رئيس مجلس أعيان قصر القرارة فخار الحاج بن عيسى لـ"المساء":

70عادة للفرد الميزابي

70عادة للفرد الميزابي
  • القراءات: 1185
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أشار السيد فخار الحاج بن عيسى بن بكير، رئيس مجلس أعيان قصر القرارة، (متقاعد من قطاع الصحة)، إلى الدور الذي يلعبه الأعيان بالتنسيق مع الحركة الجمعوية وحلقة العزابة في إصلاح ذات البين بين الناس، ومساعدة الشباب على تعدي الأزمات خاصة في ظل العولمة والتكنولوجيا، مع الحرص على الحفاظ على العادات النبيلة التي تركها الأجداد والتي تعدت 70 عادة يتميز بها الفرد المزابي منذ يوم ميلاده إلى بلوغه 100 سنة.

السيد فخار يشرح معنى كلمة الأعيان بقوله، هي جمع عيون،  أي عيون المجتمع التي تسهر على خدمته. ويوجد في بلاد القبائل ما يوازيها "تاجمعت"، وهي في  لقاء مستمر مع الحركة الجمعوية لمناقشة كل ما يخص أحوال الناس، اجتماعيا، اقتصاديا وسياسيا، علاوة على ربطها لعلاقات متينة مع الشباب، وفوقها يوجد ما يسمى بحلقة العزابة وهي ما تهتم بالجانب الديني والفتوى والخطاب المسجدي، حيث يكون المسجد مشعا. وهناك تنسيق محكم بين المجلسين، أما القاعدة الصلبة للمجتمع المزابي فهي الأسرة، وهي الخلية الأولى، هي الآن تتوسع وفق التغيرات التي عرفها العصر، فأصبح لدينا المجلس الأسري، حيث يجتمع مثلا كل من يحمل لقب فخار سنويا لتشجيع الأبناء على الدراسة وتهتم بأمر تزويج الأبناء وفض النزاع بين الورثة. الفرد المزابي يجد العشيرة في خدمته بعد الأسرة، ويستوجب عليه أن يسير وفق ضوابط اجتماعية، فإذا كان منضبطا وإيجابيا يجد الرعاية الكاملة، وإذا أخطأ في تصرف يضر بالغير أوكان عربيدا، ظالما أوجبارا أو يأكل حقوق الجيران، فإنه يتم التبرئة منه على الملأ، وتتم مقاطعته من قبل المجتمع كاملا حتى يتوب من ذنبه، وعندما يعود لرشده يقوم بطلب السماح بالوقوف أمام سرية المسجد ويقول: "تبت لله".

وأضاف السيد فخار قائلا: " نحن نهتم بمستجدات العصر في الحياة، فقديما لم يكن هناك تأثير العولمة، لهذا كل واحد يقوم بدوره لحماية الشباب، فهناك جمعيات يتم توزيع المهام عليها ـ وللرجال مثل النساء، إذ هناك جمعيات نسوية  مختصة يطلق عليها "التنسردين": وهي مكونة من منتخبات في المجالس وسيدات يقمن بتغسيل الميتات والاهتمام بانشغالات الفتيات". 

وفيما يخص الجانب الثقافي والتربوي، قال محدثنا: "نحن نهتم بالعادات الحسنة، فمثلا تلك التي يتلقاها المولود تصل إلى 70 لدى بلوغه 100عاما، منها الآذان عند الولادة حتى يكون أول ما يسمعه في الدنيا، ثم عادة "السبوع"، ويتم الفرح به عندما يدخل الكتاتيب ويحتفل به، وعندما يصلي ولما يستظهر القرآن الكريم، فكلها عادات تشير إلى الارتباط الوثيق بالمجتمع. فالأسرة تشعر أنها تنتمي إلى جذع متين، فأجدادنا تركوا لنا تاريخا كبيرا محفوظا في الكتب والمخطوطات وتاريخ الجزائر مشع بالمقاومات الشعبية والثورة التحريرية المباركة، وهو التاريخ الذي نعلمه للشباب عن طريق الجمعيات والنشاطات الفكرية والمحاضرات التي تنشط في مواسم مختلفة، ففي موسم الأعراس، يستفيد العرسان وكل أفراد المجتمع من المحاضرات الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية، الدينية التي ينشطها المختصون، فمثلا خلال هذا الموسم الربيعي كان لدينا 25 عرسا، وفي كل عرس إجباري استضافة العلماء والمختصين، وهو ما أطلق عليه الدكتور بيوض اسم الجامعة الشعبية، كما يستمتع الحضور بالأبيات الشعرية والمسرح وغيرها من النشاطات الثقافية". 

ويواصل السيد فخار قائلا: "جمعية التراث الثقافية أصدرت كتبا عن المنطقة ليتعرف عليها الغير ولحفظ التراث، كما نحرص على تعريف أبناء الكشافة بمختلف مناطق الوطن، ونظهر لأبنائنا مواطن الفتنة ومواقعها لتجنبها، نطلب من الله أن نكون في خدمة الفرد والوطن، فكلنا درسنا بالمدارس والجامعات الجزائرية والمدارس الحرة، وحرصنا على تعلم العربية لأنها لغة القرآن، والسواد الأعظم يحرص على الحفاظ على اللباس التقليدي مثلما فعله الشيخ عبد الحميد ابن باديس والأمير عبد القادر".