الفضاء الأزرق وحفظ الذاكرة

التحريف العمدي للوثيقة الناطقة .. أكبر خطر

التحريف العمدي للوثيقة  الناطقة .. أكبر خطر
  • القراءات: 1060
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يرى الدكتور لحسن زغيدي المختص في التاريخ، أن "الفايسبوك" قناة تواصل إيجابية في الشق المتعلق بحفظ التاريخ والذاكرة الوطنية، واصفا إياه بخزان المعلومات الذي يقدم الكثير وفي كل الأوقات، موضحا حيال سؤال متعلق بحملة "باش ما ننساش" التي يقودها إعلاميون وشباب غيورون على الوطن، خلال الذكرى 61 للثورة المجيدة، أنها كانت حملة في المستوى المطلوب.

يقول الدكتور زغيدي لـ"المساء": "إن التكنولوجيا وجدت لخدمة الإنسان، وهي تحمل وجهان؛ وجه إيجابي متعدد النفعات وآخر سلبي يحمل نفس الطرح أيضا، فبالنسبة للجانب الإيجابي في التكنولوجيا، فإن "الفايسبوك" يعتبر خزانا أو رافد مهما بالنسبة لتحميل الجوانب المتعددة المتعلقة بالذاكرة، والتي نراها من خلال ما يعرضه من أفلام وثائقية؛ صور، محاضرات، ندوات تاريخية واستجوابات لشخصيات مختلفة فاعلة في المجال وذات وزن، وأفلام سينمائية على غرار "معركة الجزائر" وما يعرضه أيضا من كنوز اندثرت هنا وهناك قام أفراد بجمعها وبعثها من جديد، فكل هذه المنافع تصب في مصب الذاكرة إذا ما سلمت من الزيف والتحريف والحذف المعتمد.

ويضيف المختص بالشرح "من ضمن إيجابيات التكنولوجيا وجودها لخدمة الإنسان، لأن الإنسان فكر قبل أن يكون أي شيء آخر، يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: (الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علمه البيان)، أي أن الخلقة جاءت من أجل أن تؤدي رسالة التعليم والتعلّم لتقوم بهذا الدور في شقه الفكري وشقه الكتابي التعليمي، ولهذا فإن "الفايسبوك" وُجد ليكون وسيلة لإيصال الفكر والمعلومة وتعليم البعيد من طرف المخترع أو الباحث، فمن حيث المعلومة يعتبر ذا قيمة هامة وإيجابية، والآن أصبح وسيلة حياتية بعدما كان من الكماليات، فهو ضروري ليس للمثقفين فحسب بل لكل الناس، فقد غدا بديل الحوار المباشر الجماعي والأسري، كما أصبح  الآن الصديق الفردي للفرد".

وحول السؤال "هل يمكن أن يصبح الفايسبوك خطرا على التاريخ"؟، رد المختص بلغة المتأسف، قائلا "في حال واحد، إذا دخل الفيروس البشري، فإذا انطلقت اليد السلبية في لمس وخربشة وتخريب المادة في مجال الذاكرة، فهذا سيخرجها عن مسارها ويبعدها عن الغاية التي جاءت لأجلها، وهو ما يطلق عليه اسم التحريف العمدي للوثيقة الناطقة، وهذا أكبر خطر نخشاه اليوم، لاسيما أن الآخر لا يريد لعالمنا التشبت بالأصالة والاستمرارية، فيصبح التشويه وسيلة للمغالطة والتشكيك، وهنا الخطر، فالوسائل الإعلامية المتعددة المقروءة والمرئية لابد أن تلعب دورا كبيرا في أوقات معينة، لحفظه من مخاطر ما أفسده الفيروس البشري".