آخر التحضيرات قبل دورة جوان 2022

ارتياح لزوال خطر "كورونا"

ارتياح لزوال خطر "كورونا"
  • القراءات: 707
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أيام قليلة تفصل التلاميذ المترشحين لنيل شهادة البكالوريا عن هذا الموعد المصيري، إذ ترتفع وتيرة المراجعة ويكثف آخرون حصص الدعم للمراجعة داخل مجموعات، الوسيلة التي تبقى أكثر فعالية في نظر البعض ممن أعربوا عن ارتياحهم لإمكانية الاعتماد عليها خلال هذه السنة، بعد رفع قيود "كورونا"، في حين يزداد شعور الكثير منهم بالخوف والتوتر بصورة لا إرادية، ليؤكد المختصون على أهمية إيلاء التلاميذ عناية خاصة بسيكولوجيا في هذه الأيام، على وجه خاص. 

ساعد تراجع عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في الجزائر، على الشعور بالراحة، وعاد المقبلون على اجتياز امتحان البكالوريا خلال شهر جوان، إلى المراجعة داخل مجموعات، حيث تعد هذه الطريقة واحدة من الأساليب التي تساعد الطالب على المراجعة والتعاون بين أعضاء الفريق، لحمل المعلومات واستيعابها أكثر. في هذا الصدد، انتقلت "المساء" إلى بعض "المكتبات العمومية" للاحتكاك بالطلاب المقبلين على الشهادات، وكانت محطتنا الأولى، المكتبة العمومية ببلدية الدار البيضاء في مقاطعة باب الزوار، حيث عجت الطاولات هناك بالطلاب الذين شكلوا فرقا يصل عدد أعضاء بعضها من 10 إلى 15 طالبا.

أجمع من حدثتهم "المساء"، على أن تخفيف الإجراءات المتعلقة بـ"كوفيد 19"، وإزالة الكثير من القيود، ساعد الطالب على الاستعانة بأسلوب المراجعة داخل مجموعات، وهي أحسن وسيلة، على حد تعبيرهم، حيث قال سفيان، مقبل على اجتياز الامتحان للمرة الثانية: "لقد كانت ظروف المراجعة السنة الماضية جد صعبة، إذ كانت معظم الأماكن العمومية مغلقة، بما في ذلك بعد المكاتب الجوارية، كما أن قيود حظر التجوال ليلا لم تكن تصب في صالحنا، لاسيما أن المجموعة التي كنت أنتسب إليها للمراجعة، كانت تفضل القيام بذلك ليلا، بحكم عمل بعض أعضائها، إلا أن رفع كل تلك القيود هذه السنة، ساعد كثيرا المقبلين على الشهادة على المراجعة الجماعية التي تسمح بتبادل الأفكار ومشاركة بعض تقنيات المراجعة"

دورات مراجعة جماعية ليوم واحد.. أحدث تقنيات التحضير لـ"الباك"

من جهتها، قالت آسيا، طالبة، إن الطالب خلال هذه السنة مرتاح أكثر، وجميع سبل المراجعة متاحة أمامه، لاسيما بفضل التقنية الجديدة لبعض الأساتذة في تخصيص يوم كامل لمراجعة مادة معينة، من خلال ملخص جيد ومحكم، يروج له الأستاذ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليلتحق بالمجموعة كل راغب في مراجعة المادة، وتكون بداية المراجعة من الساعة الثامنة والنصف صباحا، إلى غاية الساعة الخامسة بعد الزوال، تمنح خلالها ساعة للراحة والأكل، وهي أحدث وسيلة نشهدها خلال هذه السنة، مشيرة إلى أنه رغم أن الكثيرين لم يحبذوا الفكرة ووصفوها بالمستحيلة، نظرا لصعوبة جمع كل برنامج السنة في يوم واحد، إلا أن الكثير من الطلاب ثمنها، على حد تعبيرها، لأن الأستاذ وبحكم تجربته، يدرك تماما أهم النقاط التي يجدر التركيز عليها، لاسيما ما يخص المواد الثانوية ..

في هذا الخصوص، قال محمد علي، أستاذ لغة عربية بجامعة تلمسان، إن هذه التقنية استقطبت الكثير من الطلاب منذ بدايتها، إذ يتم التسجيل في الدورة التي تدوم يوما واحدا لكل مادة، يمكن تجديدها بالتسجيل في دورات أخرى في نفس المادة، ثمنها بين 2500 دينار جزائري و3000 دينار للطالب الواحد، وقال: إن الملخص الذي يحضره الأستاذ يشاركه مع المقبلين على الشهادة في كل دورة، مع التركيز على أهم ما جاء به المنهج السنوي، بتقسيمه إلى مراحل وإعطاء أسئلة وبعض التمارين، إلا أن أهم شيء هو أسلوب الأستاذ في الشرح وإيصال المعلومة، حتى لا يفقد السيطرة على المجموعة ويدخل كل طالب في متاهة مما يشرحه، لذا، لابد أن تكون تلك الملخصات مبسطة، دون تفويت أي تفصيل في الدروس".

 


 

الأخصائية النفسية بن تشيك لـ"المساء"حذار من الضغوطات الخارجية

أكدت أنيسة بن تشك، مختصة في علم النفس الاجتماعي، أن الحالة النفسية للطالب المقبل على اجتياز شهادة البكالوريا، من العوامل المؤثرة على نجاحه من عدمه، إذ يشعر الطلبة مع اقتراب موعد الامتحان، بحالة من التوتر الشديد والخوف الهستيري، الذي قد يؤثر سلبيا على حالتهم النفسية، تزيدهم من تلك الحالة، الضغوطات الخارجية من عائلتهم والمحيطين بهم من المجتمع،  لأن بعضهم يبرمجون في مخيلتهم أوهاما بالفشل مسبقا، وهذا ما يزرع لديهم الخوف، ويؤثر كذلك على المراجعة، مضيفة  أنه خلال هذه السنة، يشعر الطالب براحة أكثر، خاصة ما يتعلق بشق المراجعة، إذ أن كورونا كانت تؤثر وبشكل كبير على نفسية كل فرد، بما في ذلك الطالب المقبل على اجتياز البكالوريا، فإلى جانب خوفه من الاختبار، يزيده الضغط النفسي بسبب كل تلك القيود التي كانت مفروضة، والتي كانت كذلك، لا تسمح له بالمراجعة في ظروف جيدة، مؤكدة  في الأخير، على أن ثقة الطالب الكبيرة في النجاح، تجعله مرتاحا نفسيا، كما أن توفير الظروف المناسبة له للمراجعة دون ضغوطات، تساعده على  ترسيخ المعلومات وتخزينها أكثر.

 


 

مع انطلاق العد التنازلي.. دعوة إلى ضبط برنامج مراجعة محكم

نصحت أمال بوناب، أستاذة اللغة العربية بثانوية في باب الزوار، بضرورة الانطلاق الجدي في التحضير لامتحان البكالوريا دورة جوان 2022، مشيرة إلى أن العد التنازلي انطلق مع اقتراب موعد اجتياز الاختبار الحاسم، داعية إلى أهمية تنظيم برنامج مراجعة محكم، وبالأخص معمق، لتثبيت معلومات كل المواد حسب كل تخصص، محذرة من الخطأ الذي يقع فيه غالبية التلاميذ، وهو تأجيل المراجعة، حتى يجد الطالب نفسه في حيرة من أمره وضيق الوقت، ومن أين يبدأ مراجعة ما عليه.

أكدت بوناب، أن المراجعة لابد أن تتم اليوم بصورة محكمة، فلا مجال للتهاون والتراخي، خاصة تأجيل مراجعة اليوم للغد، بل لابد أن يخصص برنامج محكم ودقيق لكل مقبل على اجتياز الاختبار، بين المراجعة في البيت، وما عليه من مراجعة في أقسام دروس الدعم. وقد قدمت الأستاذة جملة من النصائح المفيدة للطالب، قبل اجتياز الاختبار قائلة: "لابد أن يبدأ الطالب بالمواد التي لا يزال يسجل فيها تأخر كبير في المراجعة، بالتركيز عليها عندما يكون في كامل قواه ونشاطه البدني، وأفضل فترة لذلك، هي بالنهوض باكرا، أفضل وقت يكون على الساعة الرابعة صباحا وليس السادسة، لأنه في ذلك الوقت، يشعر الجسم بالراحة والنشاط، ولا يدخل مرحلة الخمول والكسل، على أن ينام الطالب باكرا، حتى لا يشعر بالإرهاق عند قيامه بذلك البرنامج خلال أيام متتالية، ثم يواصل مراجعته للمواد الأكثر سهولة بالنسبة له".