الدراج الدولي القديم محفوظ لعجال:
الاتحادية فشلت في تكوين جيل جديد من الدراجين الممتازين

- 938

رغم تقدمه في السن (80 سنة)، لا يزال محفوظ لعجال يتابع أخبار رياضة الدراجات باهتمام كبير. أكثر ما يتمناه قبل أن يغادر هذه الحياة أن يرى هذه الرياضة التي ترعرع فيها وأحبّها حتى النخاع، تعود إلى مستواها المعهود. ويعد محفوظ لعجال من بين الجزائريين الذين انطلقوا في ممارسة هذه الرياضة خلال العهد الاستعماري، حيث كان التنافس على أشده بين الرياضيين الجزائريين والرياضيين المعمرين. انخرط محفوظ لعجال سنة 1954 في نادي "رائد القبة" الذي نال معه لقب بطولة الجزائر العاصمة. كثيرا ما كان يتنافس في السباقات التي شارك فيها البعض من مواطنيه، على غرار يدور وباياني والسايح وحسان طاهير وعبد القادر زعاف، فضلا عن الدراجين المعمرين الذين كانوا يتمتعون بشهرة كبيرة، منهم فوستو كوبي، إيطالون، جون بوفي، فيرير وجيلاسكو. وبعد ذلك تطور مستوى محفوظ لعجال ليتوج بلقب البطولة الجزائرية على الطريق، وبفضل هذا الانتصار دعته الاتحادية الفرنسية إلى المشاركة في دورة كورسيكا التي كانت تتشكل من تسع مراحل.
وعند الاستقلال، انضم لعجال إلى أول فريق وطني للدراجات المشكل من سايح، مختاري، رحال، بلقاسم شيبان، وأحمد جليل وعبد القادر زعاف وباياني ويدو، حيث خاضت هذه المجموعة دورتي الجزائر وعنابة اللتين استضافتا فرقا وطنية من السويد وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا. يقول لعجال عن تلك الفترة؛ "كان مستوى المنافسات عاليا وبفضله كسبنا خبرة في الميدان، لاسيما أن مرحلة واحدة من تلك الدورات تبلغ 150 كلم أو أكثر، وبقيت مشاركا في هذه الرياضة إلى غاية 1978، وبعدها خلفني ولدي سيد أحمد والياس اللذان انضما فيما بعد إلى صفوف الفريق الوطني في فترة الثمانينات، لكن لم أنسحب كلية، حيث انتقلت إلى الاتحادية التي شغلت فيها منصب نائب رئيس، وتحصلت على مرتبة محافظ دولي في السباقات من الاتحاد الدولي للدراجات والاتحاد العربي لنفس الرياضة، حيث ساهمت بفضل تجربتي في إعطاء نفس جديد لرياضة الدراجات في الجزائر، وكانت آخر عهدتي في الاتحادية مع الرئيس المرحوم مولود وردان".
فزوين استغل ظرفا...
في تقييمه للعمل الذي ينجز من طرف الاتحادية الحالية للدراجات، أكد لعجال أن هذه الأخيرة أخطأت في مجال تكوين جيل جديد من الدراجين الجزائريين، وتابع قائلا؛ "الرئيس لا يملك الخبرة التي تؤهله لقيادة الاتحادية. ولما كان عضوا فيها استغل إقالة رئيسها آنذاك نعيجي ليخلفه في الرئاسة، ومنه السيطرة على دواليب الهيئة الفيدرالية إلى يومنا هذا، بالنسبة لي، فزوين لا يفقه شيئا في رياضة الدراجات و هذا ما يفسر المستوى الضعيف الذي يميز هذه الأخيرة، وصراحة لم أتوقع بتاتا تراجع مستوى الدراجة الجزائرية بعدما كانت رائدة على المستوى العربي والإفريقي، إنها الكارثة ـ واسمحولي على هذه العبارة ـ، أنا مندهش فعلا من الطريقة التي يتم بها تنظيم دورة الجزائر الدولية التي فقدت سمعتها، لأن الساهرين عليها أعطوها صبغة مادية أكثر منها تنافسية، وهذا لا يتماشى مع روح رياضة الدراجات". وتأسف لعجال عن انسحاب العديد من الأندية من ساحة رياضة الدراجات، قائلا "الجزائر العاصمة لوحدها كانت تضم ما لا يقل عن خمسة عشر ناديا. وكانت البليدة وبوفاريك ووهران وقسنطينة وغيرها من المدن الجزائرية الأخرى تعج بالأندية، لذلك نتحدث اليوم بمرارة عن تراجع هذه الرياضة وشعبيتها".