طباعة هذه الصفحة

يناير يصافح جزائريتنا

الاحتفاء بالفلكلور نعم، لكن دراسته أكاديميا.. واجب

الاحتفاء بالفلكلور نعم، لكن دراسته أكاديميا.. واجب
  • القراءات: 2152
❊ مريم.ن/❊ د.لطيفة ❊ مريم.ن/❊ د.لطيفة

تظل الثقافة الأمازيغية رافدا مهما من الهوية الجزائرية، تضرب بجذورها عميقا نحو الأزل، لما فيها من تراث ومعارف ومهارات وقيم، قادرة اليوم على العودة إلى مشهدنا الثقافي الحي بكل ما فيه من تنوع وتعدد وتحولات، لتساهم بدلوها في تروية الإبداع وترقيته. المضي بهذه الثقافة الأمازيغية نحو آفاق جديدة، لا يعني حصرها في بعدها الفلكلوري البحت، رغم أهميته وأصالته، حيث يرى الأساتذة والخبراء الذين تحدثوا لـ«المساء، أن هذه الثقافة تنتظر من الجزائريين التثمين والزج بها في كل دروب المعارف والفنون والنوادي والساحات والمدارس ودور السينما والمسرح، وعبر المنابر الأدبية والسياسية والدينية، كي يلتقطها الشعب ويفتح لها ذراعيه واسعا دون غربة أو تشكيك.

يعود يناير وفي يده الأمازيغية مجلجلة بعزها الراسخ، لتضرب عين الفرقة والتشتيت، وتلم أركان البيت الواحد وتضع أبناءها على حجرها من الذين شبّوا في ربوع الجزائر الواحدة، مطعمين بالوحدة وبالجزائرية الشاملة التي هي المانع والرادع منذ الأولين، غير قابلة للقسمة ولا للتبديل مهما عتت رياح الفرقة ودقت طبول الفتنة.

مريم.ن

نور الدين برقادي: كل اهتمام وتثمين هو تقوية لمناعتنا

قال الأستاذ نور الدين برقادي، إن الاعتقاد السائد لدى عامة الجزائريين ـ قبل سنوات ـ أن الاحتفال بـ«ينار أو يناير مقتصر على بعض المناطق الناطقة بالأمازيغية دون سواها، غير أن القنوات الفضائية الخاصة، بينت للجميع بأن هذا الاحتفال وطني بغض النظر عن اللغة المستعملة في بشار، الطارف، تيزي وزو، وادي سوف، تلمسان، إليزي.. إلخ، بل يعتبر يناير مناسبة اجتماعية في كل شمال إفريقيا، وهو موعد سنوي للفرح والتفاؤل بسنة فلاحية ملؤها الخير والبركات.

أشار برقاي إلى إهمال الجامعة الجزائرية الاهتمام بـ«يناير، رغم أنه بحاجة ماسة إلى دراسات وبحوث علمية، تاريخية، أنثروبولوجية، واجتماعية، مضيفا أن جهود الباحثين حول هذا الموضوع مهمة للثقافة الجزائرية، كما أنه رغم تأخر الدولة في إدراج 12 جانفي، المصادف لرأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة مدفوعة الأجر، إلى غاية مطلع سنة 2018، إلا أن هذه الخطوة -اعتبرها المتحدث- تصالحا مع الذات وتكملة لإدراج الأمازيغية كبعد ثالث من أبعاد الهوية الوطنية، واعتبارها لغة وطنية ورسمية ابتداء من سنة 2016، استجابة لمطالب مواطنين من مختلف أرجاء الوطن، ولنضالات أكثر من جيل.

في المقابل، تأسف برقاي عن طغيان الجانب الفولكلوري على الطرح العلمي في الاحتفال بـ«يناير، من خلال ربط الاحتفالية بالأكل والوسائل البدائية التي كان يستعملها الأسلاف في حياتهم اليومية، وغياب الجانب العلمي، ويقصد بذلك إعطاء الكلمة للباحثين في مختلف المجالات، لإبراز منجزات الحضارة الأمازيغية في العمران، الأدب الشعبي، الغناء، الزراعة وأنظمة الري، الحرف.. إلخ، مضيفا أن كل اهتمام وتثمين لجزء من ثقافتنا هو تقوية لمناعتنا وحماية أبنائنا من سلبيات العولمة، التي تعمل على فرض ثقافة الاستهلاك وخلق أشخاص لا ارتباط لهم بثقافة وطنهم، وكل إقصاء يعني محاربة ثقافتنا الأصيلة وخلق إنسان مرتبط بالجزائر شكلا لا مضمونا.

ل.د

الدكتور عبد الرزاق دورارييجب بناء الخطوات السياسية على فكرة المواطنة المدنية

اعتبر الدكتور عبد الرزاق دوراري أن إشكالية هذا الموضوع التي طرحتها جريدة المساء، مهمة جدا، لأنها ترتبط بمستقبل وطننا الجزائر، مضيفا أنه تم تجسيد الخطوة الأولى للقضية الأمازيغية والمتعلقة بالدسترة. فيناير معترف به رسميا كعيد وطني جزائري، وهو العيد الذي يحتفى به في منطقة شمال إفريقيا، وقديما كان يحتفل أيضا به في بلدان البحر المتوسط، مثل اليونان وإيطاليا.

في هذا السياق، اعتبر دوراري أن الخطوة الأولى المتعلقة بالأمازيغية، في الطريق الجيد، كما أنها كرّست رمزيا جزائرية الجزائر، فيناير يعدّ أقدم الأعياد الفلاحية التي كان يحتفي به الإنسان الجزائري القديم،  والذي كان أمازيغيا مثلما تثبته الأبحاث الجينية، مضيفا أنه إذا كرست الدولة هذا الرمز بصورة قانونية، يجب أن تكون للقوانين والدستور مكانة في المجتمع، أي يجب أن تعشّش في مجتمع ديمقراطي يؤمن بسلطة القانون والدستور، ويتوقّف هنا ويتساءل هل هي مجرد مراوغة سياسوية أو أنها خطوة قامت بها السلطات الجزائرية، إيمانا منها بأن للجزائر رموزها، خاصة أن هذه الرموز قديمة جدا، فالشعب الجزائري مرّ بمراحل تاريخية قديمة جدا، وعبر ثقافات مختلفة، بحر متوسطية وفينيقية ويونانية ورومانية وبيزنطية وعربية وتركية وغيرها. أضاف الدكتور أن كل هذا المزيج من الثقافات هو من مكونات الشعب الجزائري الحديث، فهو خلاصة لكل هذه التفاعلات الإنسانية، لهذا إذا أردنا أن نعطي امتدادا براغماتيا في المجتمع لمثل هذه الخطوات القانونية، علينا أن نبنيها على فكرة المواطنة المدنية، التي تقتضي الاختلاف وتقتضي كذلك الاتحاد. فالشعب الجزائري هو جزائري، ومن ثمة له الحق في أن ينتمي إلى جهات مختلفة لها مميزاتها الثقافية واللغوية، وأن يكون هناك تعدد ثقافي معترف به على مستوى الدولة،  وتعمل به مؤسسات الدولة بصورة خاصة وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي وكذلك الشؤون الدينية.

أشار الدكتور إلى تطبيق وزارة التربية، وإلى حد كبير، لهذه الفكرة، باعتبارها أول من أطلق الاحتفال الوطني بيناير في كل المدارس، كما أدخلت هذه الذكرى في البرامج الدراسية، إضافة إلى جزء من التاريخ الجزائري القديم، ابتداء من سيفاكس وماسينيسسا ويوغرطة وغيرهم من الدولة النوميدية، وكذا كل هذا التنوع البشري والثقافي الذي تتميّز به الجزائر، مستطردا قوله نحن ننتظر أن تقوم وزارة الثقافة بإدخال برامج دائمة وغير موسمية، تعتمد على ما سميته بـ«المواطنة المدنية، والمتعلقة بالشخصية الجزائرية، ننتظر كذلك من وزارة التعليم العالي أن تعود إلى تدريس تاريخ الجزائر القديم وما قبل التاريخ، فنرى، مثلا،  الأبحاث والحفريات الأخيرة في منطقة سطيف، بينت أن التركيبة البشرية للشعب الجزائري قديمة جدا وراسخة في هذا التراث، فينبغي أن نعترف ونفتخر بمثل هذا العمق التاريخي لحضارتنا وثقافتنا.

في إطار آخر، أكد دوراري على أهمية الاعتراف بالتنوع الثقافي في الجزائر، والاعتماد على التسيير الديمقراطي للمجتمع، إذا أرادت الدولة أن يكون هناك امتداد براغماتي لهذه القرارات السياسية والدستورية، ليفتح قوسين ويهنئ فوز خديجة بن حمو، بتاج ملكة الجمال الجزائرية، وينحني أمام جمالها، كرجل أولا، ومثقف جزائري ثانيا، يسره كل ما يسرّ الجزائريين مهما كانت المنطقة التي ينتمي إليها، مضيفا أن هذه الديمقراطية والاعتراف بالاختلاف وإظهاره، يدخل فيما يسمى بـ«جزائرية الجزائر.

كما أكد الدكتور ضرورة أن يعلو العلم على الخطاب الديني في المجتمع الجزائري، وإلا فلن يُعترف لا بيناير ولا بالصفات الإنسانية للبشرية، ليعود ويصمم على أهمية اعتماد المجتمع على الفكر العلمي، وليس على الخطاب الديني الذي ما زال يجتر أفكارا بالية تعود إلى القرن الثامن ميلادي، ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين.

لطيفة داريب

الدكتور صالح بلعيد:يجب الاحتفاء بيناير لكن باحترام تغيّر المعطيات

أكد الدكتور ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، أهمية الاحتفاء الفلكلوري بيناير، لأن هذا الأخير يعتبر مناسبة ينبغي أن نفرح فيها، وأن نستفيد من عطلة، لكن ـ يضيف الدكتور- نريد أن تستغل هذه المناسبة للحديث عن أمور متعلقة بها، مثل العادات والتقاليد وحتى في تطوير هذه الأخيرة، وتطوير الفنون والآليات، من خلال دعوة المختصين للنقاش حول هذا الموضوع، عبر تنظيم محاضرات وزيارات وحتى أعمال تطوعية.

دعا الدكتور إلى خلق ثقافة تتماشى ومعطيات العصر، رافضا العودة إلى الماضي ومدحه إذا كان مزدهرا ولا يتماشى مع الواقع، مشيرا إلى أهمية الاحتفاء بيناير مع احترام المتغيرات، ليقدم مثالا عن أجدادنا الذين أوصونا بأهمية الاحتفاء، لكن بشرط قبول تغير المعطيات، والدليل على ذلك، قيامهم بالتغيير في شكل وألوان الصناعات الموجودة آنذاك، علاوة على تغييرهم للرموز أو الرسومات التي كانت تختلف من منطقة إلى أخرى، فالتشكيلات الموجودة في شمال إفريقيا، ليست نفسها الموجودة في مصر، ولا في باقي مناطق القارة السمراء.

في هذا السياق، طالب الدكتور بضرورة تغيير المجرى ربما العفوي، إلى مجري يمشي مع الواقع والعقلنة وتهدئة الوضع، ومعالجة المسألة علاجا يتماشى مع المعطى الجديد، والعمل على أن لا يكون هناك اصطدام مع الواقع أو ثقافة أخرى، أو حتى حدوث إلغاء، مؤكدا أن يناير في قديمه، لا يعني الإلغاء، بل يعني التنوع، كما أنه يتماشى مع كل العادات والأديان، حتى الوثنية القديمة تماشى معها، لأنه يؤمن بخصوصية كل واحد.

د.لطيفة

الأستاذة مليكة صابري (جامعة مولود معمري): لا ضرر من الفلكلور والإثراء آت

تقول الأستاذة مليكة صابري من جامعة مولود معمري بتيزي وزو،  إن الجانب الفلكلوري مطلوب في احتفالات يناير، حيث لا يعقل أن يقصى هذا الجانب منه، على اعتبار أن هذه العادات والتقاليد العتيقة ركن مهم في الثقافة الأمازيغية الأصيلة، كما أن المحتفلين بيناير يرفضون إسقاط هذا المشهد الحيوي من ثقافتنا.

تضيف المتحدثة أنه بالنسبة لمنطقة القبائل، فإن الاحتفالات تقام في كل مكان، مع عدم تجاوز الجانب الفلكلوري الجامع الذي يمثّل خصوصية كل منطقة في الجزائر، مما يعكس التنوع والثراء، سواء ما تعلق منه بالأكلات الشعبية وطرق تحضيرها أو في اللباس والحلي وكذا الصناعات والحرف اليدوية.

من جهة أخرى، أشارت محدثة المساء، إلى أنه للخروج من الإطار الفلكلوري البحت ليناير، يجب أن يترك الأمر للوقت، حيث لا يمكن ـ حسبها- أن يتم التغيير والإثراء بين يوم وليلة، لكن رغم ذلك تقام الملتقيات العلمية والمحاضرات والنشاطات الثقافية في دور الثقافة والمدارس وغيرها .

تقول الأستاذة صابري إنه من الضروري مراعاة الجانب الثقافي في هذه المناسبة، كي يترسخ البعد العلمي والبحثي ولا يبقى يناير مجرد شطيح ورديح، حيث أن هناك عوامل من الهوية الجزائرية لابد من كشفها أو دراستها وتحليلها وتبيان بعدها الحضاري والتاريخي والاجتماعي، بالتالي يتم إدراك معنى ممارستها.

كما كشفت المتحدثة عن أنه من خلال هذا التحليل، تتضح أوجه التشابه بين مختلف مناطق الوطن فيما يتعلق بيناير، رغم بعض الخصوصيات المحلية منها الرموز والطقوس وغيرها، وهنا دعت إلى تثمين الجانب الأنثروبولوجي بكل ما يحويه من تراث مادي وغير مادي، وشتى الفنون، منها الشعر، ليتسنى لعامة الناس معرفة هذا التاريخ.

عموما، يبقى يناير ـ حسب المتحدثة- موعدا للاحتفال، وهو نفسه يتكرر في كل الجزائر، رغم خصوصياته ليكون تاريخا جزائريا واحدا موحدا، يميزنا عن غيرنا، وهذا هو صلب معنى الهوية.

مريم. ن

سليم سوهاليالأمازيغية ثقافة حياة وثقافة ولا يمكن حشرها في شرنقة الفلكلور

قال الأستاذ الفنان سليم سوهالي، إنه يمكن تقديم تعريف أولي للثقافة الأمازيغية، والمتمثّل في كونها عبارة عن مجموعة سلوكات يومية نعيشها، مشيرا إلى معاناة هذه الثقافة بفعل النظرة الأحادية التي سادت لمدة، والتي حاولت تكريس صورة نمطية عن هذه الثقافة، بالتالي حشرها في إطار فلكلوري ضيّق، لا يخدمها ولا يخدم أهدافنا الوطنية.

أضاف الأستاذ أنه لو توفر مشروع جدي لتثمين الهوية والثقافة والتاريخ الأمازيغي، سنتمكّن من تحويل إرثنا الثقافي بكل أشكاله إلى ثروة، تثري بدورها دخلنا القومي. مؤكدا أن استغلال هذه المناسبات، مثل يناير، وتسويقها إعلاميا، قد يساعدنا على جذب السياح إلى بلدنا للتعرّف على رصيدنا الحضاري. في هذا قال المشكلة في رأيي، تكمن في غياب مشروع ثقافي متكامل خاص بالأمازيغية، وفي حال تحقيقه، سنتمكّن من تجسيد أهدافنا، فالثقافة التي لا تخدم ولا تتفاعل مع  مجتمعها ثقافة ميتة عاطلة. وأضاف قائلا ما دمنا ننتهج سياسة البريكولاج والمناسابتية، فإننا سنبقى رهائن لماض مقيت، كما يجب أن نفهم أن الأمازيغية ثقافة حياة، وثقافة تتفاعل مع محيطها ولا يمكن حشرها في شرنقة الفلكلور، خصوصا أننا نعيش في عالم مبني على وسائط اتصال سريعة، ويشهد سقوط النخب الكلاسيكية وتفكيرها النمطي، لهذا علينا أن نتفتّح على الحضارة الإنسانية ونتفاعل معها، لنكون بذلك رافدا يصب في بحيرة العولمة بدل الانطواء، بالتالي الموت البطيء.

اعتبر سوهالي أن الأمازيغية مشروع مجتمع متصالح مع ذاته، كما أنها تشكل اللحمة التي ستمنع تفكّك مجتمعنا، مضيفا أن هذا الأمر لن يتحقق، ما لم يتم إشراك النخب الفاعلة والابتعاد عن البريكولاج  والحلول الشكلية التي لا تفيدنا. مشيرا إلى أن إنشاء الأكاديمية أو أية مؤسسة أخرى، يتطلب منا الجدية في اختيار الرجال الذين سيغيّرون الواقع نحو الأحسن، خاصة أن الكثير من هذه المؤسسات أصبحت شبه ميتة، نتيجة اعتماد المحسوبية في اختيار أعضائها، داعيا إلى فسح المجال أمام الفاعلين والمبدعين ليتمكّنوا من أداء الدور المنوط بهم، بدل الزج بهم في أعراس شبه فلكلورية لاتسمن ولا تغني من جوع.

لطيفة داريب

الدكتور عبد الحميد بورايويناير ليس عرضا مؤقتا

يرى الباحث الدكتور عبد الحميد بورايو أن للتراث الأمازيغي أهمية كبيرة في حياتنا، سواء بالنسبة لأولئك الذين مازالوا يستعملون اللهجات الأمازيغية في حياتهم، أو المناطق التي تعربت وأصبحت تستعمل اللهجات العربية الدارجة، فهو تراث واسع وثري.

يؤكد أنه يمثل زخما معرفيا وفنيا تقليديا متوارثا عبر القرون، موجود في أعماقنا وفي مستوى لا شعورنا -وفق رأي الأديبة المرحومة آسيا جبار-، ويضيف أنّ هذا الموروث تعرض للإهمال من قبل مؤسسات الثقافة الرسمية في الفترة الماضية منذ استقلال البلاد، بسبب عدم العناية باللهجات الأمازيغية والعربية، ولما تم الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية، يٌعتبر ذلك خطوة هامة في سبيل رد الاعتبار لهذا الموروث الذي يشكل جزءا هاما من ثقافتنا الوطنية، غير أن هذه الخطوة بحاجة إلى أن تعرف عناية ملموسة من خلال العناية الجدية والأكاديمية بهذا التراث المتجلي عبر وسائل التواصل المختلفة، مثل اللغة الشفهية (سواء كانت تستعمل اللهجات الأمازيغية أو تستعمل العربية الدارجة)،  وكذلك الفنون التشكيلية والتمثيلية والموسيقية والحرفية.. الخ.

يؤكد المتحدث أنه لابد من توصيل هذا الموروث للأجيال الجديدة بمختلف الوسائل، وتوفيره لهم للاستفادة منه في بناء ثقافة وطنية تعبّر عن هويتنا وعن عمق مجتمعنا ووحدته.

في هذه الحالة، من مسؤولية المواطن والمثقف والفنان ومؤسسات الدولة أن تكون العناية حقيقية بالصون والتسجيل والتوظيف، وأن لا يكون الأمر مجرّد استعمال مناسباتي، ويأتي الاحتفال بالناير كرمز لهذه العناية وليس مجرد ذكرى وعروض مؤقتة.

مريم.ن

إبراهيم تزاغارت: على المثقفين الاتحاد مع الساسة من أجل ثمازيغت

اعتبر الأستاذ إبراهيم تزاغارت أن الاعتراف الرسمي بيناير، يدفع المثقفين الجزائريين إلى العمل على إعادة كتابة التاريخ الجزائري في إطار تحقيق الهدف المنشود، المتمثل في تقوية جزائريتنا، مضيفا أن ترسيم يناير كعيد وطني، وضع البلد، خمسة عشر قرنا قبل دخول الرسالة المحمدية إلى الجزائر.

أشار تزاغارت إلى أن الاحتفاء بيناير، تعد فرصة الشروع في إنجاز عمل يهتم بإعادة التأسيس الفكري لتاريخناـ، مضيفا أن هذه المهمة توكل إلى النخبة المثقفة التي يجب عليها أن تتكفل بها، كما دعا إلى تحديد أهداف إستراتيجية، حتى نتجنب السقوط في الإطار الفلكلوري ليناير.

في هذا السياق، قال المتحدث، إن الجانب الفلكلوري ليناير يعطي له  رائحة وألوانا، لكن ـ يضيف - الجانب الفلكلوري هو أحد جوانب الحدث فقط، ولا يجب أن يطغى على الاحتفاء بيناير. فيناير بوابة بداية السنة الجديدة، بالتالي يجب أن تعلن من خلاله مشاريع كبيرة من أجل اللغة والثقافة الأمازيغيتين، بالتالي من أجل الثقافة الجزائرية.

دعا الأستاذ إلى ضرورة تأسيس مشروع يهتم بالترويج للغة الأمازيغية،  من خلال وضع سياسة دعم مؤسساتي للإنتاج، وقدم مثالا بتنظيم ورشة للكتابة المتنوعة، تسمح بالفهم المشترك للقضية الأمازيغية، وتكون عبارة عن مطية للوصول إلى لغة يشترك فيها الجميع.

اقترح تزاغارت تأسيس مشروع ينجز في ظرف خمس سنوات، يهتم  بجميع المجالات، في مقدمتها الفنون، ولم لا التفكير في تنظيم عاصمة للثقافة الأمازيغية، مضيفا أن مثل هذه المشاريع تقوي الدور الموحد لـ«ثمازيغت، ومن ثمة توحد بين كل أطياف المجتمع. كما أكد على العمل الثقافي الكبير الذي ينتظرنا لتحقيق هذه اللحمة، مطالبا الدولة بالمساعدة على تحقيق ذلك.

ل. داريب