الإذاعات المحلية تتجنّد لمتابعة التطوّرات

التحسيس، استقبال النداءات وتقارير دون انقطاع

التحسيس، استقبال النداءات وتقارير دون انقطاع
  • القراءات: 964
مريم. ن مريم. ن

واكبت الإذاعات المحلية، المنتشرة عبر الولايات، الأحوال الجوية السائدة وما ترتّب عنها من مخلّفات عانى منها المواطن، خاصة فيما تعلّق بالعزلة وانقطاع الطرقات، وكذا انقطاعات الكهرباء والماء وتعطّل وصول المؤونة وأيضا التدفئة التي باتت هاجسا مرتبطا بقارورات الغاز. «المساء» اتصلت ببعض هذه الإذاعات التي أعطت تفاصيل عن برامجها ونشراتها المخصّصة لمرافقة هذه الظروف الجوية ومساهمتها الفعالة في حلّ بعض العراقيل ناهيك عن كونها همزة وصل بين مختلف المصالح.

إذاعة سطيف: تفعيل  مخطّط الكوارث

في هذا الصدد، أشار مدير إذاعة سطيف، السيد حمّاس، في حديثه لـ«المساء» إلى أنّ الجميع كان في الموعد وجنّد كلّ الطاقم الإذاعي لتغطية هذه الظروف الجوية الاستثنائية، وهنا ذكر المتحدّث أنّ هناك مخطّطا خاصا تعدّه المديرية العامة للإذاعة الوطنية يخصّ الكوارث والأوبئة والزلازل والتقلّبات الجوية وبعض الظروف الاجتماعية ويتم تفعيله في وقته المناسب.

وأكد أنّ التنسيق يتم أيضا من خلال الاتّصال المباشر مع تنسيقية الإذاعات المحلية، وهنا ذكر أنّ المخطط تمّ تفعيله عشية تهاطل الثلوج، وانطلق بنشرية خاصة تمّ توزيعها على فرق العمل المكوّنة من 10 صحفيين و9 منشطين و6 تقنيين وبالتالي كان الجميع جاهزين.

وأشار محدّث «المساء» إلى أنّ البرامج الإذاعية المندرجة ضمن هذا المخطّط تتماشى مع الظروف، خاصة وأنّ سطيف من أكثر الولايات التي تشهد تهاطلا للثلوج، تنطلق في حدود الساعة الـ6 و45 دقيقة وتمتد فقراتها إلى الثامنة مساء، وأحيانا يتمّ تمديد ساعات البث (بعد طلب الموافقة) لتصل مثلا إلى منتصف الليل أو إلى 24 ساعة.

من جهة أخرى، أشار السيد حمّاس إلى التنسيق والتواصل مع كلّ الشركاء، من ذلك لجنة المتابعة التي نصبها ويرأسها السيد والي سطيف، وهناك تنسيق مع رؤساء البلديات، خاصة بالمناطق المتضرّرة والتي يقع أغلبها بشمال الولاية مع الحدود مع جيجل مثلا ومع ميلة وبجاية وبرج بوعريريج، ومع امتداد الثلوج إلى مناطق الجنوب تتم أيضا المتابعة على الحدود مع باتنة والمسيلة ويتم تعزيز الاتصال الدائم.

تنظم إذاعة سطيف أيضا حسبما أدلى به السيد حمّاس، بلاتوهات مفتوحة، يتم فيها استضافة مختصين ومسؤولين محليين ومدراء من الحماية المدنية والأشغال العمومية ومن الأمن الوطني والدرك، وفيها أيضا يتم استقبال نداءات المواطنين لطلب التدخّل أو لفتح الطرقات أو لتصليح الأعطاب وانقطاع الكهرباء أو الغاز أو المؤونة، وهنا ذكر أنّ التنسيق يجري مثلا مع الدرك الوطني والمجموعة الإقليمية لتلبية النداءات أو لتقديم توجيهات لأصحاب الشاحنات والنقل للتوقّف عن السير في المناطق المهددة بالانزلاق أو المقطوعة.

قامت إذاعة سطيف أيضا بمرافقة قافلة تضامنية إلى الشمال الشرقي لولاية سطيف عبر مناطق أولاد حليمة بدائرة بابور، وهي من المناطق المعزولة التي عانت من الإرهاب والفقر، وبالتالي تمّ توزيع ألفي وجبة ساخنة وأغطية وتنقل فريق طبي كامل لتقديم الخدمة الصحية، ونظّمت قافلة تضامنية ثانية يوم الاثنين تنقلت إلى دائرة بوعنداس بأقصى الشمال مع الحدود مع بجاية، وستنظم هذا الخميس قافلة أخرى بمبادرة من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف تتجه إلى ذراع قبيلة بدائرة حمام قرقور وبمرافقة الصحفيين ككلّ مرة، وستقدّم المؤونة ومختلف المساعدات، علما أنّ المنطقة تتميّز بتضاريسها الجبلية الوعرة ويصل فيها مستوى الثلج إلى 2 متر .

وأضاف المتحدّث أنّ بالإذاعة تغطية إعلامية شاملة على رأس كلّ ساعة، ويتم التركيز في كلّ مرة على حالة الطرقات علما أنّ الدرك يجد أحيانا صعوبة في فتح بعض الطرقات نتيجة اختفاء معالمها التي تردم تحت الثلج الكثيف، كما أنه يساهم في فتح بعض أسلاك الطريق السيّار، وأكّد أيضا أنّ الإذاعة ترافق أيضا الجيش في مهامه خلال هذه الفترة لتقديم يد العون للمواطن عبر المناطق النائية وفي الأغوار.وظلّ المتحدث السيد حمّاس مدير إذاعة سطيف، يؤكّد أنّها بقيت همزة وصل مع كل الشركاء لمتابعة كل صغيرة وكبيرة، إضافة إلى التنسيق مع الزملاء العاملين في إذاعات الولايات المجاورة منها إذاعتي برج بوعريريج والمسيلة.

إذاعة البويرة: المهمة  الأولى فك العزلة 

أشارت السيدة فاطمة الزهراء سرور رئيسة تحرير بإذاعة البويرة إلى أنّ المحطة التزمت خلال هذه التقلّبات الجوية بتقديم نشرات جوية خاصة، وكذا متابعة أحوال الطرقات والتبليغ عن الطرق المقطوعة منها 3 طرق وطنية تغلق مع كلّ شتاء بسبب رداءة الأحوال الجوية، إضافة إلى الطرقات الرابطة بين البويرة وتيزي وزو، وتقول السيدة سرور «عند استقبال نداءات المواطنين نتّصل بمديريات الأمن الوطني والحماية المدنية للتبليغ عن الطرقات المقطوعة، ويتم التنسيق مع خلية الأزمة التي تتكفّل بالتدخّل، ونحن نتّصل مثلا بنفطال في حال وصلتنا نداءات خاصة بتوفير قارورات البوتان أو بمديرية الصحة أو الأمن لإنقاذ العالقين في الثلوج، ويتمّ التكفّل بالمواطنين العابرين للولاية، ولا يجدون مأوى بتوجيههم للمدارس ومراكز التكوين المهني للإقامة فيها، علما أن هؤلاء هم من يتصلوا بنا ليحصلوا على المساعدة».

وأكّدت المتحدثة أنّ الإذاعة في مثل هذه الظروف تبقى فضاء مفتوحا، وأداة ربط بين المواطنين ومختلف المصالح، ويتم بث الحصص الخاصة من 9 إلى 10 صباحا ومن 4 إلى 5 مساء للإبلاغ عن الجديد إضافة إلى النشرات الإخبارية والمواجيز التي تقدّم جديد العروض والحصيلة الخاصة بفتح الطرقات أو بغلقها.

للإذاعة شبكة مراسلين وصحفيين الذين يخرجون إلى المناطق المتضررة منها مثلا قرى بلدية تحاريج شرق الولاية ومنطقة مزارير المتضررة من انقطاع المؤونة، والأخضرية خاصة بمنطقة الزبربر وقرومة ومرتفعات آيت العزيز ومنطقة ديرة المعروفة بكثافة ثلوجها، والتي سجلت فيها الحماية المدنية 4 ضحايا لغاز الكربون وبالتالي تقوم الإذاعة بحملات تحسيسية من خطر الغاز.

إذاعة البيض: استهداف المناطق المعزولة والبدو الرحل

في نفس الشأن، أكّد السيد سليمان مولاي رئيس تحرير بإذاعة البيض أنّ المحطة تعاملت من منطلق مخطّط الكوارث وانطلقت من خلال التوقّف عند أحوال الطقس الخاصة بالثلوج والرياح والعواصف الرملية وغيرها، والتي تشهدها الولاية في فصل الشتاء، وتدخل الحصص الخاصة بهذه الظروف ضمن الشبكة البرامجية، فيتم العمل مع مصالح الأرصاد الجوية، لتقديم النشرات الخاصة المتابعة لفترات التحسن أو استمرار الاضطراب، كما يتم أيضا تقديم تقارير عن وضعية الطرقات تعرض في النشرات الإخبارية، وكذا في حصص خاصة وفي بلاتوهات مفتوحة على الأثير تتلقى مكالمات المواطنين، وهنا أشار المتحدّث إلى أنّ العمل يتم بالمناوبة ويضمّ صحفيين ومنشطين وسائقين كما يتم إرسال التغطيات إلى الإذاعة المركزية بالعاصمة لتعرض في النشرات الإخبارية إضافة إلى النشرة الجهوية التي تعرض على الخامسة مساء.

تقدّم إذاعة البيض يوميا مخلّفات الوضعية الجوية من طرقات وتموين وأحوال البدو الرحل، الذين يعانون العزلة التامة، كذلك الحال مع التجمّعات السكنية البعيدة، التي ينقطع عنها الماء والغاز خاصة بالمناطق الشمالية للولاية، والذين يتّصلون بالإذاعة لتقديم نداءاتهم خاصة عند قطع الطرقات أو عندما يعلق بعضهم في الثلوج، وهنا تتدخّل الإذاعة لتبليغ المعنيين على المباشر ويتواصل العمل حتى أيام الجمعة والسبت ويخرج الصحفيون إلى هذه المناطق لإجراء تحقيقات وتغطيات حية من عين المكان.

إلى جانب التغطية الآنية تتكفّل محطة البيض بالجانب التحسيسي من خلال التوعية وتقديم الإرشادات الضرورية وكذا إعلام المواطن بالمساهمة التي تقدّمها الدولة للتكفّل بالأوضاع.

إذاعة جيجل: المساهمة  في إنقاذ أرواح المواطنين 

أشار إلياس العياشي، مسؤول قسم الصحفيين بإذاعة جيجل، إلى أنّ بلاتو المحطة يظلّ مفتوحا في مثل هذه الظروف، يرصد حالة المواطنين بالمناطق الجبلية التي تعرف بها الولاية، وهي ذات تضاريس صعبة منها مثلا بلديات الشحمة وسلمى، كما تعاونت الإذاعة مع الحماية المدنية وتمّ إنقاذ شخصين بتاكسانة والميلية من خطر الاختناق بالغاز.وتعمل الإذاعة أيضا حسب المتحدّث بشكل يومي مع مختلف المصالح منها الأشغال العمومية والأسلاك الأمنية والسلطات الولائية لتقديم الخدمة والإعانات في المناطق النائية التي يتّصل سكانها باستمرار للحصول على المساعدات منها فتح الطرقات، ومن ذلك سكان منطقة محيلة على الحدود مع ولاية سطيف، وهنا ذكر السيد العياشي أنّ النداءات بالإذاعة تبثّ حتى الثانية بعد منتصف الليل علما أن البرامج يوقعها 9 صحفيين و5 مذيعين.