طباعة هذه الصفحة

الأستاذة بليدي تثير ظاهرة إجرامية مستحدَثة

الاتجار الإلكتروني بالأطفال

الاتجار الإلكتروني بالأطفال
  • القراءات: 1491
❊أ.م ❊أ.م

أشارت الأستاذة دلال بليدي من جامعة "الشاذلي بن جديد" بالطارف خلال مداخلتها، إلى أن العالم يشهد في الآونة الأخيرة، ظاهرة جديدة للاعتداء على الطفولة بعد الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر والاختطاف، ممثلة في الألعاب الإلكترونية، ضاربة مثلا بـ "الحوت الأزرق"، ومشيرة إلى أنها ظاهرة إجرامية مستجدة، مسّت العديد من الدول، واتخذت قالبا جديدا للقتل الإلكتروني عن طريق الألعاب التي راح ضحيتها أطفال بسبب الاستغلال السيئ للبرامج الإلكترونية.

أضافت الأستاذة بليدي تقول: "يُقصد بالاتجار بالبشر لأغراض تجنيد أشخاص أو نقلهم أو إيوائهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة، أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر، الاختطاف، الخداع أو استغلال السلطة أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سلطة أو ولاية على شخص آخر، بهدف بيعهم أو استغلالهم في أعمال الدعارة أو العمل القسري أو الاسترقاق والتسول أو المتاجرة بأعضائهم البشرية أو لأغراض التجارب الطبية.

بالإضافة إلى ذلك، يُقصد بالاتجار الإلكتروني بالأطفال استخدام الوسائل الإلكترونية في إبرام الصفقات التجارية، التي يهدف من ورائها المجرمون إلى بيع الأطفال، فقد أصبح الفضاء الإلكتروني سوقا مفتوحا لعرض منتجات بشرية تخضع لقانون العرض والطلب. ويتم فيها تسهيل المعاملات التجارية نظرا لخاصية السرعة التي تتميز بها التجارة العالمية بالنسبة للمشتري والبائع، حيث وفّرت عليهما التكنولوجيا عناء السفر والتنقل وربح الوقت وبدون لقاء، والدفع بواسطة بطاقات ائتمان، فحواجز الزمان والمكان تلاشت لصالح الإجرام المنظم في هذه الممارسات، وبالتالي فمقيم في دولة أخرى غير تلك التي تؤوي الموقع الذي يقوم باستخدامه.

وتوضح الأستاذة أن فئة الأطفال تُعتبر أكثر ضحايا الجريمة الإلكترونية على الأنترنت، فحسب الإحصائيات العالمية 80 %من الأطفال الذين يستخدمون البريد الإلكتروني، يستقبلون رسائل بريد إلكتروني دعائية كل يوم، خاصة خلال العطلة، إذ يقضي الأطفال الكثير من الوقت في تصفح الإنترنت، وبعض تلك الرسائل تتضمن محتوى لا ينبغي عليهم أن يطّلعوا عليه في أيّ حال من الأحوال، والمشكلة تكمن في أن معظم الأطفال لا يتجاهلون الرسائل الطفيلية والألعاب الإلكترونية، ويفتحونها مدفوعين بالفضول الذي تحركه لديهم العناوين الرنانة لتلك الرسائل. والكثير من الأطفال ينزعجون من تلك الرسائل ولا يناقشون الموضوع مع أهاليهم. ويتم استدراج الأطفال عن طريق غرف الدردشة أو عن طريق الألعاب الإلكترونية ومطالبتهم بالقيام بإجراءات وأعمال معيّنة. وفي حال عدم التنفيذ يتم استعمال التهديد، وعلى إثره يقومون بالتنفيذ بدون تقدير مخاطرها، الأمر الذي يجعلهم ضحايا الجرائم الإلكترونية.

 

أ. م