فيما دعت منظمة حماية المستهلك لاختيار الأسواق المراقبة

إقبال كبير على "مقطع خيرة" لشراء اللحوم

إقبال كبير على "مقطع خيرة" لشراء اللحوم
  • القراءات: 1193
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

دعت منظمة حماية المستهلك المواطنين، إلى عدم اقتناء اللحوم الحمراء أو البيضاء من الأسواق التي تفتقد للمعايير الصحية والنظافة، حيث أكد رئيسها مصطفى زبدي، في تصريح لـ«المساء"، أن الأسعار المنخفضة تثير استقطاب المستهلك بالأسواق غير الشرعية، بما فيها "مقطع خيرة" في تيبازة، لكن في المقابل، تهدد سلامته، كونها نقاط غير منظمة وغير خاضعة للرقابة ومعايير البيع.

 

أكد زبدي، على ضرورة توفر شروط صارمة لبيع اللحوم الحمراء أو البيضاء، من أجل الحفاظ على صحة المستهلك، موضحا أنه لا يمكن أن تكون تلك الشروط مضمونة، إلا من خلال نقاط البيع الرسمية والنظامية الخاضعة للرقابة. وقال في تصريحه: "صحيح أن الأسعار في متناول المستهلك، وهي المعيار الوحيد لاختياره للأسواق الفوضوية، بما فيها مقطع "خيرة"، لكنه يستحيل القضاء على هذه الأسواق الفوضوية في الوقت الحالي، وهناك الكثير منها، خصوصا في المناطق الداخلية، بسبب نقص المذابح ونقاط البيع، وعليه إذا غاب عامل الثقة ومعرفة البائع ونزاهة المتواجد بهذه الأسواق الفوضوية، فلا ننصح المستهلك باقتناء هذه اللحوم واستهلاكها".

مقطع "خيرة" مذبح مفتوح على الهواء الطلق

وجهتنا إلى مقطع "خيرة"، الذي تحول إلى أكبر سوق لبيع لحوم الماشية والديك الرومي، حيث يصدم الزائر في طريقه إلى هذا "المذبح المفتوح على الهواء الطلق"، بمشاهد القذارة والأوساخ اللصيقة بالمكان، فعلى طول الطريق، لا يفوتك مشاهدة مجموعات من الشباب، يحتلون أراض فلاحية، حولوها إلى مذابح وأسواق لبيع الديك الرومي ولحوم الماشية.

يستقطب هذا السوق غير الشرعي، كل يوم، حشودا كبيرة من المواطنين الوافدين إليه مع قرب حلول شهر رمضان، فالطريق إلى هناك مكتظ ومزدحم بشكل كبير، وقبل أن تصل إليه، لا يفوتك شم الرائحة الكريهة المنبعثة من المكان.توقفت "المساء" عند مدخل السوق، حيث وجدت زحمة كبيرة في موقع ركن السيارت، مع تواجد أشخاص بالمنطقة، يطالبون بحق التوقف قبل الدخول إلى السوق التي تنبعث منها روائح كريهة، وفي هذه الأجواء، وجه سؤال لأحد سكان المنطقة حول مدى تحمل هذه الروائح، فقال: "نحن نعاني، لكن لا مفر ولا قوة لنا في مواجهة هؤلاء الشباب، الذين لا يتوانون في استعمال القوة، إن تدخل أحد منا". اقترابنا من بعض التجار داخل هذا السوق المغطى، حيث لاحظنا أن هناك من يذبح ومن ينزع الريش والأمعاء ومن يقطع ويبيع، غير أن الروائح تنبعث بشدة وسط مجاري الدماء والفضلات التي تغطي الأرضية، في ظل انعدام شروط النظافة.

أسعار تنافسية تجلب المواطن

التجول في سوق مقطع خيرة، يجعلك تلاحظ اختلاف الأسعار عن الأسواق المنظمة، فالديك الرومي الذي يسوق بأسعار جد منخفضة مقارنة بالمحلات القانونية، شجع المواطنين على اقتناء كميات كبيرة منه، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، فالمواطن أصبح لا يعير أي اهتمام لشروط النظافة والصحة، في ظل التهاب أسعار اللحوم بمختلف أنواعها في أسواقنا، بسبب قلة العرض وكثرة الطلب، خاصة في المواسم والمناسبات الدينية.

وقد أكد بعض التجار لـ "المساء"، أنهم يقومون بالذبح اليومي، خصوصا في الأيام الأولى من شهر رمضان، كما تختلف الأسعار حسب الأجزاء المرغوب في شرائها من الديك الرمي، فسعر الرقبة يختلف عن الفخذ، كما يختلف عن الصدر الذي يباع بـ350 دينار للكيلوغرام، وبعملية حسابية بسيطة، يمكن القول بأن باعة سوق مقطع خيرة يسوقون يوميا ما يعادل 1500 ديك رومي، جزء كبير منه يوجه لأصحاب المحلات الذين يتحايلون على مصالح الرقابة ويعيدون بيع هذه اللحوم، على أساس أنها قادمة من المذابح المعتمدة، إذ يكتفون بشراء كميات محدودة فقط من المذابح المعتمدة للحصول على فواتير، يبررون بها باقي سلعتهم في حال قدوم أعوان الرقابة التجارية.

اللحوم الحمراء تبقى أسعارها باهظة

أما عن أسعار اللحوم الحمراء، فليست في متناول المواطن محدود الدخل، إذ تراوح سعر لحم النعجة ما بين 1000 دج و1200 دج، ولحم الخروف بين 1600 دج و1700 دج، وهي نفس الأسعار بالأسواق المنظمة، في حين يقدر لحم الماعز بـ 1200 دج، ولحم البقر ما بين 1400 دج و1500 دج.أما الأحشاء، فتراوحت أسعارها ما بين 700 دج و900 دج للكيلوغرام، و«البوزلوف الذي يشوط في المكان وعلى أفران صغيرة مشتعلة"، فوصل سعره إلى 1000 دج.

إقبال من مختلف الولايات

يجعلك التجوال في السوق، تلاحظ ترقيم المركبات من مختلف ولايات الوطن لقاصدي المكان، مما يعكس درجة عدم وعي المستهلك، في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، حيث لاحظنا أن السوق يعج بالنساء من كل الأعمار، وسط القاذورات والوحل، وحاولنا استفسار مجموعة منهن، حول سبب لجوئهن إلى شراء هذا النوع من اللحوم "غير الخاضعة" للرقابة البيطرية والأمراض الناجمة عنها، خاصة أنهن يصطحبن أولادهن معهن، مما يجعلهم عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، إلا أن إجاباتهن كانت مختلفة، والسبب الرئيسي كان البحث على أرخص الأسعار، وهو ما يجده الكثيرون في هذه السوق، رغم العديد من النقاط السلبية التي يتوفر عليها. والمؤسف جدا في كل ذلك، هو الغياب التام لمصالح الرقابة وقمع الغش في هذا المكان.

جمعية "أمان" تدعو إلى استهلاك لحوم الإبل والأرانب

من جهتها، تواصل الجمعية الوطنية لحماية المستهلك "أمان"، حملتها التحسيسية المتعلقة بدعوة المواطنين إلى استهلاك لحوم الإبل والأرانب، والتقليل من لحوم الأغنام والأبقار واللحوم البيضاء، في سياق مساعيها لتغيير بعض الأنماط الغذائية، وتنويع استهلاك اللحوم.ودعت الجمعية في هذا الصدد، إلى تعزيز وسائل الإنتاج، والرفع من القدرة الإنتاجية للحوم الإبل والأرانب والماعز، حفاظا على استقرار السوق والقدرة الشرائية، وعلى الصحة العمومية بشكل عام.وقد تمت الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن الكثير من المواطنين لا يعرفون أضرار استهلاك اللحوم الأخرى، في حين تحاول الجمعية المذكورة، العمل على تغيير بعض سلوكيات المستهلكين من خلال هذه الحملة التحسيسية.

وحسب رئيس الجمعية، حسان منور، فإن هيئته، اقترحت إنشاء سوق ثابت لبيع لحوم الإبل والماعز والأرانب، لتشجيع منتجي هذه اللحوم، ودعم الثروة الحيوانية الوطنية بمختلف أنواعها، بينما اقترح مختصون آخرون، إدراج فكرة التنويع ضمن البرامج التعليمية على مستوى كل الأطوار، وفتح أبواب التواصل مع مختلف القطاعات، لإنجاح المشروع.أشار منور، إلى أن فكرة تنويع استهلاك اللحوم جاءت تبعا لدراسات علمية دقيقة، أكدت أن أنواع اللحوم المذكورة، صحية، واستغلالها يساهم في تأهيل الثروة الحيوانية، من جهة، وتقوية الجسم، والرفع من مناعته، والتقليل من الأمراض التي قد تصيبه، لاسيما في ما يتعلق بالكولستيرول في الدم أو الشرايين، من جهة أخرى.وأجمع خبراء وباحثون في مجال الثروة الحيوانية والصحة العمومية، حسب رئيس الجمعية، على ضرورة تعزيز وسائل الإنتاج، والرفع من القدرة الإنتاجية للحوم الإبل والأرانب والماعز، حفاظا على استقرار السوق والقدرة الشرائية.