عبد الحميد بوداود رئيس مجمع خبراء المهندسين المعماريين:
7 بلديات تتطلب خبرة دقيقة، ولا يوجد فحص للعمران بمقياس دولي

- 471

أكد رئيس المجمع الوطني لخبراء المهندسين المعماريين، أن عمليات الترميم التي تقوم بها الدولة ليست حلا لإبعاد خطر الانهيارات في حال حدوث أي زلزال، بل شبّه ما تقوم به الجهات المعنية بمن يقوم بإلباس شخص مصاب بالسرطان أثوابا فاخرة وتجميله ليظهر في صورة لائقة أمام الناس وفي كامل لياقته.
ولم يستبعد محدثنا أنه لو يحدث زلزال فإن الكارثة ستكون كبيرة، مشككا في عمليات الخبرة التي تخضع لها مختلف البنايات القديمة التي صارت حكرا على الهيئات العمومية. ولم ينفِ أن الترميم يخفّف نوعا ما من شدة الصدمة ودرجة الخطر، لكن ـ حسبه ـ من أجل فحص البنايات بدقة فإن الأفضل أن نقوم بخبرتين، ويمكن حتى إشراك الخبرة الأجنبية المختصة في المجال وكذا في الترميم، والاستفادة من خبرة الآخرين كاليونان، إيطاليا وإسبانيا؛ من طرقهم في تكوين اليد العاملة.
وأفاد المصدر أنه مثلا بالعاصمة توجد 7 بلديات 90 بالمائة من نسيجها العمراني هش يستدعي الهدم كالقصبة، باب الوادي، بلوزداد، حسين داي وسيدي امحمد. كما تأسف محدثنا لكون بلادنا تضم 1296 مركز تكوين مهني عبر الوطن، ورغم ذلك نشتكي من نقص اليد العاملة.
وتابع الخبير بوداود يقول إنه بعد 2003 تم تجسيد عمليات ترميم. وأنفقت الدولة على ذلك أموالا ضخمة، متسائلا: "هل إحصاء وتصنيف العمارات تم بدقة؟ ولماذا لا تقوم السلطات المحلية بإطلاع المواطنين بالبلديات على وضعية النسيج العمراني القديم بإقليمهم وشرح عمليات الترميم التي تجري في الميدان، حتى يكون المواطن على دراية؟ الأهم من ذلك توعية المواطنين وتلقينهم ثقافة الصيانة، وأن يتم توفير دفتر صحي لكل عمارة أو بناية لتحديد طبيعة الترميم".
وبشأن النسيج العمراني بالقصبة العتيقة يرى المصدر أنه يجب أن يُفرغ من شاغليه، ويحوَّل إلى مركز تاريخي سياحي؛ لأن دويرات القصبة تنهار شيئا فشيئا؛ إذ لم يبق من أصل 1200 دويرة إلا حوالي 600، وستُدكّ في حال وقوع زلزال.