شهد عام 2016 بسكيكدة، العديد من الأحداث المميّزة والإنجازات التي كان لها تأثير جد إيجابي على واقع الولاية التي تحرّكت فيها آلة التنمية، خاصة في المناطق النائية، بالرغم من النقائص التي تبقى بحاجة إلى تكاثف الجهود.

فيما يخص الاستثمار الدولي الناجح، عرف إنتاج الجمبري الذي يتم استزراعه حاليا بالمزرعة النموذجية الواقعة ببلدية المرسى والمتخصّصة في تربية الجمبري الياباني «جابوناكس» و«الماتسغون» المحلي (تم تدشينها سنة 2011) ارتفاعا، حيث قفز الإنتاج من 5 أطنان/ سنويا خلال عام 2015 إلى 30 طنا/ سنويا  خلال السنة الجارية، مما جعل هذه المزرعة النموذجية المموّل الأساسي للمزارع النموذجية الأخرى المتواجدة عبر الوطن، منها خاصة مزرعة الجمبري النموذجية لولاية ورقلة التي ستحتضن صغار الجمبري لتسمينها في أحواض أعدت للغرض، وتتربع هذه المزرعة على مساحة إجمالية تقدر بـ15 هكتارا قابلة للتوسيع، ووضعت تحت تصرف المركز الوطني للبحث والتنمية في مجال الصيد البحري وتربية المائيات في ولاية تيبازة، وهي من بين أهم المشاريع الاستثمارية الريادية على مستوى القارة الإفريقية باستثمار قدر بـ210 ملايين دج.

في سياق آخر، وضمن مساعي بعث المشاريع الاستثمارية الكبرى والرائدة في مجال الشراكة بين الجزائر وتونس في مجال الطماطم الصناعية، وقّع مصنع المصبرات لمؤسسة «عمر بن عمر» الواقع بمنطقة بومعيزة ببلدية ابن عزوز، اتفاقية شراكة مع تونس، سيتكفل هذا المجمع على ضوئها بتغليف وتعبئة علب الطماطم ببصمة جديدة تنافسية حسب المواصفات العالمية، مع الإشارة إلى أنّ مصنع مصبرات مؤسسة «عمر بن عمر» يعدّ من بين أهم المشاريع الاستثمارية الناجحة بامتياز على المستوى الوطني، حيث يتربع على مساحة إجمالية قدرها 36 ألف متر مربع، وحقّق خلال السنة الجارية 4150 طنا في السنة من الطماطم المصبرة.

كما شهدت سنة 2016 بالولاية، تصدير سمك الحنكليس لدولتي إسبانيا وإيطاليا، بعد اتفاقية تعاون أبرمت بين غرفتي الفلاحة والصيد البحري. وعرف ميناء سكيكدة تصدير أوّل شحنة من البطاطا نحو دولتي البحرين والسينغال قدرّت إجمالا بـ 2000 طن.

وفي الشق الصناعي، تدعمت الولاية بمؤسسة «وايز تكنولوجي» المتخصّصة في صناعة الهاتف الذكي والألواح الإلكترونية، وأيضا بمؤسسة إنتاجية تابعة لأحد الخواص متخصّصة في إنتاج الطماطم الصناعية بطاقة إنتاج تقدر بـ 600 طن في اليوم، كما تدعّمت بلدية الحدائق بمدجنة عصرية خاصة تعد ثاني أكبر مدجنة على المستوى الوطني بعد تلك المتواجدة بالعاصمة، وتوفّر إجمالا 40 طنا من اللحوم البيضاء، منها حوالي 70 بالمائة ستوجه للسوق المحلية والجهوية، في انتظار تصدير منتوجها نحو أسواق جنوب إفريقيا وكوت ديفوار والمملكة العربية السعودية، زيادة إلى إنتاجها لـ300 ألف بيضة يوميا.

في سياق متصل، استفاد قطاع الموارد المائية خلال عام 2016 من غلاف مالي إجمالي قدره 29.91 مليار دج، خصص لإنجاز 42 عملية تدخل ضمن البرنامج القطاعي، تم الانتهاء من 7 عمليات كبرى من أهمها مشروع الأروقة الأربعة المدعمة من سد القنيطرة،  والذي دخل مرحلة الاستغلال الفعلي، كما تمّ تخصيص مبلغ 1 مليار دج لإعادة بعث شبكة التوزيع بالجهة الغربية من الولاية، دون نسيان مشاريع إعادة الاعتبار لأنظمة التزوّد بالماء الشروب للنسيج العمراني لبلدية سكيكدة، مع بناء وتجهيز محطة الضخ وبناء خزانين بسيدي أحمد، وآخر ببولقرود، كما خضعت أنظمة توزيع المياه الصالحة للشرب على مستوى كل المجمعات السكانية المتواجدة بكل من بلديات سكيكدة وحمادي كرومة وفلفلة والحدائق، إلى عملية إعادة تأهيل كبيرة، زيادة إلى مشروع ربط المياه الخام من سد القنيطرة باتجاه محطة معالجة المياه بحمادي كرومة، إضافة إلى عملية تجديد الربط بالمياه الصالحة للشرب بين المنشأة انطلاقا من محطة المعالجة بحمادي كرومة وتجديد شبكات التوزيع على مسافة 200 كلم، مع إعادة تأهيل 13 خزانا مائيا قديما بقدرة استيعاب إجمالية تقدر بـ20 ألف متر مكعب.

ولعل أهم ما ميّز قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، استلامه لـ4 آلاف مقعد بيداغوجي جديد، إضافة إلى قاعة للمؤتمرات تتسع لـ600 مقعد مجهزة بأحدث المعدات المتطورة وورشة للسمعي البصري، وكذا للبهو التكنولوجي للفيزياء والكيمياء، إضافة إلى إنشائه لمركز تدريب لتكوين ورسكلة إطارات المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، واستلامه لحي جامعي للبنات بسعة 2000 سرير.

من جهته، تدعّم قطاع الصحة لأوّل مرة بالفرقة المتنقلة للاستعجالات الطبية المتواجدة بمستشفى «عبد الرزاق بوحارة» بحي عيسى بوكرمة، وفي إطار تنفيذ المخطط الخماسي المتعلق بالبرنامج الوطني للإنارة الريفية في ولاية سكيكدة، وضعت مشاريع حيز الخدمة شملت 48 مركزا و1090 توصيلة، في الوقت الذي انطلقت مشاريع جديدة تخص شبكة التوزيع.

وفي سياق آخر، شهدت السنة الجارية انطلاق عملية إعادة تهيئة وترميم مباني النسيج العمراني القديم المتواجد بقلب عاصمة روسيكادا تحديدا، ستمس 604 مساكن موزعة على 127 بناية قديمة، جزء منها هش، مقسمة إلى 24 حصة. للإشارة، يعد مشروع ترميم مباني النسيج العمراني القديم بقلب المدينة من بين أهم وأكبر المشاريع التي تم تسجيلها في مدونة برامج التنمية المحلية بسكيكدة، إذ خصص له غلاف مالي إجمالي قدره 1500.000.000.00 دج يشمل الدراسة وأشغال عملية الإنجاز التي تم تقسيمها إلى 24 حصة.