الفوارة، المختومة، ترسورداسن، الكسكسي والشوربة

أطباق تقليدية بنكهة أصيلة

أطباق تقليدية بنكهة أصيلة
  • القراءات: 4346
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

حرصت السيدة "ب. ب«، منتخبة بالمجلس الشعبي للقرارة، وموظفة بالمستشفى على تعريفنا بمختلف الأطباق التقليدية التي تحضرها حرائر بني ميزاب، وتقديمها في مختلف المناسبات، وهي الآكلات المميزة بذوقها الفريد وبهاراتها الخاصة من المنطقة، حيث يتم الاستعانة بالقرنفل والقصبر وزبذور البسباس لتحضير تابل رأس الحانوت الذي يعد أساسيا في تحضير مختلف الأطباق التي تمتاز بنكتها الزكية سواء وهي تحضر آو عند تناولها. ومن بين الأطباق الشهيرة بالمنطقة، طبق الشوربة، ولا علاقة له بتاتا بالشوربة العاصمية لأن مادته الأساسية هي الفرميسال آو الشعيرية، التي يتم تفويرها بالكسكاس بعد دهنها بالزيت حتى لا تلتصق، ويتم تحضير المرق لتشريبها من الطماطم المصبرة والطازجة، تابل راس الحانوت والدجاج حسب الرغبة، كما يتم سلق حبتين من البطاطا وحبات من البيض بعدد أفراد العائلة وهي من أشهى المأكولات التي تقدم للضيوف والأحبة.ويعتبر طبق الفوارة، الذي قوامه الكسكسي بالخضر المفورة والمكونة من البصل الأخضر، الجزر وحبات البطاطا المقطعة مكعبات، والذي يضاف إليه مرق الطماطم خلال عملية التفوار لأنه لا يسقى مثل الكسكسي بالمرق الأحمر آو الأبيض والخضار واللحم، ويقدم مع حبات من الزيتون الأخضر، كما يمكن عصر القليل من الليمون عليه.

وتعتبر المختومة، وهي شبيهة المحاجب التي تحضر في مختلف ولايات الوطن إلا أنها تنفرد بذوقها المميز لطبيعة التوابل المستعملة في العقدة، فبعد أن يتم تحضير العجينة التي تفتح بشكل دائري ويتم حشوها بمرق البصل، تطهى من الجانبين ويتم فتحها فيما بعد لتضاف لها حبة بيض فتصبح غداء كاملا ولهذا سميت بالمختومة، إذ يكفي تناول حبتين للشعور بالشبع. ويعتبر طبق "ترسورداسن"، من الأطباق التقليدية التي تحضر خلال الأيام الباردة، وهو كسكسي أخضر اللون لأنه مفتول بالزعتر وبعض الأعشاب العطرية المفيدة للصحة، ويحضر مرقه الأحمر من الخضر الموسمية ويزين بالعصبان المقدد الذي تحضره السيدات سابقا.  وخلال الأعراس، يتم تحضير طبق الكسكسي ببيت العشيرة بنوعين، ففي اليوم الأول يقدم للضيوف الكسكسي بالمرق الأحمر والخضر واللحم الغنمي آو البقري، وفي اليوم الثاني آو كما يسمى الصبوح، يتغدى آهل العرسان والضيوف على الكسكسي بالمرق الحلو المكون من التمر والقرع الأخضر اللون الطري واللحم بنوعيه.     

ولا يمكن أبدا تصور انقضاء يوم آو تفاصيل فرحة عرس بدون شاي، فهو المشروب المفضل بالمنطقة، والذي يتم تحضيره بطريقة خاصة، حيث تباع بالقرارة مواقد أرضية صغيرة تشبه الطابونة، خاصة بتحضيره، فبعدما توضع الصينية على المائدة وبها كؤوس الشاي والسكر والنعناع المميز برائحتة الزكية وذوقه الفريد لما له من خاصية التواجد بمنطقة صحراوية خاصة خلال الربيع، حيث تقدم الأرض أجود الأنواع منه وقتها، يتم وضع إبريقين لتأدية الغرض، هذا فوق ذاك، حيث تقوم السيدة بعملية تحضيره وتقديمه لآهل البيت آو ضيوف العرس وتبقى أمام موقدها الصغير في الصالة حتى يفرغ الجميع من شربه. وللقهوة أيضا عشاقها، إذ أن آهل القرارة مازالوا يحتفظون بالحماص، وهي الآلة التقليدية التي يتم تقلية حبات البن الخضراء عليها حتى تتحمص جيدا وغالبا ما تكون مزيجا من الاربيكا والروبيستا للاستمتاع بذوقها القوي الذي يقدره محبوها.