إيمان بن عاشوري تروي تجربتها كسائقة أجرة في العاصمة

إيمان بن عاشوري تروي تجربتها كسائقة أجرة في العاصمة
  • القراءات: 545
  نور الهدى بوطيبة   نور الهدى بوطيبة

تحدّت المرأة الجزائرية منذ سنوات، فكرة أن تكون قيادة وسائل النقل حكرا على الرجل فقط، فلم تكتف بامتلاك سيارتها الخاصة التي تقلّها إلى العمل، أو للتبضع، أو التنقل للضيافة، بل دخلت مجال قيادة سيارات الأجرة، والقطار السريع، والترامواي، والحافلات وحتى المترو، بكفاءة، لا فرق بينها وبين الرجل. أثارت اهتمام النساء، وترى فيها الكثيرات مثلا للشجاعة والتحدي. وفي يومها العالمي حدثتنا إيمان بن عاشوري، سائقة سيارة أجرة، عن تجربتها في الميدان.

حسب أرقام مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري التابعة لوزارة النقل، فقد بلغ عدد سائقات سيارات الأجرة على مستوى الجزائر العاصمة، 30 امرأة، ويتعلق هذا الرقم باللائي يعملن بطريقة قانونية، باعتبار أن هناك نساء يمارسن هذه المهنة بطرق أخرى، لا سيما التابعة للتطبيقات الخاصة بسيارات الأجرة، والتي تُعد حديثة نسبيا في الجزائر.

وعن تجربتها قالت إيمان بن عاشوري إن اختيارها المهنة لم يكن عشقا لها، بل كانت عاملة في إحدى الإدارات بالعاصمة في مؤسسة خاصة، لتجد نفسها منذ بداية الجائحة، بدون عمل بعدما أعلنت الشركة الصغيرة عن إفلاسها. وبحكم أنها أرملة ولديها ثلاثة أطفال، اضطرت لتحويل اهتمامها إلى سياقة سيارة الأجرة، لكسب لقمة العيش لإعالة عائلتها. وأكدت المتحدثة أنها لاقت العديد من المشاكل عند قرارها العمل كسائقة أجرة، لا سيما من طرف أهل زوجها المتوفى، الذين رفضوا الفكرة بحكم أنهم عائلة محافظة، كما قالت، وأن “ذلك العمل يخص الرجال فقط”، إلا أنها تحدت الفكرة، وكانت على قناعة تامة بأن العمل المحترم لا فرق فيه بين الرجل والمرأة، وأنه يبقى عملا يُكسب لقمة عيش حلال، يمكنها أن تعيل بها عائلتها الصغيرة بدون أن تضطر لمد يدها أو طلب مساعدة الغير. ولقد حوّلت، بعد نضال كبير مع عائلتها، سيارتها “السياحية” إلى سيارة عمل، وقامت بكل الإجراءات اللازمة مع مديرية النقل، لتحصل على رخصة سياقة سيارة أجرة، انطلقت حينها “في عمل لم يكن سهلا في بدايته”، هذا ما أكدته قائلة: “حقيقة، واجهت العديد من المشاكل، أغلبها متعلق بالطرقات والوجهات”. وأشارت إلى أنه لم يكن من السهل في البداية، الخروج من بعض الأحياء التي كانت تسكن بالقرب منها، واكتفت بوجهات محددة؛ جهلا منها بالطرق المؤدية إلى بعض الأحياء. ثم تحدت ذلك الواقع، وقررت المغامرة، فحتى وإن أخطأت في الطريق تُفهم زبائنها الوضع إلى حين معرفة الوجهة.

وعن نوعية زبائنها قالت: “لا أفرق بين رجل وامرأة، بل أستقبل كلا منهما، إلا أنني أضع بعض القواعد لاسيما إذا كان الزبون رجلا، كأن يصعد من الخلف. ولا أغامر كثيرا في الأحياء الشعبية، ولا أقبل بالمسافات البعيدة إذا كان الزبون رجلا، وكلها قواعد أضعها نوعا من الأمان، الذي أرى أنه لا بد أن يكون لعدم المغامرة، لا سيما أننا، اليوم، نسمع الكثير من الأخبار المرعبة، التي يروح ضحاياها رجال أكثر قوة مني”.

وأردفت المتحدثة قائلة: “إن ازدياد عدد النساء سائقات الأجرة بالعاصمة، أثار استحسان الكثير من النساء، اللواتي يعربن عن ارتياحهم لهذا النوع من الخدمات، لا سيما بعد انتشار ظاهرة التحرش والمضايقات، وهذا ما يجعل الزبونة ترتاح بمجرد رؤية امرأة سائقة أجرة، تقودها حيثما شاءت بكل أريحية”.