الطازجة أو المطبوخة والخضر والفواكه واللحوم والأسماك والأجبان، فهناك من تخرج اللحم من المجمد لتأخد حاجتها منه بعد وضعه في الماء الدافئ، ثم تعيده إلى المجمد مرة أخرى، فتعلق به الجراثيم التي ستلوث الجسم في الاستعمال القادم. كما تلجأ الكثيرات إلى وضع الخبز في المجمد للاستهلاك عند الحاجة، وهو ما يشكل خطرا على الصحة. وتعمد بعض السيدات إلى تغطية الأطعمة بورق الكارتون، فتحجب عنها الهواء كليا؛ مما يعجّل فسادها رغم وضعها في الثلاجة. ومن السيدات من تكدّس العلب البلاستيكية والكارتونية فوق بعضها البعض إلى درجة لا تصلها فيها البرودة. ومن الأمهات من تحتفظ بعصيدة الرضيع بعد أن يترك القليل منها أو الكل، لتقدمها له في وقت آخر، وهو تصرف خاطئ، حسبما أشار إليه المختصون.  

الطرق السليمة للتخزين  

للتأكد من صلاحية ما يتم تعليبه وتخزينه لا بد من احترام جملة من الشروط، أولها الحفاظ الدائم على نظافة الثلاجة أو المجمد، إذ يجب تطهيرهما بانتظام مرتين في الشهر على الأقل، من خلال شطفها من الداخل بعصير الليمون الممزوج بالماء لإزالة الروائح والبكتيريا، أو بغسلهما بمادة بكربونات الصوديوم المذوّبة في نصف لتر من الماء.. مع مسح الهيكل الخارجي بمادة تنظيف ناعمة وقطعة قماش مبللة أو إسفنجة لإزالة الغبار عن الشبكة الخلفية من الجهاز لتسهيل إخراج الحرارة مرة واحدة في السنة. 

وللتخزين السليم يجب اتباع عدد من القواعد التي أشار إليها عدد من المختصين، على غرار أن ما دخل الأول يُستعمل الأول، وأن لا تخرج المنتوجات الطازجة والباردة كالمثلجات أو المرطبات سوى في آخر لحظة، إضافة إلى التنبيه عن ضرورة وضع ما تبقّى من طعام الوجبات المعبأة بشكل جيد والمحفوظة بشكل منفصل داخل الثلاجة ولا يُحتفظ بها أكثر من 24 ساعة، مع توضيب الأغذية المطهية منفصلة عن النيئة، وعدم إعادة أي منتوج بعد إذابته أبدا. وفي حالة التجميد المنزلي يستوجب تسجيل تاريخ وطبيعة المحتوى على «كيس التجميد التقليدي الذي يُحفظ لمدة أقصاها ستة أشهر».

الجدير بالذكر أن الأغذية التي يجب استهلاكها أو تبريدها أو تجميدها بعد الساعتين التاليتين من التحضير، يتقلص هذا الأجل إلى ساعة واحدة خلال فصل الصيف؛ فبعد هذه الفترة تتكاثر البكتيريا، مما يجعل الأغذية غير صالحة للاستهلاك. وفي هذه الحالة يجب رميها ولا يُحتفظ أبدا ببقايا طعام الرضيع، ناهيك عن ضرورة نزع الأغلفة الورقية أو المصنوعة من الكرتون كالموجودة على الفواكه، فهي تمنع الهواء البارد من الوصول إلى المادة، وبالتالي تقلّل من إمكانية حفظها طازجة، وعدم وضع الوجبة وهي ساخنة في الثلاجة، فذلك يضر بالطعام أوّلا، وبالثلاجة نفسها ثانيا. أما الأطعمة المطبوخة فيُنصح بوضعها في أوان من البلاستيك أو الزجاج.