الدكتورة زهرة الفل بومزبر لـ "المساء":

إرثنا ثقيل وجميل ونراعي التفاصيل رغم الغلاء

إرثنا ثقيل وجميل ونراعي التفاصيل رغم الغلاء
  • القراءات: 1303
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت الدكتورة زهرة الفل بومزبر ـ أستاذة اللغة الفرنسية بالمدرسة العليا لعلوم التسيير بعنابة، ومهتمة بالتقاليد والموروث الثقافي المادي وغير المادي لمدينة عنابة. حكواتية، ومهتمة بالأكل العنابي ـ أنها تسعى للمحافظة على هذا الإرث الثقافي الثقيل الجميل، حيث تشارك باللباس التقليدي العنابي بمختلف أنواعه، خلال المهرجانات، ما يجلب انتباه الزوار إلى جمال معروضاتها، التي تشاركت في إنجازها مع شقيقتها الخياطة.

أوضحت زهرة الفل أن للعروس العنابية لباسين "للحنة"، هما قندورة الصدر المصنوعة من الحرير والمطرّزة بالفتلة، و"الدلالة" المكونة من قطعتين، هما القاط أو الجبادور، والقندورة، وهي تزيَّن بالدلالة، وهي من السلطاني. ويوضع عليها الجبين والشوشنة، وهو الجوهر. كما ترتدي السخاب والخلخال. وأضافت أن العروس لا تلبس المحزّمة إلا بعد الدخول بها، أي بعد عملية التحزام من قبل أولاد من أهل زوجها، ثم تلبس القندورة الوردية، التي تظهر من خلالها أنها انتقلت من آنسة إلى سيدة، علما أنها تلبس الأزرق عند الذهاب إلى بيت أهلها، ثم تخرج بالأبيض، وهو رمز الطهارة.

وفي ما يخص الحفاظ على تصميم القندورة قالت: "مازلنا نحافظ على شكلها القديم. ففي السابق كانت تُصنع من قطيفة جانوفا الإيطالية، وهي ضيقة 45سم، مما يستوجب أن يلصق بها الكثير من الأطراف لتكوين قندورة جيدة. ولا بد من الخراطة، لكونها تستر الجوانب". وتوضح: "في السابق كانت النساء ذوات صحة جيدة، فكانت تُصنع لهن الركبة، أي الزيادة في القماش لإعطاء الراحة، إذ كانت السيدة تجلس على الأرض، ولهذا تقوم بعملية التربيع عند الجلوس. ومهمة الركبة في القندورة التربيع والستر. وتعمل التجيبة في قندورة زمان، حتى إذا ما احترقت أو تمزقت تفتح التجيبة ليمد في طول القندورة".

وفي ما إذا كانت العروس تحافظ على اللباس قالت الدكتورة زهرة الفل: "نعم، العروس العنابية تحافظ على التقاليد، لا سيما ملابس التصديرة. وتأخذ معها "قنادر" سبعة ألوان، هي اللوزي، والأخضر، والتبني، والقرفي "البني"، والعنابي. كما تخرج أدواتها في صندوق "الجلب" المصنوع من الحطب، وهو محاط بالجلد، أو مزيَّن بالنحاس، يوضع فيه الفراش والشورة و"فراش الذهب"، وهي عبارة عن مخدات ومسند للسرير الذي يفرش ليلة الدخلة، وهو قطيفة مطروزة بالفتلة، والتفريشة من البروكار، أي وفق القندورة التي سترتديها العروس".

وفي ما يخص غلاء المادة الأولية وتأثيره قالت: "نعم، القطيفة غالية؛ 5 آلاف دينار للمتر، والفتلة بـ4 آلاف دينار لأربع كرات فقط. شخصيا تساعدني أختي في الخياطة، لكن الجميل في الأمر أنه كلما كان العمل جيدا ومتقنا، يُحفظ للأجيال القادمة، علما أن في السابق كانت تُصنع من خيط الذهب الحقيقي. وصدر القندورة مرتبط بمهنة زوج العروس، فإذا كان يعمل ولديه مال، يعطيها لصناعة صدر كبير من الذهب، أما إذا كان غير مقتدر، فيُعمل بخيط رفيع فقط".