الدكتور عبد الحفيظ حابطوش مختص في داء السكري:

البحث عن الشبع جعلنا نضيّع الصحة

البحث عن الشبع جعلنا نضيّع الصحة
  • القراءات: 1342
رشيدة بلال رشيدة بلال

أرجع الدكتور عبد الحفيظ حابطوش، المختص في داء السكري ارتفاع نسبة المصابين بهذا الداء إلى الاعتماد على نمط غذائي غني بالسكريات، مشيرا إلى أن أهم العوامل المحفزة على ظهوره بلغة علمية هو فقدان التوازن بين ثلاث عناصر غذائية وهي: السكريات، الدهنيات والبروتينات والاختلال الذي وقع بين هذه العناصر نتج عنه إصابة الجسم بسوء التغذية الناجمة عن الاختيار السيئ للطعام اليومي، إذ نركّز كثيرا على الدهنيات والسكريات ما يدفعنا» للقول إن غذاءنا أضحى يتحكم فيه نمط الحياة المتسارع الذي حرمنا من إمكانية الجلوس إلى المائدة وأخذ الوقت الكافي لاختيار ما ينبغي تناوله وما يجب تجنبه لأضراره الصحية.

من ناحية أخرى، يرى المختص في داء السكري أن سوء اختيار المواطن لطعامه راجع لكونه يبحث فقط عن إشباع المعدة أو إسكاتها إن صح التعبير، ولكي تمتلئ وتحقق النتيجة المرجوة فإن المادة الغذائية التي يتم تناولها لا تهم بقدر ما يهم الشعور بالشبع، مشيرا إلى أن السعي وراء الحصول على أكل صحي في مجتمعنا اليوم يتطلب بذل الكثير من الجهد ودفع الكثير من المال، ومن أجل هذا تسارع محلات الأكل السريع (التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة) الزمن لتلبية رغبات العشرات من الزبائن الباحثين عن سندوشات البطاطا المقلية أو البيتزا أو الشاورما المحشوة بالمايونيز والمصحوبة بالمشروبات المحلاة ما يجعلنا نحصل على طبق يحوي على نسبة عالية من السكر والملح والذي يقودنا للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة منها السمنة التي تقودنا إلى الإصابة بداء السكري وارتفاع الضغط الدموي.

وأضاف المختص أن السبب الرئيسي للإصابة بداء السكري من النوع الثاني في الجزائر بنسبة 80 بالمائة هو الاعتماد على نمط غذائي غير صحي ـ يقول المختص ـ مؤكدا أن الخطير في النوع الثاني من داء السكري كونه أصبح يستهدف الأطفال وهذا راجع إلى الوزن الزائد الذي يكتسب بفعل الغذاء غير الصحي الأمر الذي يجعل الأنسلين لا يؤدي مهامه كما يجب ما يعني أن تعقيدات السكري  تظهر عند الأطفال في سن مبكرة للأسف الشديد.

وحول إمكانية تصحيح سلوكنا الغذائي، أكد المتحدث أن المهمة ممكنة لكن لابد من الاعتماد على أسلوب الترهيب بالكشف عن الأمراض الناجمة عما نأكله، مشيرا إلى أن هذا العمل يظل محصورا في التوعية التي لا تزال ضعيفة ولا تؤدي دورها كما يجب مادام أن الأفراد لا يأبهون بعدم صحة ما يأكلون.

تعلم كيف نأكل وماذا نأكل يحتاج لأن نتربى عليه منذ الصغر، لذا يقول المختص أن الدور لابد من القيام به مع الأطفال على مستوى المدارس، مشيرا إلى أن الحصول على غذاء صحي أمر صعب ودليلنا في ذلك أن الصحة الجيدة تحتاج على الأقل لأن نأكل  مرتين في الأسبوع السمك الذي يعتبر غنيا بمادة الأوميغا 3 المفيدة ولكن تحقيق ذلك صعب وعندما ننصح بالخضر والفواكه نجدها أيضا مسممة بالمواد الكيماوية ومع هذا تظل باهضة الثمن وفي غير المتناول.

من المفروض لمن يرغب في غذاء صحي ـ حسب المختص في السكري ـ  أن يبدأ نهاره بكوب من الحليب وقطعة من الخبز ومن ثمة يحاول عدم الأكل إلى غاية حلول موعد الغذاء، وفي المقابل عليه أن يشرب كميات وافرة من الماء التي تعطيه الشعور بالشبع فجسم الإنسان يحتاج إلى ثلاثة لترات من الماء يوميا ومن ثمة يختار مكانا ليفطر على طبق من السلطة التي تمنع عملية الامتصاص السريع للسكريات ليأتي دور الوجبة وهي عبارة عن عجائن أو نشويات والابتعاد قدر الإمكان عن الخبز الذي تحتوي قطعة منه على 50 قطعة سكر وحدها، مشيرا إلى أن غذاءنا اليومي يحوي على نسبة كبيرة من السكر ومن ثمة يمكن القول إن الحصول على أكل صحي شبه مستحيل حسب المعطيات التي نعيشها.

كما يتوقع الدكتور حابطوش، أن عدد المصابين بداء السكري من النوع الثاني سيرتفع  في السنوات القليلة القادمة لأنه من الصعب تصحيح النمط الغذائي بسبب وتيرة الحياة المتسارعة، وعدم إعطاء أهمية للأكل كعنصر مهم في بناء الجسم على خلاف الدول الأوروبية التي تفطنت إلى هذا الإشكال ورفعت شعار العودة إلى كل ما هو طبيعي خال من المواد الكيماوية في الغذاء اليومي.