منظمة أولياء التلاميذ تدعو إلى القيام بالواجب كاملا

استنفار عائلي لحل الوظائف التربوية بالمنازل

استنفار عائلي لحل الوظائف التربوية بالمنازل
  • القراءات: 792
رشيدة بلال رشيدة بلال

عبر عدد من الأولياء، تحدثت إليهم "المساء"، عن مخاوفهم من عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، بالنظر إلى ما تحمله العودة من تحديات فرضتها الظروف الراهنة، والتي جعلت من ولي التلميذ معلما، ومن المنزل شبه مدرسة، وحسبهم، أصبح يقع على عاتق الأسرة تحضير كل الدروس لأبنائها، قبل الذهاب إلى المدرسة، التي أصبحت بالنسبة لهم بمثابة الإجراء الشكلي الذي يؤكد فرضية أن التلميذ متمدرس فقط.

أرجع عدد من أولياء التلاميذ أسباب تحول المنازل إلى شبه مؤسسات تربوية، لعدم قدرة المعلم على تقديم الدرس بصورة يسهل على التلميذ فهمها، نظرا لضعف تكوينه، فضلا على صعوبة المنهاج الدراسي وكثافته، وما زاد الطين بلة، تأثير جائحة "كورونا" الذي قلص من الحجم الساعي للدراسة، وجعل من الصعب على التلاميذ التلقي الجيد، وتحويل أغلب الدروس والتمارين إلى المنازل، ربحا للوقت، وإنهاء الموسم الدراسي في أوانه. في المقابل، اهتدى البعض الآخر من الأولياء، في ظل تغير المناهج التربوية وصعوبة فهمها، إلى الاستعانة بما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي من صفحات، لمعلمين اختصوا في تقديم دروس للمتمدرسين بمختلف الأطوار التعليمية، وحسب بعضهم، فإن تلقي الأبناء لبعض الدروس عبر صفحات الأنترنت، التي اختصت في تقديم الدروس وشرحها، ساهمت بشكل كبير في دعم التلاميذ وتمكينهم من فهم بعض الدروس التي تستعصي عليهم، الأمر الذي جعل البعض منهم، خاصة المقبلين على اجتياز شهادة الباكالوريا، يفكرون في التخلي عن الحضور الدائم إلى المدرسة، التي فيها الكثير من الإهدار للوقت.

حسب ما جاء على لسان مواطنة، فإنها شرعت في البحث عن الفضاءات التي يتم فيها تقديم دروس خصوصية في بعض المواد، لتتمكن من حجز مكان لابنتها، أمام الطلب الكبير على دروس الدعم، خاصة أنها تدخل مرحلة تعليمية جديدة في الطور المتوسط، ولأنها غير قادرة على فهم المنهاج الدراسي، وترى بأن المنظومة التربوية غير قادرة على احتواء التلاميذ كما يجب، فإن الحل الوحيد، هو التوجه إلى دروس الدعم، وهو نفس الانطباع الذي سجلناه عند عدد من الأولياء، خاصة الذين لديهم أبناء في الأطوار التعليمية النهائية من الذين اختاروا التوجه إلى المدارس الخاصة لدعم أبنائهم، والاستعانة بما تقدمه منصات التواصل الاجتماعي من دروس، لتغطية العجز المسجل في فهم المادة التربوية. والسؤال المطروح؛ هل يمكن أن تتحول البيوت إلى شبه مدارس؟ وهل يمكن للولي أو منصات التواصل أن تلعب دور المعلم؟

قال رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، في تصريح خص به "المساء"، أن المنظمة تناضل في السنوات الأخيرة، من أجل إبعاد فكرة تحول المنازل إلى شبه مدارس، يصبح فيها الأولياء معلمين، وحسبه، فإنه على مستوى المنظمة يلمسون تخوف الأولياء من الدخول الاجتماعي، والذي أصبح يشكل بالنسبة لهم، ضغطا وعبئا إضافيا، بعدما أصبح الولي يقوم بمهام المعلم، من تحضير الدروس ومراجعة وتحضير وحل التمارين، الأمر الذي يؤكد، حسبه، فرضية "أن المنظومة التربوية اليوم، بحاجة ملحة إلى الإصلاح، سواء فيما يتعلق بالمناهج أو تكوين الأساتذة أو الحجم الساعي للدراسة".

من جهة أخرى، أوضح محدثنا "بأن عددا من الأولياء أصبحوا يعتمدون اعتمادا كليا على ما تقدمه منصات التواصل الاجتماعي، خاصة "اليوتوب"، من حصص ودروس، الأمر الذي رسخ لدى بعض التلاميذ فكرة عدم الجدوى من المدرسة، غير أن هذا التوجه، حسبه، غير متاح لكل التلاميذ، مما يخلق مبدأ عدم تكافؤ الفرص من جهة، ومن جهة أخرى، "فإن التعلم عبر منصات التواصل الاجتماعي، على الرغم من كونه من متطلبات العصر، إلا أن تأثيره سلبي على العملية التعليمية، لأنه يعتمد على التلقي بالسمع، بالتالي، فإن التلميذ مهدد بفقد مهارة الخط والكتابة ومهارة التعبير، فضلا عن سهولة الحصول على المعلومة، الأمر الذي يؤثر على النتائج المحصلة، التي لا تعكس مستواه. وبالمناسبة، يقول المتحدث: "نوجه نداء للمختصين في علم الاجتماع، من أجل التدخل لدراسة الظاهرة وتقديم الاقتراحات التي تعالج مثل هذه الإشكالات".

وحسب بن زينة "فإن جمعيات أولياء التلاميذ، ورغم أهميتها، تمثل الحلقة الأضعف في المنظومة التربوية"، وأن الأولياء في الوقت الراهن "يعانون الكثير من الضغوط التي تدفع بالبعض منهم إلى عدم الاهتمام، والتخلي على تمدرس أبنائهم، لعدم قدرتهم على متابعة تعليمهم، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن، لا يمكن الاعتماد في العملية التعليمية على التكنلوجيا، لأنها غير متاحة للجميع ولا يمكن الاعتماد كليا على الأولياء، لأن مهمة التعليم  بنسبة 100 بالمائة من مهام المنظومة التربوية، وأن الأسرة تلعب دور المرافق فقط، كل هذا يقودنا "إلى التأكيد على فكرة أن المنظومة التربوية لا تزال بحاجة إلى الإصلاح الجذري، الذي لا نزال ننشده مع بداية كل موسم دراسي"، ختم بهذا محدثنا.