عز الدين ميهوبي ضيف ”فوروم الإذاعة”:

16 ماي مكسب كبير

16 ماي مكسب كبير
  • القراءات: 864
مريم . ن مريم . ن

إستقبل منتدى الإذاعة، أمس، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي للحديث عن اليوم العالمي ”للعيش معًا في سلام”، الذي ستحتفل به المجموعة الدولية ابتداء من 16 ماي من كل سنة، وهي المبادرة التي اقترحتها الجزائر للأمم المتحدة ولاقت الموافقة بالإجماع، كما تناول الضيف جملة من القضايا التي تهم الشأن الثقافي بكلّ تجلياته.

أشار السيد ميهوبي إلى أن اعتماد هذا اليوم من طرف الأمم المتحدة هو مكسب كبير، كما أنه ترجمة لرصيد الجزائر في مجال الدعوة لترسيخ قيم السلم والتعاون والتعايش والتقارب بين الشعوب، مذكرا بهذا التاريخ الذي يؤكّده اكتشاف أثري قام به قبل 50 سنة الباحث الجزائري منير بوشناقي، يتمثل في فسيفساء بموقع تيبازة، سجلت عليها قيم الوئام والأمن وهذه اللوحة الفسيفسائية (القرن الرابع الميلادي) هي نفسها التي اتخذها رئيس الجمهورية سنة 2003 شعارا للمؤتمر العالمي للقديس أوغستين.

توقف الضيف أيضا عند مثال آخر تجسّد سنة 1860 مع الأمير عبد القادر حين أطفأ فتنة الشام وحمى المسيحيين، وبعده جاءت الثورة التحريرية في 1954 التي رسخت حقوق الأسرى، علما أن الصليب الأحمر الدولي قدم مؤخرا للأرشيف الوطني 30 ألف وثيقة تثبت ذلك، وتوقّف المتحدّث أيضا عند شعار الوئام والمصالحة والعيش المشترك الذي دعا إليه الرئيس.

وفي هذا السياق، أكّد ميهوبي أنّ الجزائر تقدّمت لمنظمة الأمم المتحدة بهذه الفكرة عبر مسار سياسي استعرضت فيه التجربة الجزائرية، بالإضافة للمسار الروحي والديني من خلال الزاوية العلوية بقيادة خالد بن تونس الذي كان قد أنشأ جائزة دولية في هذا المضمون، سلّمها للأخضر الإبراهيمي وفريديريكو مايور، كما حضر السيد بن تونس شخصيا للجمعية العامة للأمم المتحدة وحقّق إجماعا بـ100 صوت تبنى هذه الفكرة النبيلة التي ستتجسّد من خلال اليونسكو بالترويج لها عبر مختلف الفضاءات.

أشار المتحدّث إلى أنّ الفكرة هي مواجهة سلمية لما يشوب العالم من صراعات واضطراب باسم الدين والثقافة والصراع الإثني والانغلاق وعدم قبول الآخر. ولإحياء المناسبة أكد الوزير أنه أعطى تعليمات لكلّ المؤسّسات الثقافية عبر الوطن (مكتبات، متاحف، دور ثقافة، مسارح وغيرها) لتحضير برامج تتناسب وهذا اليوم، كما سيتم على الساعة العاشرة من صباح اليوم تنظيم عدة محاضرات بقصر الثقافة ”مفدي زكريا”، وكذا تقديم فيديو كليب بمشاركة 14 فنانا شابا عن المناسبة وبعدة لغات سيبث قريبا وسيتم الترويج له في الخارج وهو بعنوان ”لنعش معًا في سلام”.

استعرض الضيف في هذا اللقاء دور الزوايا في المحافظة على مقوّمات الدين والمجتمع، ومن ذلك الصوفية التي تحمل الكثير من القيم، متوقفا عند مؤتمرات دولية للصوفية، عقدت بالجزائر وتحولت فيها الفكرة الدينية إلى فكرة سياسية مجسدة، الأمر الذي أغنى التراث الإنساني المشترك، وهنا أعلن عن افتتاح الزاوية القايدية قريبا بتقصراين.

للإشارة، تطرّق الوزير إلى عدة قضايا سبق طرحها، متعلقة بالاستثمار في قطاع الثقافة وتسيير بعض المؤسسات الثقافية منها الأوبيرا وكذا الجوائز منها جائزة مريم ماكيبا وسوق الفن التشكيلي والتكوين والاعتماد على الفنان الجزائري في المقام الأول من حيث الدعم. كما توقف الوزير عند وفاة السيدة صونيا وكيف كان التواصل معها، وكيف أنها فضلت الانطواء عندما اشتد بها المرض، وقد وصفها بوريثة كلثوم، داعيا إلى قراءة تجربتها وعرض أعمالها.