المجاهد رابح سوامس المدعو عيسى :

الاستعمار الفرنسي تفنّن في تعذيب الجزائريين

الاستعمار الفرنسي تفنّن في تعذيب الجزائريين
  • القراءات: 1897
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أكد لنا المجاهد سوامس رابح المدعو عيسى، وهو اسمه الثوري والبالغ حاليا 78 سنة خلال لقاء جمعنا به بسكيكدة، أن وحشية الاستعمار الفرنسي في قمعه الوطنيين الأحرار قبل وعند اندلاع الثورة، لا يمكن وصفها على الإطلاق؛ فقد مارس على الشعب الجزائري كل وسائل البطش والترهيب والتقتيل والتعذيب باستعمال أبشع الطرق الجهنمية التي لا يمكن وصفها إطلاقا، والتي يمكن إدراجها ضمن الجرائم ضد الإنسانية، مضيفا أنه عايش عن قرب بعض تلك المشاهد المقززة التي تكشف وجه المستعمر الإجرامي الحقيقي.

«لقد كنت (كما قال) من بين الأوائل الذين انخرطوا في الحركة الوطنية الجزائرية، منها حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بمنطقة سطورة بسكيكدة، وكُلّفت قبل اندلاع الثورة المظفرة بجمع الاشتراكات لفائدة هذه الأخيرة، حينها كنت أبلغ من العمر 18 سنة، كنت شابا يافعا متحمسا ومتشبعا بالروح الوطنية، وقد عُيّنت خلالها مسؤولا عن مشتة سوامس بنواحي سطورة، واستمر نشاطي إلى غاية سنة 1955، عندما أُلقي عليّ القبض بساحة سطورة بفعل وشاية أحد عملاء الاستعمار الفرنسي، الذي رأيته بعيني يتقدم صوب مجموعة من عساكر البحرية الفرنسية ليدلّهم على شخصي وعلى الشخص الذي كان معي، والمدعو سوامس السعودي". 

«وأذكر (كما أضاف) أنهم في بداية الاعتقال، أخذونا إلى مقر الأمن المركزي المتواجد حاليا بشارع زيروت يوسف بالقرب من النزل البلدي، وبعد أن مكثنا هناك ننتظر لفترة تم تحويلنا إلى الثكنة العسكرية التي كانت تُُُُعرف باسم ثكنة مديرية الغابات، التي هُدّم جزء منها وأقيم مكانها مدرسة ابن باديس، وهي ثكنة تُستعمل في كثير من الأحيان، في عملية التعذيب والاستنطاق.

البداية كانت مع سوامس السعودي الذي عُذب أشد العذاب وبطرق وحشية وغير إنسانية؛ حيث قاموا بتقييد رجليه ويديه التي وُضعت داخل عجلة، ثم شرعوا في عملية التعذيب والاستنطاق باستعمال الضرب بعصا غليظة والسب والشتم، كما استعملوا الكهرباء والماء، وهذا لفترة طويلة ودون رحمة أو رأفة، فيما بقيت أنا أستمع للصراخ والسب والشتم وسط تعذيب معنوي اعتراني!"...

ويقول: "ما رأيته على مستوى هذه الثكنة لا يمكن لأي إنسان أن يصدّقه إلا من عايش التعذيب الذي كان يمارسه مظليون متخصصون وعملاء من العرب في كثير من الأحيان، يستعملهم العدو كمترجمين".