"لقْطيع"

أشهر أنواع الطب البديل

أشهر أنواع الطب البديل
  • القراءات: 4252
حنان. س حنان. س

يكتسي التداوي بالأعشاب أهمية كبيرة لدى شريحة واسعة من المجتمع، ويظهر ذلك في المحلات العديدة التي فتحت هنا وهناك لعرض خدماتها وخلطاتها، كما يظهر "القطيع" نوعا آخر مميزا من أنواع العلاج البديل الذي هزم العلاج الحديث لدرجة نصيحة أطباء لمرضاهم بقطع "عرق لاسا" والشقيقة وغيرها من الأمراض.. ما هي الحكمة من وراء ذلك؟ ولماذا هذا الإقبال المتزايد؟ ذلك ما حاولت "المساء" استطلاعه وتوصلت لحقائق مثيرة.. يتزايد الطلب على العلاج الشعبي في مجتمعنا، والحقيقة أن هذا التزايد يرجع لسببين، الأول: التنوع، أي توفر مئات الأعشاب والخلطات لعلاج أكثر الأمراض شيوعا حتى تلك التي قد يخجل المريض مصارحة طبيب مختص بها. والثاني: الثقة الكاملة، وهنا يصدق المثل الشعبي القائل "أللي ما يقتل يسمّن"، بمعنى أن العلاج البديل يقوم على أعشاب طبيعية ليس لها أي أضرار جانبية عكس الأدوية الكيماوية. والملاحظ أن هناك تخصصا نوعيا في بعض تلك الممارسات العلاجية الشعبية. هناك من يعالج كل الفئات من الرجال والنساء، في حين هناك من يختص في علاج النساء فقط. بينما نجد البعض الآخر يعالج الرجال فحسب، في حين يعمد البعض إلى تخصيص أيام لعلاج النساء وأيام أخرى لعلاج الرجال.

شهرة المعالج هي مقياس الإقبال

الملاحظ كذلك أن المستفيدين من العلاج بالأعشاب هم من جميع الفئات والمناطق، قد يتوافدون من بعيد قاصدين فلانا ذاع صيته في ممارسته العلاجية سواء "القطيع" أو "الجْبير" أو تحضير خلطات عشبية تشفي من هذا المرض أو ذاك الداء، والشهرة هنا تعتبر مقياسا لقصد هذا المُعالِج من دونه. الملاحظ كذلك أن هناك قاسما آخر مشتركا بين أولئك المعالجين، ونقصد هنا تحديدا الذين يداوون تقليديا بالقطيع أو جبر الكسور. أو يقترحون أعشابا وخلطات معينة يحضرونها هم بأنفسهم. استعملوا كلهم خلال حديثهم لـ"المساء" جملة واحدة وهي "هذه حكمة والحكمة أسرار". آخرون قالوا "معْطيّتلنا".. أي أنهم تحفظوا عن الإجابة عن تساؤلاتنا. ما الذي يجعل الناس يثقون بالطب البديل؟ وكيف تثقون بنتائج علاجكم الشعبي؟ وكيف يتم قطع هذا المرض أو ذاك؟ 

الشيخ أحسن يجمع بين "لقطيع" والأعشاب

في السياق، حدثنا الشيخ أحسن وهو يجمع ما بين القطيع والمعالجة بالأعشاب لما سألناه عن سبب تهافت الناس عن هذا النوع من التداوي وما الفرق بين العلاج بالأعشاب والطب البديل و.. الشعوذة، قال: "إن كل علاج لا يوافق الكتاب والسنة هو شعوذة. وعن نفسه يقول إنه يعالج بالأعشاب منها أعشاب محلية وأخرى يستقدمها من بلدان معينة لعلاج أمراض بعينها ومنها الزكام والأنفلونزا وضيق التنفس وحتى إبعاد العين والحسد وفك 25 نوعا من السحر.كيف ذلك؟ يجيب بقوله: تلك حكمة بالغة في قوله تعالى (وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)، (البقرة- 269). 

هذه كانت إجابته اللصيقة بلسانه كلما سألناه كيف وصل إلى ما وصل إليه، ولكن إصرارنا وإلحاحنا كان أكبر فقال أخيرا: "الذي يداوي بالأعشاب عنده حكمة.. والحكمة هنا لا تُقرأ في الكتب ولا تُدرس في الأقسام. الحكمة بالمَعْطى وتسريح المشايخ"، "ومن أين لك بالحكمة يا شيخ؟"، سألناه فقال: "لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال.. أقول فقط.. من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"، ألححنا كثيرا بالسؤال فقال: "الحكمة أولا من فضل المولى والحكيم الكبير المُعالج أي الزْوِي وأعني به شيخ الزاوية الذي أخذت منه الحكمة بولاية أدرار. وأنا منذ أكثر من 45 سنة أعالج بالأعشاب واقطع أي مرض: عرق لاسا، الخلعة، اللقية والشقيقة وفك الرباط وغيرها.. فما وجد داء إلا ووجد له دواء ونحن مجرد وسيلة لا غير. نقترح مجموعة أدوية إما شرابا أو زيتا للدهن.. وسؤالي لك يا بنيتي ما معنى من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا؟..دراهم.. سيارات.. لا الحكمة هنا المقصود بها معالجة الناس.. ولا يمكنني قول أكثر لأن الحكمة في معالجة الناس هنا في السر"، هكذا يقول..