بعد جمود وركود استمرا لعقود

الإرادة السياسية "تهدي" الجزائر ملاعب

الإرادة السياسية "تهدي" الجزائر ملاعب
  • القراءات: 449
 توفيق عمارة توفيق عمارة

ملاعب أولمبية ومونديالية بـ"رسائل تاريخية" للعالم والجزائريين 

 بعد العاصمة وقسنطينة وعنابة ووهران، الدور سيأتي على ورقلة وبشار

خطت الجزائر خلال عهدة الرئيس عبد المجيد تبون خطوات عملاقة في مجال تشييد وبناء الملاعب والهياكل الرياضية بمواصفات عالمية، لم يتعود عليها الجزائريون منذ الاستقلال، بعد أن رُسّخت في أذهانهم صور الملاعب البالّية ذات الهندسة "الاستعمارية" وغير المواكبة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، في صورة نمطية وسلوكية استمرت لعقود، قبل أن يأتي ملعبا ميلود هدفي ونيلسون مانديلا الجديدان كليا، في انتظار ملعبي الدويرة (الشهيد علي عمار المدعو علي لابوانت) وتيزي وزو، لينهيا المشكلة الأبدية لملاعب الجزائر.

وكان الرئيس السيد عبد المجيد تبون اتخذ قرارا تاريخيا خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 22 سبتمبر 2021، عندما أسدى أوامر تقضي بتحويل كل ملفات مشاريع إنجاز الهياكل الرياضية الكبرى إلى وزارة السكن والعمران والمدينة من أجل ضمان المتابعة الدائمة والفعّالة لإنجازها، الأمر الذي سرّع عملية بعث العديد من مشاريع الملاعب "الميتة" لسنوات طويلة، وفي ظرف وجيز نجحت "الإرادة السياسية" في إهداء الجزائر ملاعب بمواصفات عالمية تباعا، والبداية كانت من مدينة وهران عبر المركب الأولمبي ميلود هدفي، الذي احتضن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط صيف عام 2022، ثم ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة مطلع عام 2023، والذي احتضن بدوره بطولة إفريقيا للاعبين المحليين.

دون الحديث عن التجديد الكلي لملاعب 19 ماي بعنابة والشهيد حملاوي في قسنطينة و5 جويلية بالعاصمة، في انتظار التدشين الرسمي الوشيك لملعب الشهيد علي عمار (علي لابوانت) في الدويرة، الذي قرر الرئيس تبون منحه كهدية للنادي التاريخي مولودية الجزائر، فضلا عن ملعب تيزي وزو، ما يرفع من حصيلة ملاعب الجزائر الجديدة إلى أربعة، دون إدراج الملاعب المجددة كليّا، والمعادة التأهيل وفق المعايير العالمية ودفتر شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولن تتوقف رغبة الجزائر القوّية في بعث البنية التحتية للرياضة الجزائرية عند هذا الحد، حيث يرتقب إطلاق مشروعين ضخمين لانجاز ملعبين آخرين بتصنيف الخمسة نجوم في كل من ولايتي ورقلة وبشار قريبا، ضمن إستراتيجية استفادة الجزائريين عبر كل القطر الوطني من النهضة في المنشآت الرياضية.

إصرار على تطوير البنية التحتية للرياضة الجزائرية

وحرص الرئيس تبون على إبراز إرادته القوّية في إعطاء وجه جديد للرياضة الجزائرية، وعلى وجه التحديد عبر تجديد وتطوير البنية التحتية، خدمة للشباب الجزائري وارتقاء بتطلعاته، وهي الرسالة التي وجهها للجزائريين عند تدشين ملعب نيلسون مانديلا مطلع العام الجاري، حيث قال خلال الندوة الصحفية المصاحبة لحفل التدشين: "شبابنا يعشق كرة القدم وسننطلق في إنشاء ملاعب جديدة، على غرار بناء ملعب في ورقلة وآخر في بشار، إضافة إلى احتمال إضافة ملعب آخر في الشرق الجزائري"، وتابع: "الجزائر دخلت في مرحلة تثبيت الانتماء وهذا ما أثبتناه خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران من خلال نجاح التظاهرة بجدارة، وبهذا أكدنا على الجزء المتوسطي لانتمائنا"، وزاد: "إنجاز الجزائر لمثل هذه المشاريع يأتي تماشيا مع طموحات الشباب الجزائري والانجازات التي حققتها خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران".

ونالت الملاعب العالمية الجديدة الثناء والإعجاب ليس لأنّها تتفرّد بهندسة أيقونية واستثنائية فحسب، لكن حتى بفضل تسميتها التي لامست التاريخ والرمزية النضالية للجزائر وبعدها الإفريقي والإقليمي والعالمي، بدليل تسمية ملعب براقي على اسم المناضل العالمي الشهير، الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، رمز الحرية ومكافحة العنصرية، وحتى تسمية ملعب الدويرة على اسم الشهيد علي عمار (علي لابوانت)، هو تأكيد على إصرار الدولة الجزائرية في الاحتفاء بتاريخها الثوري والتعريف بنضالها ضد الاستعمار الفرنسي للجيل الصاعد ولكل دول العالم، وكانت العديد من الشهادات العالمية أثنت على سحر الملاعب الجزائرية الجديدة خلال تنظيم الألعاب المتوسطية وبطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) والألعاب العربية، كما أنّها غيّرت الصورة النمطية للمناصر الجزائري "المسّوقة" في الملاعب القديمة، وهذبت من سلوك "المشاغبين"، كما فتحت أبوابها للمرأة الجزائرية بعد أن كان دخولها إلى الملاعب في وقت سابق أمرا محظورا.

 


 

احتضنت العديد من المنافسات الدولية والقارية والإقليمية.. هكذا أبهرت الجزائر العدو والصديق في تنظيم المواعيد الكبرى

* نتائج رياضية استثنائية، تألق دولي وإفريقي وتفوق عربي

صنعت الجزائر خلال العهدة الحالية للرئيس عبد المجيد تبون تميزا غير مسبوق في تنظيم التظاهرات الدولية والقارية والإقليمية، فضلا عن تسجيل نتائج رياضية استثنائية في العديد من الرياضات، أبرزها على الإطلاق تتويج المنتخبين المحلي وتحت 17 عاما بكأس العرب، والتوّهج الإقليمي خلال ألعاب المتوسط والتفوق بكل المقاييس في الألعاب العربية، فضلا عن العديد من الانجازات الفردية في المنافسات العالمية وتألق اتحاد العاصمة، وسط اعتراف رسمي عالمي بـ"تفرّد" الجزائر في تنظيم المنافسات الكبيرة.

وأسهمت البنية التحتية الجديدة للرياضة الجزائرية بشكل واضح في نجاح الجزائر في تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط صيف عام 2022، و"شان 2022" بداية عام 2023 و"كان الصغار" تحت 17 عاما شهر أفريل الماضي، والألعاب العربية الصيف الماضي، والتي عرفت حفلات افتتاح واختتام مبهرة تحولت إلى "ترند عالمي" آنذاك، على غرار الحفل المتوسطي بوهران، الذي كان الأفضل وغطى بكل المقاييس على ما سبقه في كل الدورات التي احتضنتها حتى كبرى الدول الأوروبية، بالإضافة إلى حفل افتتاح "الشان"، وخلّف النجاح التنظيمي الجزائري إشادات واسعة من الرسميين ووسائل الإعلام العالمية، وفي مقدمتهم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، في وقت تقمصت فيه الجزائر دور المنقذ "إفريقيا وعربيا"، عندما نظمت منافستي "الشان" والألعاب العربية، اصطفافا مع دورها الريادي قاريا وعربيا، بعد أن تخلى الجميع عن مهمة "لمّ الشمل"، واعترف العدو والصديق بتفوق الجزائر التنظيمي في العامين الماضيين للمنافسات الرياضية الكبيرة.

وكانت سنة 2023 بمثابة عام التألق الرياضي للجزائر، بعد أن وصل المنتخب المحلي إلى نهائي "الشان"، في حين أنهى المنتخب الأول السنة دون أي خسارة، في انتظار ما ستسفر عنه مشاركتهم في كأس إفريقيا بكوت ديفوار، كما اكتسحت الجزائر دورة الألعاب العربية وكسرت كل الأرقام، من خلال حصدها لـ253 ميدالية، منها 105 ذهبيات و76 فضية و72 برونزية، وهم رقم غير مسبوق بتاريخ مشاركاتها بمختلف دورات الألعاب العربية، كما توّج نادي اتحاد العاصمة بلقبي كأس الكاف والسوبر الإفريقي، وتألقت عدة رياضات، كالكاراتي والجيدو والملاكمة والتجديف والفيات فوداو وغيرها، في المحافل الدولية والقارية والإقليمية.

 


 

كرّم الأبطال، دافع عن المهّمشين وساند"ذوي الهمم".. الرئيس تبون صديق الرياضيين الجزائريين ومشجع "الخضر" الأول

برز الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبّون، طوال الفترة الماضية بدعمه ومساندته المطلقة للرياضيين الجزائريين بمختلف أطيافهم وتنّوع رياضياتهم، قولا وفعلا، فمن الدعم المتفرد بتغريداته الشهيرة عبر منصة "إكس" تويتر سابقا، إلى التكريم والتشريف خلال الحفلات الرسمية الرئاسية المخصصة للأبطال في المواعيد الدولية، كما حدث مع أبطال المتوسط والألعاب العربية والمنتخب الوطني المحلي (كأس العرب 2021)، ومنتخب تحت 17 عاما، والنجوم ذوي الهمم المتألقين عالميا وأولمبيا، ليؤكد "قربه" من الجميع دون بروتوكولات أو رسميات.

ويصف أبطال الرياضة الجزائرية الرئيس تبون بـ"صديق الرياضيين"، بالنظر لعفويته في التعامل معهم ودعمه المطلق لكل من يسعى لرفع راية الجزائر عاليا في المحافل الرياضية الدولية، وأرسى الرئيس الجزائري تقليدا جديدا غير مألوف سابقا، يتمثل في تكريم الأبطال بصفة رئاسية لكن بقالب عفوي وشعبي، وما الصور التي ظهر فيها تبون إلى جانب الأبطال، على غرار بلايلي وبوقرة وسجاتي وصيود وغيرهم لأكبر دليل على المقاربة الفعّالة لإستراتيجيته الرياضية، الرامية إلى الرفع من معنويات نجوم الرياضة الجزائرية لمواصلة العمل وتحقيق نتائج أفضل خلال الاستحقاقات الدولية، وتميّز تبون في كل مرة بدعمه للرياضيين الجزائريين في كل مشاركاتهم بتغريداته الشهيرة، التي باتت تقليدا تعوّد عليه الجزائريون وتشريفا ينتظره الرياضيون بشغف.

ولم يتوقف دعم تبّون لنجوم الرياضة الجزائرية عند التكريم والتشريف فقط، بل تعداه أيضا إلى الدفاع عنهم ودعهم، كما حدث عبر تغريدته الداعمة لنجمة التنس الجزائرية، إيناس إيبو، عام 2020، عندما كتب آنذاك على "تويتر"، قائلا: "لا يمكن للجزائر أن تضيع موهبة رياضية مثل إيناس إيبو وهي في مقتبل العمر وزهرة العطاء، في اختصاص نادرا ما ينجب جزائريين يبرعون فيه.

عاجلا، ستتكفل وزارة الشباب والرياضة بانشغالك. كل دعمي ومساندتي وتمنياتي لك بالنجاح إن شاء الله"، كما ساند تبون رياضيي ذوي الهمم بتصريح شهير جاء فيه: "لن يتم مستقبلا التفريق بين الرياضيين الجزائريين ومن يرفع الراية الوطنية فنحن معه"، مسديا تعليمات بدعم الرياضيين ذوي الهمم بعد توّهجهم عالميا، كما دعا الرياضيين ومؤطريهم إلى مراسلة الوزارة الأولى أو رئاسة الجمهورية إذا تطلب الأمر ذلك من أجل تذليل المشاكل والعقبات.

ويُعرف عن الرئيس الجزائري بأنّه شغوف بكرة القدم ويُقدم في صورة المشجع الأول للمنتخب الوطني لكرة القدم (سواء المحلي أو المنتخب الأول)، بدليل متابعته للعديد من المباريات ومرافقته لنجوم كرة القدم الجزائرية عبر خرجاته في حسابه الرسمي على منصة "إكس"، كماأ نّه حريص على مرافقة مسؤولي كرة القدم الجزائرية، آخرها كان استقباله للرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، في خطوة توضح دعمه المطلق له للنهوض من جديد بالكرة الجزائرية.

 


 

محطات من آفاق الرئيس تبون الرياضية

 مرافقة الأندية الجزائرية ماديا وحل مشكلة الديون

أسدى الرئيس تبون بتعليمات صارمة لحل مشكل دعم الأندية الجزائرية وتسوية ديونها، بهدف إعادة بعث الروح في كر ة القدم المحلية، بدليل قيام العديد من الشركات الوطنية بتمويل أندية المحترف الأول، ولجوء السلطات المحلية في كل الولايات إلى البحث عن تسوية وضعية الكثير من الأندية وفق هاته التعليمات والتوصيات. 

متابعة رياضيي النخبة ومرافقتهم

يصّر الرئيس الجزائري على دعم رياضيي النخبة ومرافقتهم في التحضير للمواعيد الرياضية الكبيرة، حيث لم يتأخر في الاستماع لشكاوى بعض الرياضيين، وعلى وجه التحديد الأولمبيين منهم، من أجل تذليل العقبات أمامهم في سبيل تسجيل نتائج رياضية كبيرة ورفع علم الجزائر في المحافل العالمية.

 تطلع إستراتيجي للتألق في أولمبياد باريس

لم يتردد الرئيس تبون في تعميم توصيات لدعم الرياضيين المتأهلين لأولمبياد باريس 2024، من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي، من أجل دفع الرياضيين المشاركين إلى التنافس على الميداليات وتحقيق انجاز تاريخي غير مسبوق، لا سيما أن أمل الميداليات الأولمبية المتوقعة هذه المرة عالٍ مقارنة بالمشاركات الأخيرة.

دعم الصحافة الرياضية في المحافل الإفريقية

قرر الرئيس تبون إطلاق تدابير داعمة للصحافة الرياضية الجزائرية، على هامش حفل تسليم جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف، أبرزها تخفيض أسعار التذاكر عبر الخطوط الجوية الجزائرية لفائدة الصحفيين الرياضيين المكلفين بتغطية المنافسات الإفريقية، ترجمة للبعد الإفريقي للجزائر، فضلا عن إطلاق تسمية المراكز الصحفية بالملاعب بأسماء صحفيين رياضيين.