فيما أعدت البويرة برنامجا خاصا بالصيف

التحويلات الكبرى خففت الندرة

التحويلات الكبرى خففت  الندرة
  • القراءات: 4696
 ف.الزهراء.ع ف.الزهراء.ع

بات التزود بمياه الشرب أحد أبرز انشغالات سكان ولاية البويرة، خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من توفرها على ثلاثة سدود كبرى، تضمن التموين بالمياه الشروب لفائدة سكان 40 بلدية بالولاية، لا تزال تعاني من تفاقم أزمة العطش التي تعرفها أغلب مناطقها، طوال أيام السنة، بسبب اهتراء وقدم الشبكة، التي تحتاج إلى التجديد، وهي الوضعية التي كانت وراء جملة من الإجراءات تحسبا لصائفة 2018 قصد التكفل بـ 14 بلدية تعاني صعوبة في التزود بالمياه، منها 8 بلديات معنية بالتحويلات الكبرى لمياه السدود، في الوقت الذي تتعالى النداءات بضرورة تجديد شبكات المياه المهترئة والمصنوعة من مادة الأميونت عبر أغلب البلديات ومطالب أخرى بحماية الينابيع من التلوث.

كشف آخر تقرير للجنة الري بالمجلس الشعبي الولائي، عن تسجيل أكثر من 1500 موقع تسرب لمياه الشرب خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، بسبب قدم قنوات المياه المصنوعة من مادة الأميونت التي تحتاج للتجديد لإنهاء مشكل التسربات، الذي يقف وراء تذبذب تزويد أغلب البلديات بالمياه، وهو ما تعيشه بلديات الأخضرية، قرومة، أمشدالة، آث منصور، الشرفة، أحنيف، أغبالو، بشلول، الصحاريج، أولاد راشد، عين بسام، الهاشمية، أحياء البويرة، عين الترك وآيت لعزيز، فيما تنتظر أخرى تنظيم توزيع المياه بها كبلديات عمر، قرية أولاد علي بواد البويرة، ديرة والمعمورة، وهو المشكل الذي اشتكت منه وحدة مؤسسة «الجزائرية للمياه» بالولاية، كما بات مشكل تأخر عمليات تجديد الشبكات وراء تأخر تنصيب عدادات المياه، التي تفتقر إليها عديد البلديات والقرى، مما نتج عنه تذبذب في التزود بهذه المادة الحيوية، مع العلم أن أغلب الشبكات تعود إلى سنوات الثمانينات مصنوعة من مادة الأميونت المهددة لصحة المستهلكين.

ضعف سعة الخزانات يحرم عدة مناطق

باتت العديد من الخزانات بولاية البويرة، خلال السنوات الأخيرة، عاجزة عن تلبية طلبات العديد من مناطق الولاية، في ظل تزايد كثافتها السكانية، مما حال دون قدرة هذه الأخيرة على سد حاجيات التوسع العمراني لسكان العديد من الأحياء، كما هو الحال بالنسبة لمدينة البويرة وسور الغزلان اللتين تشكو أغلب أحيائهما أزمة عطش دائمة وتنتظر تكفلا عاجلا، ناهيك عن قلة منسوب مياه الآبار والينابيع والأنقاب المائية عبر مناطق أخرى، منها بلديات الجهة الشرقية مثل تاغزوت، حيزر، آث منصور، شرفة، إلى جانب الزبربر، بوكرام، قرومة وآث لعزيز، من أصل 8 بلديات مربوطة ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود، ومعنية بالبرنامج الاستعجالي لصائفة هذه السنة، في وقت قل فيه منسوب مياه الآبار والينابيع، مع العلم أن الولاية تتوفر على 178 خزانا مائيا و110 منابع يضمن تموينا يوميا بقدرة تفوق 63190 مترا مكعبا في اليوم، وهي الوضعية التي تحتاج إلى تدخل عاجل يدعم هذه المناطق بالمياه من خلال جملة من الإجراءات، التي تقف على سير الأشغال عبر الخزانات ودفع المتوقفة منها خاصة عبر البلديات التي تشتد بها أزمة المياه، كالشرفة، أغبالو، الصحاريج، أمشدالة، قرومة، بوكرام وبلدية حيزر التي تنتظر انتهاء أشغال مشروع ربطها بالمياه التي تعود إلى سنة 2014.

 

مناطق لا تزورها المياه إلا نادرا

تعيش عدة بلديات بولاية البويرة أزمة مياه على طول أيام السنة، والتي لا تزور المياه حنفياتها إلا نادرا، وهو ما تعيشه بلدية تاغزوت، التي لا تزود بالمياه إلا مرة واحدة في الأسبوع، ويمتد الانقطاع أحيانا إلى 20 يوما، خاصة في فصل الصيف، وهو ما تعاني منه العائلات القاطنة بقرى كل من ذراع الخميس، إغيل أمنشار، ثالة إغلال، كاف أوعرقوب، إنسمان ومعظي، وهي القرى التي تحتاج إلى تحويل مياه الآبار التي كانت تزود مدينة البويرة سابقا للتقليل من أزمة العطش، بالإضافة إلى أزيد من 4000 نسمة بقرية إغن أوبلغوم، إحرقان، وبومنازل ببلدية أهل القصر وبلدية أهل القصر، أولاد راشد، الأصنام، قرى السلامات، بني مسلم، ذراع بورفيع ومناطق أخرى بعين العلوي، بسبب تأخر استلام الخزان لتحفظ المصالح التقنية المختصة، وكذا بلدية سوق الخميس، التي تنعدم بها المياه الجوفية وقرى المقراني، قرى الخبوزية، قرى الهاشمية، فيما يبقى مشكل تركيب العدادات عائقا آخر، يحول دون وصول المياه إلى سكان قرى واد البردي، المعمورة التي تعاني قراها من مشكل التزود، بمعدل مرة كل أسبوع شتاء، ومرة كل شهر صيفا، ديرة، تاقديت وكذا أحياء مدينة البويرة التي تشكو قدم الشبكة منها سعيد عبيدن، أولاد بوشية، أولاد بليل، ذراع الخميس، واضية ومنطقة قصوري، فيما تتزود عين الترك وقراها مرة كل 3 أيام بالصهاريج.

بلديات قاربت نسبة الربط بها 90 بالمائة

كان الحظ حليف عدة بلديات بالولاية بعد تجاوز نسبة الربط بها، كما هو الحال بالنسبة لبلدية عمر التي بلغت 95 بالمائة، الزبربر بنسبة 90 بالمائة، أولاد راشد، الأصنام، 100بالمائة بالنسبة للحاكمية، المقراني مركز وواد البردي، 90 بالمائة بالنسبة لسور الغزلان والحجرة الزرقاء، و80 بالمائة بالنسبة لبلدية المعمورة، غير أن أزمة المياه لا تزال مطروحة بها، والتي تشتد خلال الصائفة وتدعو إلى التدخل بها للتقليل من الأزمة.

مساعي لتهيئة عنصر أبركان وتقنين تسييره

يضمن منبع أبركان ببلدية أغبالو تزويد 6 بلديات بدائرة أمشدالة بالماء الشروب بنسبة تدفق تفوق 100 لتر في الثانية وترتفع إلى 300 لتر في الثانية في فصل الشتاء، غير أن منسوبه بدأ يقل خلال السنوات الأخيرة، مما استلزم إطلاق مشروع إنجاز محطة للضخ لحل المشكل لفائدة أزيد من 1200 عائلة تقطن ببلدية أغبالو، فيما تضيع 65 بالمائة من مياه العنصر بواد البارد والتي لا يستغل منها سوى 35 بالمائة لفائدة سكان بلديتي أمشدالة والصحاريج، وقد دعت الوزارة الوصية لاسترجاع «الجزائرية للمياه» تسييره كون مياهه تستغل بطريقة فوضوية وبدون عدادات ولا حنفيات، ليضاف إلى 3 بلديات أخرى، ينتظر أن تسترجع تسييرها خلال هذه السنة، وهي الحجرة الزرقاء، بوكرام وريدان، على أن تسترجع أغبالو والصحاريج مطلع 2019 بعد تجديد وتهيئة الشبكة.

مشاريع وإجراءات للتصدي لصائفة 2018

كشفت مصالح الري بولاية البويرة أن 14 بلدية تعاني صعوبة في التزود بالمياه، منها 8 بلديات مربوطة ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود، إذ يتعلق الأمر بآيت لعزيز، معالة، قرومة، الزبربر، واد البردي، بودربالة، آث منصور وشرفة، التي تنتظر أن يشملها برنامج مواجهة الصائفة، الذي يضم استلام مشروع ربط بلديات ريدان، الذي كان قد حدد استلامه نهاية أفريل، في الوقت الذي لم تتجاوز نسبة أشغاله 85 بالمائة، وكذا ربط الحجرة الزرقاء، وهو المشروع الذي بلغ نسبة 70 بالمائة على أن يستلم نهاية شهر ماي الجاري، ربط بلدية حيزر والذي تأخر استلامه مرة أخرى، فيما بلغت نسبة الأشغال به 85 بالمائة، إلى جانب ربط عين الترك، الذي بلغت نسبته 95 بالمائة وتزويد 6000 نسمة ببوكرام، الذي بلغت نسبته 95 بالمائة، فيما مست المشاريع التوسيعية 1600 نسمة بآيت لعزيز، على أن يستلم المشروع في ديسمبر القادم، بالإضافة إلى 25 ألف نسمة ببلديات معالة، قرومة والزبربر، و2000 عائلة ببودربالة، 11000 عائلة بآث منصور، 1700 عائلة بشرفة، والتي تنتظر الاستلام في سبتمبر القادم، إلى جانب 1200 عائلة بواد البردي، في انتظار ربط الخزان بالمنطقة الصناعية سيدي خالد، هذه الأخيرة التي استفادت من مشروع لتقوية تزويدها ضمن برنامج 2018، إلى جانب دعم عدة خزانات عبر بلديات شرفة، أهل القصر، أحنيف، تاغزوت، آيت لعزيز والجباحية، مع إعادة الاعتبار لشبكات المياه لكل من دوائر سور الغزلان، أمشدالة والأخضرية، بالإضافة إلى استلام عدة مشاريع قبل أسابيع منها زيراوة، أولاد لعلام، بني معاند بقاديرية وبولرباح واللاحقية بجباحية.

8 بلديات تستفيد من التحويلات و11 خزانا جديدا

عرفت سنة 2017 استفادة 8 بلديات من الربط بشبكة المياه الشروب، وإنهاء معاناة سكانها وأزمة المياه التي اشتدت خلال السنوات الأخيرة، فيما استفادت 6 بلديات أخرى بجنوب وشرق الولاية من إنجاز خزانات للمياه، بمجموع 11 خزانا بسعة إجمالية فاقت 5500 متر مكعب.

وأكد مدير الري أن سنة 2017 عرفت دخول جميع المشاريع المبرمجة في مجال الربط بشبكة المياه حيز الخدمة، والتي شملت تزويد 8 بلديات بشبكة مياه الشرب، ضمن التحويلات الكبرى لمياه السدود، ويتعلق الأمر بكل من الحاكمية، ديرة، المعمورة والدشمية التابعة لسور الغزلان والواقعة بأقصى جنوب البويرة، إلى جانب قرية أولاد الحاج علي ببلدية الهاشمية، بالإضافة إلى بلديات معالة، قرومة والزبربر التابعة لدائرة الأخضرية، شمال غرب البويرة، إلى جانب المشروع الضخم لتحويل ربط مدينة البويرة من سد كدية أسردون، بعدما كانت تستفيد من مياه سد تلسديت الذي ستوجه مياهه لدعم البلديات الشرقية التي تشكو تذبذبا في التزود بالمياه على طول أيام السنة.

كما عرفت سنة 2017 استلام 11 خزانا للمياه عبر 6 بلديات جنوب وشرق الولاية، لدعم تزويد هذه البلديات بالمياه، التي يقل منسوبها خلال فصل الصيف، وارتفعت مؤخرا طاقة استهلاكها بسبب تزايد عدد سكانها، حيث استفادت بلدية الهاشمية من 3 خزانات بطاقة إجمالية بلغت 2500 متر مكعب.

كما استفادت بلدية أولاد راشد من إنجاز خزانين بسعة 1000 متر مكعب، فيما دخلت حيز الخدمة 3 خزانات ببلدية أمشدالة بسعة 500 متر مكعب لكل خزان، واستلمت بلديات الروراوة، القلتة الزرقاء وأغبالو خزانات بسعة 500 متر مكعب لدعم تزويدها بالمياه الشروب لمواجهة للصائفة القادمة.

 

ف.الزهراء.ع