أطباء ومسؤولون في قطاع الصحة لـ «المساء»:

الاعتناء بالصحة المدرسية بداية الطريق نحو مجتمع سليم

الاعتناء بالصحة المدرسية بداية الطريق نحو مجتمع سليم
  • القراءات: 2307
لطيفة داريب لطيفة داريب

احتضنت ولاية البليدة في المدة الأخيرة، تظاهرة حول الصحة المدرسية، وجدت فيها (المساء) فرصة للالتقاء بفاعلين ينشطون في هذا المحور المهم من الصحة، خاصة أنه يتعلق بالمتمدرسين رجال ونساء الغد. كما أنه يشكل أحد أعمدة المجتمع، فلا يمكن بناء أمة وصحة أبنائها هشة. وفي هذا السياق، اقتربت «المساء» من السيد أحمد جمعي مدير الصحة بولاية البليدة، والدكتور طايبي طاهر منسق الصحة المدرسية على مستوى مديرية الصحة بالبليدة، والدكتور صايم عبد النور طبيب عام، وروابح أمينة طبيبة الأسنان، فكان هذا الموضوع.

السيد جمعي أحمد (مدير الصحة بولاية البليدة):

قال السيد جمعي، مدير الصحة بولاية البليدة، إن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تقوم كل سنة بإحياء الأسبوع المغاربي للصحة المدرسية والجامعية. وقد اختارت هذه السنة شعار «غسل اليدين وفرك الأسنان» لمحاربة جميع الأمراض خاصة المعدية منها، لتربية الجيل الحالي في منأى عن العلل، مضيفا أنه تم تنظيم عدة ورشات في هذا الصدد، إضافة إلى تنظيم نشاطات فنية في الكورال والفن الرابع تحمل نفس الهم، لينتقل إلى عدد وحدات الكشف والمتابعة التي تضمها البليدة، والمقدرة بـ 44 وحدة على مستوى المدارس والمؤسسات التعليمية، مما اعتبره تعدادا لا بأس به، يمكنّه من تغطية احتياجات التلاميذ الصحية. كما أن تنظيم هذه الأبواب المفتوحة أمر في غاية الأهمية، لأنه يدفع بالأولياء وأطفالهم المتمدرسين، إلى تعلّم الطريقة الصحيحة لغسل اليدين والأسنان وكذا ما يخص التغذية السليمة.

الدكتور طايبي طاهر (منسق الصحة المدرسية بالبليدة):

أكد الدكتور طايبي طاهر، منسق الصحة المدرسية على مستوى مديرية الصحة بالبليدة، أهمية مثل هذه الفعاليات التي تقام في أكثر من ولاية من الوطن، إلا أنه تم اختيار ولاية البليدة كي تكون قلب هذه التظاهرة بحضور الأولياء والتلاميذ الذين استمتعوا واستفادوا من التعليمات والنصائح المقدمة لهم من الأطباء المنشطين للورشات الثلاث الخاصة بالطريقة الفعالة لغسل اليدين ونظيرتها المتعلقة بتنظيف الأسنان، علاوة على التغذية السليمة. بالمقابل، قال الدكتور إن كل وحدة الكشف والمتابعة تضم في صفوفها، طبيبا عاما وطبيب أسنان وطبيبا نفسانيا، كما أنها تشرف على عدة مدارس في آن واحد، وتطبق برنامجا تم تسطيره في بداية السنة الدراسية، مشيرا إلى استحالة تخصيص كل طبيب لمدرسة نظرا لضم البليدة 500 مدرسة. كما اعتبر المتحدث أن دور هذه الفرق في الأساس هو الوقاية من الأمراض والكشف المبكر عن العلل، بغية خلق بيئة صحية سليمة. كما تتم متابعة الطفل المريض من خلال عيادة وحدة الكشف والمتابعة. ويضيف الدكتور أن الدكاترة العاملين في هذا المجال، يستفيدون من تكوينات، علاوة على مشاركتهم في ندوات ومحاضرات في هذا الشأن.

بالمقابل، تطرق المتحدث لمهام هذه الوحدات المتعلقة بالكشف عن الأمراض والتلقيح ومتابعة الحالات المرضية للتلاميذ، إضافة إلى أهمية تحسيس هذه الفئة الهشة من المجتمع، بأهمية الحفاظ على الصحة والابتعاد عن كل منغصاتها، مثل التدخين والتغذية غير المتزنة وغيرها.

الدكتور صايم عبد النور (طبيب عام):

قال الدكتور صايم عبد النور إنه يشرف على 15مؤسسة ببوعرفة (مقاطعة أولاد يعيش) من خلال القيام بالتلقيح والكشف عن الأمراض والوقاية منها، مضيفا أنه في هذه الفترة يقوم بحملة تلقيح خاصة بتلاميذ السنة الأولى للأطوار التعليمية الثلاثة، كما أنه يهتم بالكشف عن الأمراض التي تصاحب كل طور، مثل التشوهات الخلقية في الطور الابتدائي، باعتبار أن الكشف المبكر أي قبل البلوغ، يمكن الطفل من الشفاء بصفة كبيرة أو بصفة مطلقة. أما عن الصعوبات التي تواجه الأطباء التابعين لوحدات الكشف والمتابعة، فذكر الطبيب نقص الإمكانات، ممثلا بتنقله إلى المدارس المختلفة في إطار عملية التلقيح بسيارته الخاصة، ومعتبرا أنه من غير اللائق أن يجد الطبيب نفسه في ضيق مادي، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يرسَل جراح إلى العمل في ولاية نائية لا تتوفر على غرفة عمليات، فيضطر لإرسال المريض إلى العاصمة. كما أن الطب المهنة الوحيدة التي تطبق سياسة «الحد الأدنى من الخدمات»، والمتمثلة في الاستعجالات.

عودة إلى الصحة المدرسية والجامعية، كشف عبد النور عن رفعه في بداية كل سنة، تقريرا حول ظروف تدريس التلاميذ من التدفئة ونظافة المطبخ والإضاءة وغيرها، لكن في أغلب الأحيان لا تجد هذه التقارير المرسلة إلى وزارة التربية، صدى. ونفس الشيء بالنسبة للأولياء، حيث إن البعض لا يتجاوبون مع طلب الطبيب أخذ أبنائهم إلى المستشفيات خاصة فيما يتعلق بقصر النظر. ففي حال الكشف عن مرض تلميذ لا يمكن علاجه في عين المكان، يتم إرساله إلى مشفى عام مع إلزامية الرد من هذا الأخير.

روابح أمينة (طبيبة أسنان):

كشفت طبيبة الأسنان روابح أمينة عن إشرافها على 4571 تلميذا يدرسون في ست مدارس ابتدائية وأربع متوسطات وثانويتين، مضيفة أنها تعمل في وحدة الكشف والمتابعة لمنطقة عمر بن خطاب (مقاطعة بن بولعيد)، والتي تضم طبيبي أسنان يقومان بالعلاج، إضافة إلى المتحدثة التي تقوم بالكشف والوقاية من تسوس الأسنان، خاصة بالنسبة لقسمي التحضيري والسنة الأولى ابتدائي. وفي هذا السياق، عبرّت عن امتنانها للعمل مع الأطفال رغم نقص الإمكانات المادية، مضيفة أن الوحدة تملك كرسيا واحدا خاصا بطب الأسنان، ومع ذلك تعمل الطبيبة بجد لكي تصل إلى هدفها المتمثل في سلامة أسنان الأطفال وعدم تسوّسها، مشيرة إلى أن التلاميذ وأولياءهم مهتمون بهذا الشأن، ويحاولون المحافظة على صحة أسنانهم. كما أشارت المتحدثة إلى عملها السابق في مستوصف ببوعرفة لمدة 12سنة، إلا أنها فضلت التوجه إلى وحدة الكشف والمتابعة، فكانت مسيرة 16 سنة. بالمقابل، تحدثت الدكتورة عن ضعف عمل الفرق الخاصة بالجامعة، وهو ما تسعى رفقة زملائها، لتداركه.