مطاعم الرحمة بالعاصمة تحت مجهر الرقابة

ولاة منتدبون يأمرون بتطبيق القانون على المخالفين

ولاة منتدبون يأمرون بتطبيق القانون على المخالفين
  • القراءات: 1071
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

بادرت العديد من الجمعيات الخيرية الحاصلة على التراخيص، بفتح مطاعم الرحمة خلال شهر رمضان المعظم، التي يقصدها الفقراء وعابري السبيل، وبالنظر للإقبال الذي تلقاه هذه المطاعم المنتشرة عبر ولاية الجزائر، سجلت "المساء" إلزاما صارما من قبل القائمين عليها، بتطبيق تعليمات الولاة المنتدبين والمتعلقة بتوفير شروط النظافة. وجه في هذا الشأن، الولاة المنتدبون في مختلف مقاطعات ولاية الجزائر، تعليمة إلى رؤساء البلديات، للتشديد على تسليم تراخيص فتح مطاعم الرحمة، من خلال رفض تنظيمها في بعض الأماكن، على غرار الطرقات أو الحظائر والمدارس، حيث تشدد التعليمة على الغلق الفوري لأي مطعم رحمة، تحرر ضده فرق النظافة تقارير في حال مخالفة الشروط المطلوبة.

في ضيافة مطعم حي الكاليتوس ببوروبة

البداية كانت من "مطعم الرحمة" بحي الكاليتوس في بوروبة، حيث لاحظت "المساء" توافد عدد كبير من الشباب القادمين من مختلف ولايات الوطن، أغلبهم طلبة، حيث وجدوا في مطاعم الرحمة فضاء يسدُوا به ولو القليل من الفراغ، الذي أحدثه البُعد عن الأهل، خاصة في مثل هذه المواسم، باجتماعهم كعائلة واحدة تحت سقف مطعم الرحمة، الذي يعتبر بديلا عن البيت العائلي.

أكد أحد الشباب، الذي اختار أن يقضي إفطار أيام رمضان في مطعم الرحمة، رفقة عائلة جديدة تشكلت بداية من اليوم الأول للشهر الفضيل، إذ يقول: "نحن هنا نفطر من أول يوم من رمضان، وقد أصبحنا عائلة واحدة.. فبفضل هذه المائدة اجتمعنا وعقدنا صداقات"، وقاطعه أحد ممن يقاسمه الطاولة بقوله: "أنا التقيت بأحد الشباب القادم من جيجل هنا، في هذا المطعم.. واصطحبني للعمل معه في مجال البناء"، وهكذا تعدت حسنات مطاعم الرحمة، من إفطار الصائمين والإحسان للمساكين، إلى عقد الصداقات، واستحداث فرص عمل، والقائمة لاتزال مفتوحة.

في القبة أضخم مائدة إفطار...

نظمت بلدية القبة من جهتها، مائدة إفطار كبيرة على مستوى الساحة العمومية، حيث تتوافد الجموع عليها ابتداء من الساعة الرابعة عصرا لحجز المقاعد، وقد أكد لنا المسير العام للمائدة، أنه منذ حوالي الساعة الرابعة مساء، يبدأ توافد الصائمين من رجال ونساء وشباب، لاسيما البعيدين عن الأهل والأقارب، والعاملين بالعاصمة... وقد لاحظت "المساء"، أنه في ظرف ساعة ونصف الساعة، امتلأت كل الساحة، ولم يعد هناك أي مقعد شاغر في المائدة، واضطر الكثير من المحتاجين إلى أخذ وجبتهم من المطعم وتناولها في أي مكان مستور. لمست "المساء"، الهبة التطوعية لدى الكثير ممن كانوا يهرولون إلى خدمة الصائمين، حيث يوزعون عليهم كل ما يحتاجونه في نشاط وخفة. وقال أحدهم، إنه يشعر بنعمة ما بعدها نعمة، وهو يخدم الناس دون مقابل، ويتحرك في كل الاتجاهات لتلبية الطلبات، ولا يفطر إلا على التمر واللبن.

مطعم "سليبة" بالدار البيضاء يستقبل كل الفئات

يستقبل مطعم "سلبية" بالدار البيضاء، العديد من المواطنين بمختلف الشرائح، منهم عمال بمؤسسات المنطقة الصناعية، حيث قال أحد العمال الذي يقصد المطعم: "أنا قادم من ولاية تيزي وزو للعمل في العاصمة، فهنا فرص العمل أكثر.. وبعد خروجي من العمل مباشرة، أتوجه لأقرب مطعم رحمة كي أحجز مقعدا لي"، وأضاف الشاب معاذ من باتنة: "مطعم الرحمة يساعدنا على الادخار والاقتصاد، إضافة إلى أن معظم المطاعم الخاصة مغلقة عند الإفطار"، في حين أثنى محمد من جيجل، على الوجبات المقبولة التي تُقدم في مطاعم الرحمة، والمعاملة الحسنة من قبل مسيري المطعم بقوله: "الحمد لله، ما يقدمونه من وجبات جد مقبولة ومعايير النظافة محترمة والمعاملة حسنة". كما لوحظ في مطاعم الرحمة وجود نساء ممن قذفت بهن الظروف خارج بيوتهن، باتجاه الشارع والعراء، إذ التقينا بالعديد من النساء المشردات، اللواتي وجدن في مطاعم الرحمة فرصة لافتكاك وجبة تغنيهن عن مد يدهن والسؤال.

متطوعون يعوضون المطاعم بقفة رمضان

بادر العديد من المتطوعين وأهل الخير، من جمعيات ناشطة في المجتمع المدني والأحياء ببلدية باش جراح، إلى توزيع قفف تضم مجموعة من المواد الغذائية، وحتى الوجبات على عائلات فقيرة ومحتاجة، عبر عدة أحياء، على غرار حي جنان مبروك وديار الجماعة، و20 أوت، في مبادرة عوضت غيابهم عن مطاعم الرحمة هذه السنة. في هذا السياق، شرعت جمعية "الخير" منذ بداية الشهر الفضيل، في توزيع مواد غذائية وقفف رمضانية على العائلات المحتاجة يوميا.

وقال أحد شباب الجمعية: "بادرنا منذ بداية الشهر الفضيل بتوزيع المواد الغذائية على العائلات المحتاجة في بيوتها، وتنقلنا إليها، ونفتخر أن فريقا في عز أزمة الزيت، عمل جاهدا على توفير هذه المادة لمحتاجيها، ضمن قفة كاملة ومتنوعة للعائلات المحتاجة". أضاف نفس المتحدث قائلا: "سنواصل المشوار والتحدي الذي رفعناه قبل كل الجمعيات، رغم قلة وانعدام الإمكانيات، وسنوزع المواد الغذائية وحتى الوجبات الساخنة على العائلات الفقيرة، خلال الأيام المتبقية من الشهر الفضيل، بمختلف أحياء البلدية، في إطار التكافل والتضامن".