طباعة هذه الصفحة

مؤسسات النادي السياحي الجزائري في ظل ”كورونا”

وضعية مالية حرجة في انتظار عودة النقل الجوي

وضعية مالية حرجة في انتظار عودة النقل الجوي
  • القراءات: 1265
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

تشهد المؤسسات التابعة للنادي السياحي الجزائري وضعية مالية صعبة، كغيرها من المؤسسات الاقتصادية الأخرى العمومية والخاصة، جراء الظروف الصحية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا منذ مارس الماضي، خاصة ما تعلق بتوقف النقل الجوي، الذي يعد العامل الأساسي لنشاطها، باعتبارها وكيلا عاما وحصريا للعديد من شركات النقل الدولية، التي لم تفتح فروعها في الجزائر، وفي الوقت الذي تعترف مؤسسات النادي، التي التقينا بعض مسؤوليها، بالعجز المالي المفروض عليها، فإنها تنتظر استتباب الأوضاع الصحية، لبعث نشاطها وتفادي الأسوأ.

يؤكد مسؤولو المؤسسات التابعة للنادي السياحي الجزائري، أن الوضعية المالية التي تعيشها، غير مريحة، وتنبئ بالإفلاس التام، إذا لم تتحسن الأوضاع الصحية، وتعود الحياة الاقتصادية وقطاع الخدمات إلى ما كانت عليه قبل كوفيد 19”، ويتفق من تحدثت المساء إليهم من مسؤولي المؤسسات، أن المخزون المالي، أو تحويشة الأعوام الماضية، تكاد تنفذ، كون مئات العمال الذين يتقاضون رواتبهم بشكل عادي في خضم هذه الأزمة، ولم يتم تسريح أحد منهم، كما فعلت العديد من الشركات الخاصة، يستهلكون ـ بطبيعة الحال- الرصيد المالي الموجود، الذي يوشك على النفاذ، مما يتطلب خطة لإنقاذ هذه المؤسسات العمومية.

90 بالمائة من العمال في بطالة اضطرارية

في هذا السياق، ذكر مسير مؤسسة سياحة وأسفار الجزائر لـ«المساء، أن هذا الفرع الذي يشغل أكبر عدد من العمال بالنادي السياحي، بتعداد 500 عامل موزعين على 30 وكالة عبر الوطن، توجد في وضعية مالية حرجة، وأن 90 بالمائة من العمال خرجوا في بطالة اضطرارية مؤقتة، يأمل ألا تستغرق وقتا أطول، مشيرا إلى أن المؤسسة التي حققت خلال السنوات الماضية، رصيدا ماليا مريحا، لم تكن تتوقع أن يتوقف نشاطها فجأة، وبدون أن تكون هناك مؤشرات، خاصة أن قطاع السياحة والأسفار مرتبط أساسا بالنقل الجوي.

في هذا الصدد، أكد محدثنا أن فوائد الشركة كانت تأتي من هامش الربح الآتي من بيع التذاكر للمسافرين، وكذا الحجوزات الفندقية وغيرها من نشاطات الرحلات المنظمة نحو مختلف الوجهات المحلية والدولية، مشيرا إلى أنه بتوقف حركة النقل الجوي ومنع مختلف النشاطات والتجمعات، لدواع صحية، صارت المؤسسة في وضعية غير مريحة ومصير مجهول، على غرار مثيلاتها محليا ودوليا، وأنه لم يتم إلى حد الآن، تحديد خطة لإنقاذ هذه المؤسسة العريقة التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وتملك رصيدا وخبرة ميدانية كبيرة في مجال الخدمات السياحية. 

الجهات الأربع للأسفار في حيرة

كما ذكر المدير التجاري لمؤسسة الجهات الأربع للأسفار التابعة للديوان، نبيل فرحات، أن هذه الأزمة التي فاجأت الجميع، أخلطت كل الأوراق، وتركت إدارات وعمال المؤسسات في حيرة، مفيدا أن مؤسسته التي كانت تقوم بتحضير الوضعية المالية مسبقا بسنة كاملة، تأكدت من أن التوقعات التي وضعتها لم تحققها خلال هذه السنة التي تميزت بالجائحة، حيث توقف النشاط في مارس الماضي، عندما تم غلق الحدود، ولم تكن المؤسسة حينها جاهزة لأخذ هذه الأزمة في الحسبان.

أفاد السيد فرحات، الذي أكد أن المؤسسة لم تتلق أي دعم من طرف الدولة، بتقديم عرض حال عن الوضعية المالية لوزارة السياحة، التي طلبت ذلك عن طريق مديريتها بالعاصمة، لكنها لم تتلق أي رد، باعتبار الدولة منشغلة أساسا بالوضعية الصحية، التي طغت على المشهد السياسي والإعلامي، رغم الآثار الاقتصادية التي مست المؤسسات خاصة الخدماتية، موضحا أن مؤسسة الجهات الأربع للأسفار، تعتبر وكيلا حصريا لـ 5 شركات طيران أجنبية دولية، تقوم ببيع تذاكرها للمسافرين وللوكالات السياحية الخاصة، وكانت تنتظر التوقيع على عقد لتمثيل 4 شركات أخرى، لرفع مداخيلها، لكن جائحة كورونا وقفت حائلا دون ذلك.

أكد محدث المساء، أنه لا توجد إلى حد الآن، رؤية واضحة حول مستقبل المؤسسة، في ظل الظروف الصحية المضطربة، مقتنعا بأن أولوية الأوليات للدولة في الوقت الراهن، هو الجانب الصحي، الذي صار يتحكم في كل النشاطات الأخرى في البلاد. 

مؤسسة كالطام بأخف الضررين..

في ظل هذه الأزمة الصحية، تبقى الشركة الجزائرية للنقل والمساعدة والصيانة والسياحة كالطام، كفرع قوي للنادي السياحي الجزائري، قائمة على أرجلها، بفضل الخدمات التي تقدمها للمؤسسات، لاسيما الهيئات الرسمية، التي تزكي مثل هذه المؤسسات العمومية، التي أثبتت وجودها في القطاع الخدماتي، والتزامها بتقديم خدمات راقية وبأسعار تنافسية، في هذا السياق، ذكر الرئيس المدير العام لـ«كالطام، محمد غزال، لـ«المساء، أن الوضعية المالية بهذه المؤسسة تأثرت بسبب جائحة كورونا، لكن ليس كتلك التي مست مؤسسات أخرى، مؤكدا أن مؤسسته لديها أكثر من 50 حافلة متعاقدة مع عدة مؤسسات عمومية، بقيت تحافظ على نشاطها، رغم أن نقص النشاطات الرسمية المرتبطة بنقل الوفود، وغيرها من المهام التي تكون المؤسسة المذكورة الوجهة المفضلة لطلب خدماتها في النقل، لاسيما أن لديها حظيرة مركبات عصرية، يسيرها خيرة السائقين الذين يخضعون دوريا للتكوين، فضلا عن كون المؤسسة تضم نشاطات أخرى، كالمساعدة التقنية المتمثلة في تزويد مركبات الشركات والمؤسسات بجهاز تحديد الموقع الجغرافي، لمعرفة تحرك المركبات، وتقوم بتكوين مشغليه.

للإشارة، أنشئ النادي السياحي الجزائري للسفر سنة 1995، بعد ما كان يعرف في الثمانينات وكالة السفر والسياحة الجزائرية، حيث يعمل النادي على تنظيم رحلات، والقيام بالحجوزات الفندقية، وغيرها من مرافق السياحة والاستجمام في الداخل والخارج، وتمثيل شركات الخطوط الجوية العالمية، بفضل خبرتها الطويلة في الميدان، ويضم الديوان 30 وكالة منتشرة عبر التراب الوطني، تعمل بالرخصة العالمية للنقل الجوي المسماة لياطا.

يتكون النادي السياحي الجزائري، الذي يصنف ضمن الجمعيات الوطنية ذات المنفعة العمومية، من ست شركات فرعية مستقلة تأسست كلها بين الفترة الممتدة من 1993 إلى 2001، وهي شركات الجزائر للاستثمار السياحي والخدمات الدولية السياحية، إلى جانب 4 أخرى مختصة في السياحة والأسفار، وقد استطاع النادي بفضل خبرته وخدماته المميزة، أن يثبت وجوده على الساحة الوطنية والدولية بدون منازع، حيث يعرض جملة من النشاطات على الجمهور العريض من المواطنين، كالأسفار المنظمة داخل وخارج الوطن.