مهنيون يشرحون واقعه في الجزائر

إجماع على النهوض بالإعلام الثقافي

إجماع على النهوض بالإعلام الثقافي
  • القراءات: 1509
مريم. ن مريم. ن

يشكل الإعلام الثقافي دعامة أساسية في عملية الاتصال، ولا يكتفي بتقديم الخبر والمعلومة، بل يتجاوزها إلى إثراء الجانب الفكري والفني للمتلقي من خلال الحرص على تقديم رسالة إعلامية مبنية على الكفاءة والمهنية وتتميز عن غيرها بالرقي وبتجاوز الآنية، بهدف التأسيس لمجتمع مثقف وواع له كل الأدوات اللازمة لصيانة مكتسباته وتراثه وهويته وقادر على قراءة الراهن ومواجهة وفهم الآخر مهما علا شأنه في "العالم المتحضر". عن هذا الإعلام، تحدث بعض الأساتذة وبعض أهل المهنة لـ«المساء" الذين أجمعوا على ضرورة النهوض به وإعطائه الحيّز الذي يستحق. 

 الإعلامي إبراهيم صدّيقي: الإعلام الثقافي عندنا بخير

إلتحقت للعمل بمؤسسة التلفزيون في القسم الثقافي وكانت هذه المرحلة مهمة جدا في حياتي المهنية، حيث مثّلت القاعدة الأساسية في تكويني فيما بعد، فقد تعلمت فيها الكثير، حينها رافقت بفضل هذا القسم الثقافي مختلف فعاليات الإبداع والنشاط الثقافي والفني وخصوصية هذا العمل أننا نحتك بكل المجالات وبمختلف الفاعلين.

تحية كبيرة أبعث بها عبر "المساء" لأول مسؤول لي في العمل الإعلامي الثقافي الرائع، أحمد سليم وايت علي الذي أخذ بيدنا عبر كل المراحل.

أرى أن الإعلام الثقافي ببلادنا بخير مقارنة بالدول والمجتمعات العربية، فالإعلام الثقافي الجزائري يحتل موقعا مهما جدا سواء من حيث المرافقة أوالرأي، كما أن جل المبدعين يشتغلون في الإعلام الثقافي.   

الأستاذ محيي الدين عميمور: مصطلح الاتصال يزعجني 

الثقافة مفهوم شامل، والمثقف هو الذي يملك ويعطي الحلول المعقولة وعلى مستوى عال، والثقافة اليوم أصبحت متنوعة وبها تخصصات ومع ذلك يبقى حقها مهضوما.

للإعلام والثقافة أيضا مهمة تكوين الرأي العام طبقا لثوابت الأمة، وبالتالي فإنه من الواجب عودة الإعلام كتعبير عن قضايانا تماما كما كان في السابق وليتأتى ذلك لابد من خلق قضية ومشروع وطني قومي يلتف حوله الجميع بما في ذلك الأحزاب السياسية.  

بالنسبة لي أعتقد أن الفشل بدأ عندما تم الفصل بين قطاعي (وزارتي) الثقافة والإعلام واستبدل هذا الأخير بالاتصال وهذا المصطلح صراحة يزعجني.   

هناك أيضا ما يعرف بالشرخ اللغوي عندنا خاصة بين الفرنكفونيين والمعربين وما تولد عن ذلك من صراع إيديولوجي رمى بظله على الثقافة والإعلام، فمثلا صدر سنة 2011 كتاب مهم جدا بالجزائر بعنوان "نحن والعقيد" ذو 700 صفحة (لغة عربية)، احتوى معلومات كثيرة لكن لم ينل حظه من الظهور وبالمقابل صدر سنة 2015 كتاب عن "القذافي" لجزائري كتب بالفرنسية اهتزت له فرنسا رغم تواضعه.

جمال سعداوي مكلف بالإعلام بمركز الفنون بحصن 23: الصحفي همزة وصل ضرورية

عملي في الاتصال الثقافي كتجربة إدارية بمركز الفنون وباتحاد الكتاب، أكسبني هذا التواصل مع الإعلاميين في مجال الثقافة والتي أعتبرها تجربة جيدة تميزت بالعمل المنسجم والمتناسق فالعمل كان اجتهادا لتوفير المعلومة ووضع الصحفي في لبّ البرامج المسطرة وتزويده بكل الأفكار المحيطة بالموضوع حتى يكون همزة وصل بين المؤسسة الثقافية والجمهور، يجمع المعلومات للكتابة والتعليق.  

الدكتور نصر الدين العياضي: تفعيل الشراكة بين الثقافة والإعلام

أرى أن المنتوج الثقافي مرتبط أساسا بالنخبة ومحاولة تقريبه من المستهلك العادي يحتاج للاستثمار ويحتاج أيضا للكفاءة المطلوبة، كما يتوجب استحداث آليات تتكفل بها الدولة من خلال عقد اتفاقيات بين المنتجين للثقافة وبين المؤسسات الإعلامية، هذه الأخيرة التي قد تستهين بحضور الثقافة وتفضل عليها التواجد السياسي الذي تراه الأهم، بينما تشير الدراسات إلى أن جمهور الثقافة والفن يفوق الجمهور المتتبع للشؤون السياسية الإخبارية لذلك فجمهور النشرة الإخبارية الرئيسية أقل بكثير من جمهور مسلسل واحد وهكذا.

 الإعلامي فرحاني أمزيان:الإعلام الثقافي يحتاج للتسويق الذكي

يبدو أن الثقافة من آخر الاهتمامات في عملية الإعلام خاصة من حيث الإبداع والقراءة، والنهوض بالإعلام الثقافي يحتاج إلى تسويق ذكي ومحترف ويحتاج أيضا إلى تعاون المؤسسات الثقافية التي لابد لها من أن تكون متعاونة وتقدم المعلومة وبرامج نشاطاتها في الوقت المناسب، وبالتالي يستطيع الصحفي من جهته أن يكون في الموعد ويلم بالعمل.

تعاني الأقسام الثقافية عندنا من قلة الصحفيين، ففي الماضي كان عددهم يفوق العشرة في القسم الواحد مما يعطي ارتياحا في استقاء المعلومة ويسمح بالوقت للعمل والاختصاص وبالتغطية الشاملة التي تتعدى الخبر، عكس ما يجري اليوم، يحتاج الإعلام الثقافي عندنا أيضا إلى محيط مناسب يتضمن مثلا عمليات سبر الآراء واستغلال ما تنتجه الجامعات والتكوين.

أرى أيضا أن الأقسام الثقافية بالصحافة المعربة تغطي ما ينتج بالعربية وتهتم به وتقدمه وهذه التجربة تعجبني لذلك ينبغي أن تعمم ومن جانبي كإعلامي أعمل بالمثل وأقدم مثلا كتبا صدرت بالعربية للقارئ المفرنس وهكذا.. ويسعدني أن تتدعم هذه التجربة بيننا لنخدم سويا الفضاء الإعلامي.