مختصة في علم النفس المدرسي فتوحة سعيد:

إدمان الأنترنت يؤثر على التطور اللغوي عند الطفل

إدمان الأنترنت يؤثر على التطور اللغوي عند الطفل
  • القراءات: 893
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

سلّطت فتوحة سعيد، مختصة في علم النفس المدرسي، ومديرة مؤسسة رواحل للتدريب وتطوير المناهج والحلول التربوية، الضوء على موضوع الإدمان على الأنترنت، موضحة أن دور الأولياء يكمن في ضبط استعمال الأنترنت من الأطفال، خاصة ممن هم دون خمس سنوات. 

عرضت المختصة سلبيات الاستعمال الرقمي المفرط، مشيرة إلى أن الكثير من مشاكل اللغة التي يعاني منها الطفل، سببها الإفراط في استعمال تلك الأجهزة، موضحة أنه يتم تسجيل حالات كثيرة لأطفال في مستويات الابتدائي، لديهم مشاكل في استعمال اللغة، وهذا راجع إلى الاعتماد الكبير إلى حد الإدمان، على الأنترنت. وبالرغم من أن المشكل قد يبدو طفيفا لبعض الآباء أو قد لا يلاحظه تماما جيل اليوم، إلا أن عواقبه وخيمة جدا، ولا بد من الحذر منه.

وأضافت أن بطء تطور اللغة عند الطفل مهما كانت لغته الأم سوف يجعله يصل إلى مرحلة عمرية، يصبح من الصعب عليه حمل المقدار الكافي من الرصيد اللغوي الصحيح؛ إذ إن أحسن سن لكسب المهارات اللغوية، حسب المختصة، هي قبل الأربع سنوات، وعدم استغلال تلك الفترة للتعلم وترك الطفل ضحية الأجهزة والغوص في بحار الأنترنت العميقة التي لا مخرج لها، بدون توجيه أو مراقبة، لأنها سوف تُغرق مهاراته بدل من تطويرها في تلك السن المبكرة.

ولقد سبق أن صممت المختصة وثيقة ورقية على شكل اتفاقية بين الطفل وأبويه، تحمل مجموعة من ضوابط استعمال الأنترنت، التي، حسبها، لا بد أن تكون على شكل مكافأة بعد تأدية الواجبات "المدرسية" وكذا "المنزلية"، يتعهد الطفل من خلالها، بالالتزام بمجموعة من القواعد حتى يتم مكافأته باستعمال الأنترنت لمدة لا تتجاوز 30 دقيقة، وتصفح ما هو مفيد وغير مضر.

وتقول فتوحة سعيد:"وتختلف تلك الشروط بين إنهاء الواجبات المدرسية، وقراءة حصة من القرآن، والمساعدة في نظام البيت وترتيبه، وممارسة الرياضة، واللعب مع الإخوة أو الأصدقاء. كما إن الوثيقة تحمل موانع الاستعمال؛ كالشجار، وتجاوز المدة المسموحة، أو استعمالها في أمور غير مهمة ومفيدة، أو التسبب في مشاكل داخل البيت أو في المدرسة".

وتضيف أن هذه الضوابط كفيلة بمساعدة الآباء في ضبط تصرفات أطفالهم إزاء الاستعمال المتكرر والمضر للأنترنت، قائلة إن مخاطر الأنترنت غير محدودة؛ فهو عالم فسيح جدا، يمكن أن تجد فيه كل ما يلزم، لكن في نفس الوقت، فيه مساوئ محدقة بالطفل والفرد غير الواعي.