العام الدراسي الجديد يفتح ذراعيه ... الصحة النفسية للمتمدرس أساس النجاح

اضطرابات السلوك، التنمر، التسرب المدرسي وضعف التحصيل ..أخطار يمكن مجابهتها

اضطرابات السلوك،  التنمر، التسرب المدرسي وضعف التحصيل ..أخطار يمكن مجابهتها
  • القراءات: 1192
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

  الطلاق والتفكك الأسري وراء ضعف التحصيل 

  فهم الطفل ضرورة والتعامل مع المختص النفسي الحل الأمثل 

❊ أبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض.. رعايتهم النفسية والجسدية والتربوية ضرورة

سويعات قليلة تفصلنا عن الدخول المدرسي، عام جديد مكلل بالنجاحات والرفعة أو النزول والخيبة ... إنها المعادلة التي يكتب تفاصيلها الوالدان قبل الكل، بداية من أول يوم دراسي، لأن النتائج المحصل عليها آخر السنة، ماهي إلا نتاج الجهد الذي انطلق فيه من أول يوم، تماشيا مع وصية الرسول الكريم صل الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "... لاسيما أن المسؤولية الكبرى في الحفاظ على الصحة النفسية للطفل، ومتابعته والحرص على تلقينه أسس التربية السليمة تقع على عاتقهما.

عالجت "المساء"، من خلال هذا الملف، مختلف الأسباب والحلول المتعلقة بالكثير من المشاكل النفسية والتحصيلية، التي تقف في طريق الطفل، ويعتقد أنها مستعصية أو بسيطة أو بدون حل، على غرار اضطرابات السلوك، التنمر، التسرب المدرسي، ضعف التحصيل... عسر الكلام والتأتأة، وما تجره من متاعب نفسية ونطقية للطفل ... كلها أمور يمكن علاجها، حسبما أشار إليه المختصون، إذ يكفي أن يكون الوالدان على وعي تام بحالة الأبناء وإحاطتهم بالرعاية والحنان والمتابعة، وسط كل متاعب الحياة العصرية التي باتت تشكل الحواجز بين الوالد والإبن، وهي من أكبر مشاكلنا العصرية.

تحدث مختصون إلى "المساء"، عن المشاكل وطرق العلاج وكذا التربية السليمة على المنهج النبوي، وهي مفاتيح خير نضعها بين أيديكم في بداية السنة الدراسية، من أجل حصد نتائج تثلج القلب.. فبين الزرع والحصاد.. أشهر قليلة تتم فيها عملية البناء السليم لجيل الغد، بتضافر جهود كل من الوالدين، الطاقم البيداغوجي بالمدرسة والمختص النفسي والأرطفوني.

اضطرابات الصحة النفسية ... تعرف عليها

تعرف الصحة النفسية بأنها التكيف أو التوافق النفسي، الذي يهدف إلى تماسك الشخصية ووحدتها وتقبل الفرد لذاته وتقبل الآخرين له، بحيث يترتب على هذا كله، شعوره بالسعادة والراحة النفسية، كما تعرف بالخلو التام من المرض العقلي أو النفسي، وهي التوافق التام بين الوظائف النفسية مع قدرة الفرد على مواجهة الأزمات النفسية العادية، التي تطرأ عليه، مع الشعور الإيجابي بالكفاية والسعادة.

إلا أن الصحة النفسية قد تؤثر عليها عوامل خارجية أو داخلية بشكل سلبي، مما يجعل الإنسان يعاني من اضطرابات نفسية عديدة، تختلف باختلاف الحوادث أو الأزمات التي تعرض لها الشخص على مدار حياته، ومن بين هذه الاضطرابات: الاكتئاب، ويعرف بأنه أحد الأمراض النفسية الشائعة، وهو اضطراب مزاجي حاد أو مزمن، يؤدي إلى شعور الفرد المستمر بالحزن، وفقدان الاهتمام ويؤثر في قدرة المصاب على الحياة بصفة طبيعية.

تشمل أعراض الاكتئاب في الغالب، جميع جوانب حياة الفرد، حيث يؤثر على الصحة النفسية للمريض بشكل عام، وعلى طريقة تفكيره وتصرفاته، كما قد يؤثر الاكتئاب على شهية الشخص للطعام وعدد ساعات نومه ومشاعره اتجاه نفسه واتجاه الآخرين. وللوقاية منه، لابد من التعبير عن المشاعر للتخلص من الأحزان، أو خيبة الأمل، كالحديث عن تلك المشاعر لشخص موثوق أو البكاء أو كتابة المشاعر في المذكرات اليومية الشخصية. القيام بالتمارين الرياضية، لأنها تزيد من مادة السيروتونين في الدماغ وإفراز مادة الأندروفين، مما يساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج. القيام بالأنشطة الممتعة التي تميل إليها النفس، كغرس الأشجار، الرسم والتلوين والطبخ والتطريز، ومما إلى ذلك من الأنشطة التي تساعد على الشعور بالتحسن، السفر أو الخروج من البيئة التي تدع الشخص يشعر فيها بالملل والحزن والكآبة. التدرب على التفكير بإيجابية والنظر إلى العالم بتفاؤل.

تساهم المشاكل الأسرية وأزمة المراهقة وكذا التنمر ومشاكل النطق، في تأزم الحالة النفسية للطفل، التي تقود بالبعض إلى التفكير الانتحاري، حسبما أشار إليه المختصون، علاوة على الوقوع بين فكي الإدمان والمخدرات، مما يستوجب مراقبة الطفل والاستماع إليه ومعالجته لدى المختص.