فيما أكد بعض رؤسائها أن التطوع هو الأساس

هل يعرقل الدعم المالي نشاط الجمعيات الثقافية؟

هل يعرقل الدعم المالي نشاط الجمعيات الثقافية؟
  • القراءات: 1554
تحقيق: دليلة مالك تحقيق: دليلة مالك

يتفق عدد من رؤساء الجمعيات الثقافية المحلية في الجزائر أن دورهم من خلال جمعياتهم أساسي في تحريك المشهد الثقافي، ولكنهم يختلفون في معنى الدور المنوط بهم، فهناك من يسعى حثيثا إلى الدعم المالي كقاعدة ضرورية لتنظيم مختلف التظاهرات والأنشطة، ومنهم من يؤمن أن العمل الجمعوي متأصل في التمتع بالحس التطوعي، والرغبة في المشاركة الحقيقية والصادقة لبناء مجتمع يتحلى بالوعي ويتمتع بذوق فني راق، مساهمة مع عمل وزارة الثقافة ومؤسساتها التابعة لها.


مرزاق حمداش رئيس جمعية "جزائر الخير الثقافية" 

استقلالية الجمعية منحها حرية الأداء

أكد مرزاق حمداش رئيس جمعية "جزائر الخير الثقافية" (برج منايل، بومرداس) أن هناك العديد من الجمعيات، منها من يكون نشاطها مناسباتيا فقط ومنها من تنشط وفق برنامج خاص.

وقال "نحن كجمعية "دزاير الخير الثقافية التي كانت انطلاقتها الفعلية باعتماد رسمي من المصالح المختصة في فيفري 2012، نعتمد على دفع عجلة الحراك الثقافي على مستوى مدينة برج منايل والنهوض بها إلى الواجهة، بعدما فقدت المدينة بريقها ورونقها بعد زلزال سنة 2013 الذي ضرب ولاية بومرداس". 

وسطرت الجمعية برنامجا جيدا لانطلاقتها وكان يهدف إلى تنظيم جلسة ثقافية مرة كل أسبوع، تستهدف بعث الروح من جديد في المسرح ودار الثقافة ومكتبة البلدية ودفع الناس للعودة إليها من خلال برامجنا الهادفة والأسماء الكبيرة التي نستضيفها في كل موعد.

وأكد المتحدث أن البداية كانت بعزم وثقة، وما زاد من قوة نشاطها هو استجابة الناس وحضورهم الملفت وتعطشهم في كل مرة للمزيد، بالاعتماد على الاستقلالية المطلقة في التنظيم دون اللجوء إلى طلب الدعم من السلطات سواء المحلية أو الولائية، إلا أنه بعد مرور أشهر فقط، عرض رئيس المجلس الشعبي البلدي لبرج منايل، السيد أحمد حجاج، الدعم بعدما أعجب بنشاطات الجمعية وحماس أعضائها، لكنه رفض -يضيف حمداش- لضمان استقلالية نشاط الجمعية،  ولكن لم يلبث أن قبل المساهمة بعد إلحاحه وحرصه على الوقوف على كل ما نقوم به، وكانت مساهمته متمثلة في دعوة الضيوف للإفطار تارة، أو إهدائهم باقات ورد تارة أخرى.

وأضاف المتحدث أن الهم الوحيد الذي شغل الجمعية، هو أن يعود الحراك الثقافي لمدينة برج منايل إلى سابق عهده، بل أحسن، من خلال صياغة مشروع مصغر هو بمثابة سياسة ثقافية يتم بالتعاون فيه مع كل الفاعلين في الحقل الثقافي على اختلاف توجهاتهم وتخصصاتهم، لكن سرعان ما بدأ الحراك يقلق البعض الذين كانوا يحاولون في كل مرة أن يستغلوا نشاط الجمعية لصالحهم أو لينسبوها لأحزاب سياسية معينة، فالاستقلالية المادية للجمعية منحت متسعا كبيرا لأن نقوم بأعمال دون تقييد.


صبيحة بن منصور رئيسة جمعية "الدار الكبيرة":

عمل الجمعيات تطوع

تعتقد صبيحة بن منصور رئيسة جمعية "الدار الكبيرة" (تلمسان)، أن الجمعيات الثقافية تلعب دورا هاما في الجزائر، على اختلاف نشاطاتها الموسيقية والأدبية والفنية، مؤكدة أنه من الأهمية أن تنخرط هذه الجمعيات الثقافية لتؤدي مهمتها التكميلية، والمتعلقة خاصة بمعرفة قيمة التراث وتشجيع الإبداع والمساهمة في وضع النشاطات المثيرة وغيرها. 

في جمعية "الدار الكبيرة" كان أول مشروع هو تقدير المؤلف للكاتب الجزائري الكبير، وتسهيل وصوله إلى جمهور أوسع. بل هي وسيلة للتموضع كجسر بين العمل الأكاديمي وانتظار جمهور يحب القراءة،  لكنه ليس متخصصا، بالتالي هي طريقة لحماية التراث.

وحرصت أن تستقبل جمعية "الدار الكبيرة" عددا كبيرا من الشباب، لهذا تم تنظيم عدة ورشات في مجالات المسرح والرسم والكتابة والصورة، وجعل من محمد ديب أرضية وأساسا لفعل الإبداع، الأمر الذي يجعلهم أحرارا في عالم الفن.

بالموازاة مع هذا، تنظم الجمعية بصفة رمزية جائزة أدبية تحمل اسم الكاتب محمد ديب، وهي مسابقة تهدف إلى تشجيع الكتابة لدى الشباب الجزائريين، واليوم هذه التظاهرة تستعد للدورة الخامسة.

وقالت المتحدثة بخصوص الجمعية بأن الدعم كان دائما من طرف مؤسسات الدولة المختلفة، أما بالنسبة للمشروع الثقافي المقترح، فترى أنه من الطبيعي أن يكون الدعم مرتبطا ببرنامج جاد. وبهذا يمكن الحديث عن دور ملموس للجمعيات الثقافية، مضيفة أن الأمر لا يحرمهم من إقامة نشاطهم بحرية بناء على البرنامج.

وقالت بأن المشكلة موجودة على مستوى المجتمع في حد ذاته، وأن الجزائريين لا يتحركون كثيرا ولا يستثمرون في القضايا الكبرى، وحاليا الجمعيات إن لم تؤمن أو لم تلتزم، فلا داعي لوجودها، لأن الأصل في عمل الجمعيات هو التطوع.


عبد العالي مزغيش رئيس جمعية "الكلمة"

لم نستفد من أي دعم

أكد عبد العالي مزغيش رئيس الجمعية المحلية "الكلمة للثقافة والإعلام"، أن جمعيته تقوم بتنشيط الساحة الثقافية منذ سنوات طويلة، وهي إذ تقوم بهذا فإنها تتوخى دوما أن يكون نشاطها موجّها لخدمة الثقافة الوطنية الأصيلة بتعددها واختلاف مشاربها، والجميل أن من يقف وراء هذه النشاطات شباب وشابات من طلبة وخريجي الجامعة ومن الشعراء والفنانين الموهوبين. 

ورغم كل النشاطات النوعية والكثيرة التي قام بها من فترة تتجاوز 7 سنوات وبشكل دوري مستمر، دون انقطاع، إلا أن جمعيته لم تستفد من أي دعم من طرف قطاع الثقافة، رغم الطلبات الموجهة لوزارة الثقافة، ورغم أن القطاع صرف مئات الملايير خلال عشرية كاملة، إلا أن الجمعية لم تستفد من أي دعم، للأسف.

وقال "نحن لا نملك ميزانية، وكل رأس مالنا إرادة الأعضاء واشتراكاتهم التي لا تسدّ حاجة الجمعية للوسائل والإمكانيات المادية الأخرى، ولولا أنني كرئيس للجمعية أساهم من راتبي الشهري، ولو لا أننا فتحنا شعار

العمل رغم كل العراقيل لكانت الجمعية في خبر كان" .


رابح حدريان: جمعية "ثالا أوقليذ" (منبع الملك):

الدعم المالي يحد من طموحات الجمعية

أكد رابح حدريان أمين مخزن جمعية "ثالا أوقليذ" لبلدية مشراس بولاية تيزي وزو، أن جمعيته تضم عددا من الشباب ممن يملكون الطاقة والرغبة في تقديم العديد من النشاطات الثقافية الهادفة لبلديتهم، إلا أن الظروف المالية تحول دون أن تحقق أهدافهم، مشيرا إلى أن الجمعية تقيم حوالي 8 نشاطات سنويا، بعد أن يتم إعدادها  مع بداية كل سنة.  

وأضاف المتحدث أن الجمعية يتم تمويلها سنويا بمبلغ يتراوح من 20 إلى 30 مليون سنتيم من قبل الولاية ومديرية الشباب والرياضة، كما يستلم مبلغا قدره 10 ملايين سنتيم من مديرية الثقافة لتنظيم عيد فاكهة البرسيمون (plaquemine).

وأشار المتحدث إلى أن السلطات المحلية تدعم نشاطات الجمعية بالوسائل العامة، بهدف تسهيل مجريات التظاهرات الثقافية المنظمة بالبلدية، لكن يبقى الهاجس المالي يكبح الطموح والأفكار الكثيرة التي ترغب الجمعية في تحقيقها.