زهرة فاسي مختصة اجتماعية:

إنشاء خلايا إصغاء يحد من الطلاق

إنشاء خلايا إصغاء يحد من الطلاق
  • القراءات: 1132
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

أرجعت المختصة في علم الاجتماع، زهرة فاسي، ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعنا إلى أزمة أخلاقية من جهة، وإلى اعتبار الطلاق أحد أهم نتائج تعنيف الرجال للنساء اللواتي قررن أخيرا التخلص من أزواجهن باللجوء إلى الخلع، نتيجة حجم الضرر الذي  بلغهن، مشيرة إلى أنّ تفشي الخلع رفع من معدلات فك الرابطة الزوجية، بعدما أصبحت الزوجات يخترنه هروبا من سطوة الأزواج.

من جهة أخرى، قالت المختصة الاجتماعية في تصريحها لـ«المساء" إنّ ما شجّع على تفشي الطلاق في المجتمع، جهل المقبلين على الزواج قيمة هذا الرباط الشرعي، خاصة بعدما أصبح التعارف يتم عبر مختلف الوسائط الاجتماعية كالفايسبوك وغيره، وعروض الزواج التي أصبحت تقدم على مختلف مواقع الانترنت، الأمر الذي نتج عنه سرعة التعارف وسرعة الارتباط لأسباب واهية، ومن ثمة يقع الطلاق لأسباب تافهة، لأنّ القاعدة الشرعية تقول "ما بني على باطل فهو باطل"، موضّحة أنّ مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، شجّعت على الخيانة الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق كنتيجة حتمية.

في السياق، تعتقد المختصة أنّ ما يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر هو تفشي الطلاق قبل البناء الذي ارتفعت مؤشراته أيضا وسببه أزمة السكن، حيث أصبح الشباب -وحتى الشابات- يتحايلون للحصول على سكن  باللجوء إلى إبرام عقود زواج فقط من أجل الحصول على سكن وبمجرد الحصول عليه يحدث الطلاق، وهي حالات كثيرة تقع في المجتمع، وتقول "أذكر في هذا المقام، سيدة، خلعت، بعد حصولها على سكن، زوجها الذي تحوّل إلى متشرّد بالشوارع، واختارت فك الرابطة الزوجية لتعاقب أهل زوجها الذين تسببوا لها في الكثير من المشاكل التي أثرت على علاقتها بزوجها لتقرّر التخلص منه بعد أن حازت على سكن وهي اليوم تحضر للزواج من جديد".

حول المتسبب في الرفع من معدلات الطلاق من الجنسين، أكّدت المختصة الاجتماعية أنّ 80 بالمائة هم الرجال الذين يبادرون إلى ذلك أو الدفع بالزوجة إلى طلب الخلع لأسباب واهية، فقط من أجل فك الرابطة الزوجية وتجنب دفع ما يترتب عنه من مستحقات، في حين تشكل النساء ما معدله 20 بالمائة من حالات الطلاق، مشيرة إلى أنّ الواقع اليوم يقدّم عديد الأمثلة التي تؤكّد هذه الأرقام، ولعلّ المثال الأكثر شيوعا هو التيار الذي يتبناه البعض من أجل التقليص من نسبة العنوسة وذلك بتشجيع الرجال على التعدد، حيث يبادر الرجال إلى طلب التعدّد وإذا رفضت الزوجة يطلب منها اللجوء إلى الخلع، لأنه يرفض الطلاق، هذه الحالة من جهة شجّعت على  تقليص معدل العنوسة، لكنّها من جهة أخرى خرّبت الأسر بالرفع من معدلات الطلاق.

من أهم النتائج الناجمة عن ارتفاع معدلات الطلاق، حسب المختصة الاجتماعية، رغم أنّه يعتبر في بعض الأحيان الحلّ المناسب ليرتاح كلا الطرفيين، تضرّر الأطفال، الذين يحرمون من الدفء العائلي، هذا من جهة، كما ينشأ نوع من العداوة بين العائلتين من ناحية أخرى، مشيرة إلى أنّ تطوّر المجتمع وانتشار التكنولوجيا وعدم تثمين العلاقات الأسرية، كلّها عوامل شجّعت على تفشي الطلاق ورفعت معدلاته.

بالمناسبة، اقترحت محدثتنا لمواجهة هذه الظاهرة إجراء دراسة معمقة حول أسباب الطلاق، لتكون الحلول علاجية وجذرية وكذا الإكثار من الندوات التوعوية لفائدة المقبلين على الزواج. وعلى مستوى المحاكمة تقول "أطالب بضرورة إنشاء خلايا إصغاء، لأن الصلح كإجراء لم يعد كافيا للتوفيق بين الطرفين، وبالتالي على المحاكم ألا تسارع إلى إصدار أحكام بالطلاق وإنما لابد لها أن تسعى جاهدة للحفاظ على الأسر من التفكك".

رشيدة بلال